الجمعة 26 ابريل 2024

العصفور والصياد.. ومعركة الوعي

مقالات9-4-2021 | 23:42

كعادتي وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت أحد مستخدمي موقع "فيسبوك" ناشرًا قصة تحمل العديد من المعاني والعبر، يراها البعض بأكثر من رؤية مختلفة، هكذا إن أسقطناها على واقعنا ربما نجد شيئا من الراحة في بعض التساؤلات للمشاكل التي نتعرض لها خلال حياتنا اليومية.

القصة تقول: خرج رجل للصيد في يوم شديد البرودة، وتمكن من اصطياد قدرًا كبيرًا من العصافير، وبعد أن انتهى أتى بالعصافير وأخذ يذبح واحدًا تلو الآخر أمام أعين باقي العصافير، وعينيه تتساقط منها الدموع "من شدة البرودة"، كان هناك عصفوران يريان المشهد، ودار بينهما حوار، قال أحدهما: أنظر للصياد كيف يتأثر وهو يذبحنا وتتساقط الدموع من عينيه باكيًا، وكأنه لا يرد ما يفعله بنا، ولكن العصفور الآخر كان أشد فطنة للحدث، وقال لصديقه حقًا إنه يبكي، لكن أنظر إلى فعل يديه فهو يذبحنا !!.

من هنا يعطي لنا العصفور الأكثر فطنة درسًا ليعلمنا شيئًا في غاية الأهمية، وهو أن كل ما نراه من مواقف سواء تظهر  لنا أنها إيجابية أو سلبية من بعض الأشخاص، إن لم تُنفذ على أرض الواقع لصالحنا، (فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع).

في حياتنا صيادون، يُبدون ما لا يكمنون، يرى الصيادون أنهم يمارسون حقًا مشروعًا لهم، ويجدون من يبرر لهم ذلك كمثل العصفور الذي انخدع في دموع الصياد، ولم يلق بالًا إلى نتيجة فعله.

هكذا كثيرًا نختلف وقليلا نتفق على بعض الأمور والأفكار، وتجد المؤيد والمعارض، وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت مصر عددًا من الأحداث التي صاحبها جدلا كبيرا من حيث اختلاف الآراء منها على سبيل المثال، موكب نقل المومياوات الملكية، وأيضًا جنوح السفينة في الممر الملاحي لقناة السويس، كل هذا اختلفنا واتفقنا عليه في بعض الأمور ولكن يبقى هنا النتيجة، هل تأثرت هوية مصر الإسلامية بموكب نقل المومياوات الملكية؟ هل عجزت مصر أمام جنوح السفينة في قناة السويس؟... بالطبع الإجابة "لا".

في كثير من خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي، شدد على الوعي وعدم الانسياق وراء المغرضين الذين يسعون للنيل من استقرار الدولة، وعدم التعاطي مع الشائعات، وضرورة العمل بإتقان لتحقيق الهدف المنشود المتمثل في استقرار الدولة وتقدمها في شتى المجالات.

من أراد بك خيرًا ستجد ذلك في أفعاله وليس أقواله.. ومن أراد بك شرًا ينطبق عليه قول الشاعر صالح بن عبد القدوس أحد شعراء الدولة العباسية: "يعطيك من طرف اللسان حلاوة.. ويروغ منك كما يروغ الثعلب".

 

Dr.Randa
Dr.Radwa