الجمعة 26 ابريل 2024

يوفر 125 ألف شتلة لـ4 محاصيل استراتيجية.. كل ما تريد معرفته عن معمل زراعة الأنسجة

زراعة الأنسجة النباتية

تحقيقات22-10-2021 | 16:38

أماني محمد

قبل أيام افتتحت وزارة الزراعة أكبر معمل لزراعة الأنسجة في مركز البحوث الزراعية، وهو معمل يسهم في إمداد القطاع الخاص بشتلات لأهم المحاصيل الاقتصادية مثل النخيل والبطاطس وقصب السكر والموز خالية من الأمراض، حيث سيسهم في توفير شتلات جاهزة مما يؤدي إلى تقليل استيراد التقاوي من الخارج.

ويعتبر معهد بحوث أمراض النباتات أحد الأجنحة الرئيسية الهامة لمركز البحوث الزراعية، ويتبعه معمل زراعة الأنسجة، والتي ستستهم في توفير نحو 125 ألف شتلة سنويا، حيث قال الدكتور أشرف خليل، مدير معهد أمراض النباتات، إن المعهد تأسس منذ 102 عاما تقريبا، وله العديد من المعامل والأنشطة، وافتتح قبل أيام أحدث معامله وهو معمل زراعة الأنسجة، الذي تم افتتحاه عام 1999 وكان عبارة عن معمل صغير، ومنذ ذلك الحين وحتى 2019 لم يتطور، وتم فيما بعد 2019 بناء قسم بحوث فيروسية على أعلى مستوى بتكلفة أكثر من 12 مليون جنيها.

وأوضح في حديثه لبوابة "دار الهلال"، أنه تم تخصيص الدور الأرضي بالكامل على مساحة من 450 متر لـ500 متر لزراعة الأنسجة، ليكون أكبر معمل لزراعة الأنسجة، وتم تجهيزه بجميع الأجهزة والإمكانيات المتاحة من مواد ومعدات بأحدث التقنيات، مشيرا إلى أنه تم وضع نواة لزراعة أنسجة بعض المحاصيل المطلوبة في السوق مثل البطاطس والنخيل والقصب والموز.

وأكد أنه تم البدء في هذه المحاصيل وخلال 6 أشهر سيكون هناك إنتاجية، وهو أمر يتوقف على المحصول لأن زراعة الأنسجة تختلف من نبات لآخر، فبعد الزراعة تبدأ عملية "الأقلمة"، وهذه تختلف المدة فيهما حسب نوع المحصول، فالبطاطس تحتاج من 3 إلى 4 شهور في المعمل وفي الأقلمة 6 أشهر، أما النخيل فيحتاج 3 سنوات في المعمل وفي الأقلمة عام ونصف.

الطاقة الإنتاجية لمعمل زراعة الأنسجة

وتابع: أن الطاقة الإنتاجية للمعمل تصل إلى 125 ألف شتلة نبات في السنة ومنهم 100 ألف شتلة مأقلمة سنويا، موضحا أن اختيار البطاطس ضمن مشروع زراعة الأنسجة جاء لأهميتها فهي من المحاصيل التي تكلف الدولة عملة صعبة كثيرة، فيتم استيراد نحو 180 ألف طن سنويا من البطاطس، وهذه هي الطلبات التي تكون مقدمة للجنة التقاوي، لكن ما يدخل البلاد هو 130 ألف طن قد يرفض بعضهم لظهور أمراض حجرية، ويدخل نحو 120 ألف طن.

وأوضح أشرف خليل أن الطن يتكلف نحو 10 إلى 15 ألف جنيها أي يكلف الدولة نحو 1.3 إلى 1.5 مليار جنيها سنويا، مؤكدا أن توجه الدولة في الوقت الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والجهات التنفيذية وعلى رأسها وزارة الزراعة هو تنفيذ البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، وهو تم إنشائه والعمل به وبدأ خروج إنتاج، ومن بينها معامل زراعة الأنسجة.

