أثارت واقعة خطوبة طفلي الحوامدية حالة من الجدل وردود الفعل الرافضة لهذا الأمر، لما له من انتهاك لحقوق الطفل، حيث حذر استشاري نفسي من التأثير السلبي للزواج في سن مبكر وخاصة في سن الطفولة على الأسرة واستقرارها، موضحا أن هذا السبب هو ما يدفع إلى الطلاق المبكر أيضا ويهدد استقرار الأسرة.
خطوبة طفلي الحوامدية
كانت قد أقيم مساء الجمعة الماضية حفل خطوبة طفلي عمرهما 12 سنة في منطقة الحوامدية، وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صور الطفلين، فيما استدعت قوات الأمن والديهما للتحقيق معهما، وبعد التحقيق وقع الوالدان على تعهد بحسن رعاية الطفلين، وعدم إتمام زواجهما قبل أن يتم العروسين 18عاما.
وفي أول رد له أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة عن التقدم ببلاغ للنائب العام بخصوص واقعة خطبة طفلين لا يتجاوز عمرهما 12عاما بمدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة، بعد أن تلقت منظومة نجدة الطفل بلاغاً أمس السبت، عبر الخط الساخن 16000، نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعي بشأن نشر صور لخطبة طفلين صغيرين.
وأكد المجلس أن هذه الواقعة تعد مخالفة صارخة لحكم المادة ٨٠ من الدستور فيما تضمنته من التزام الدولة برعاية الأطفال وحمايتهم من كافة أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة، ولما قررته المادة ٩٦ من قانون الطفل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ المعدل بالقانون رقم ١٢٦ لستة ٢٠٠٨ في شأن حالات تعريض الطفل للخطر.
وناشدت سحر السنباطي، رئيس المجلس، الأهالي والأسر بعدم فعل مثل هذه الممارسات الضارة بمستقبل أبنائهم لأن هذه الممارسات تسلب الأطفال حقوقهم التي كفلتها لهم الدولة بالقانون والدستور، مؤكدة على أن الأطفال لهم حق أصيل في أن يعيشوا حياة سوية في كل مرحلة من مراحل حياتهم.
التأثيرات السلبية لزواج الأطفال
ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى، بجامعة القاهرة، إن وقائع الزواج الأطفال تؤدى إلى ظهور حالات من الطلاق المبكر وتؤثر سلبا على استقرار الأسرة.
وأضاف فى تصريح لبوابة "دار الهلال" أنه يوجد قصور فكرى بين الطرفين مما يؤثر على طبيعة العلاقة بينهما، موضحا أنه يمر على سن مراهقة وكل شخص تتغير مشاعره أكثر من مرة، لذلك فيجب إعطائهم فرصة للتأكد من مشاعرهم وقناعاتهم بالاستمرار في هذا الارتباط.
وأوضح أن طفلي الحومدية الذين تمت خطوبتهم مساء أمس، لم يدخلا فى دور المراهقة، وأكد أنه مع كبر السن الفتاة ستكون أكبر من الولد، فبالتالى سيحصل بينهما مشاكل تؤدى إلى عدم القدرة على العيش مع بعضهم البعض، مضيفا أن ظاهرة الطلاق الموجودة الآن، تنتج من الزواج المبكر الذى لا يوجد فيه نضج كامل أو زواج المصلحة بين الطرفين فى مقابل إرضاء الأسرتين.
وأكد أنه فى حالة الزواج في سن مبكر فى سن الطفولة يؤدى فيما بعد إلى ظهور المشاكل المستمرة وعلاقة زواج غير مستقرة، يؤثر على الزوجين والأطفال حيث أن قرب السن بين الآباء وأبنائهم ينتج عدم القدر على حل المشاكل التى تواجههم.
وأشار أن الزواج المبكر للأطفال ينتج عنه عدم تحمل المسئولية في المستقبل، وأول شعور له بتحمل المسئولية تبدأ مشاعره تتغير ويريد تغيير زوجته ويبحث عن فتاة يحبها وتحبه.