وعن أهمية هذا المعمل، قال إن المعمل سيعمل على سد الفجوة والعجز في توفير التقاوي، فمصر تستورد نحو 98% من تقاوي الخضر من الخارج بعكس تقاوي الحبوب تنتج مصر منها 98% ولا تستورد سوى 2% فقط، وتصل تكلفة استيراد تقاوي الخضر 1.8 مليار دولار، وبفضل سواعد أبناء مصر العاملين سيبدأ سد تلك الفجوة في البطاطس والقصب وتقليل استيراد التقاوي.

ولفت إلى أن توجيهات وزير الزراعة هي الإكثار من زراعة القصب في صعيد مصر وكذلك بالنسبة للموز والنخيل، مشيرا إلى أن هناك توجيهات من الرئيس بتجهيز وزراعة 2 مليون نخلة، وعن طريق هذه المعمل من المرتقب أن يتم تقليل استيراد التقاوي من الخارج وتوفير الشتلات للمزارعين.

مكونات المعمل

يتكون المعمل من عدة وحدات هي وحدة التشريح وحدة الغسيل ووحدة التجهيز ووحدة الزراعة ووحدة التحضين ووحدة الصوبة التي تتم فيها عملية الأقلمة، وهي صوبة أقلمة ملحقة بالمعمل، حسبما أوضح مدير معهد أمراض النباتات، مؤكدا أن المعمل يحصل على النسيج من أمهات الشتلات فيخرج شتلة قوية النمو عالية الإنتاجية بالإضافة إلى خلوها من الأمراض.

وأضاف أن هذه الأنسجة تكون تحت السيطرة سواء في المعمل أو الصوبة وعند خروجها إلى الحقل تكون خالية من الأمراض خاصة الأمراض الفطرية أو الفيروسية أو البكتيرية أو الفيتوبلازما، موضحا أن الغرض أن يتم إنتاج شتلات بعدد كبير في وقت قياسي.

معامل أخرى لزراعة الأنسجة

هناك معامل أخرى لزراعة الأنسجة لكنها متخصصة، مثل معمل النخيل وهو خاص بإنتاج شتلات النخيل، يوضح خليل، مؤكدا أن هناك معامل أخرى تابعة للجامعات لكنها لا تكون بنفس قوة وحدم معمل زراعة الأنسجة.

وأشار إلى أنه خلال 6 أشهر من المرتقب أن يخرج الإنتاج الأول وستطرح الشتلات على موقع المعهد وعمل التعاقدات مع الشركات، مضيفا أن المدة الزمنية تتوقف على الصنف، فبعد 6 أشهر قد يبدأ الطرح في حالة أن يقوم بالأقلمة عنده، لكن عمل الأقمة في معمل زراعة الأنسجة هو أفضل لأن المزارع يحصل على شتلة جاهزة على الزراعة في الأرض فورا بدون مشاكل.

وحول موعد سد الفجوة من التقاوي وتقليل الاستيراد، أكد أن ذلك سيتحقق بتكاتف معهد أمراض النباتات ومعامل زراعة الأنسجة في جهات أخرى، لكن لا يمكن تحديد موعد أو نسبة الآن، مضيفا أن المعمل يعد لتأهيل طلاب كليات الزراعة والعلوم حديثي التخرج سواء الجامعات الخاصة أو الحكومية للانخراط في سوق العمل.

وأشار إلى أن المعمل يستهدف أيضا تدريب الباحثين بمختلف المراكز البحثية مثل مركز البحوث الزراعية أو مركز البحوث أو الجامعات المصرية أو أكاديمية البحث العلمي، حديثي التخرج وشباب الشركات الخاصة الذين لديهم الرغبة في إنشاء معمل لزراعة الأنسجة، فالمعمل على أتم الاستعداد لتدريبهم وتخريج كوادر ذات شهادات تفيد تدريبهم على أعلى مستوى.

Dr.Randa
Dr.Radwa