السبت 27 ابريل 2024

في عيد رهبنته الـ33.. تعرف على رحلة البابا تواضروس من الصحراء إلى رئاسة أكبر كنائس العالم

رسامة البابا تواضروس راهبًا

تحقيقات31-7-2021 | 20:00

حازم رفعت

بوجه تحمل ملامحه روح الوطن، وعيون يملؤها الطموح والرغبة في التجديد، وطباع تمتزج فيها الشهامة والعزة، لم يكن الشاب باسم وجيه سليمان، الذي ولد بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، عند الرابع من نوفمبر عام 1952م، أن القدر يعده ليصبح البابا رقم 118 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أكبر كنائس العالم. 

وبعد أن تخرج في كلية الصيدلة، بدأ باسم وجيه سليمان يشعر أن حياة العالم لا تروق له، فترك خلفه كل ما يحمله من أحلام وطموحات وعائلة، وذهب إلى الصحراء يبحث علاقة مختلفة مع الله، آملا في أن ينقطع للعبادة فقط، ويقطع صلته بالعالم، ليجد ضالته في الرهبنة مع مجموعة من زملائه داخل دير الأنبا بيشوي، بصحراء وادي النطرون.

مرت السنوات وتغير الشاب باسم وجيه، لكي يتم رسامته راهبا باسم ثيؤدور في 31 يوليو عام 1988م، لكي ينضم لصفوف الرهبان، ويبدأ حياته الجديدة التي سعى إليها واهبا نفسه لخدمة الله والكنيسة، وليتدرج في سلك الرهبنة فرحًا بجلبابه الأسود، وسرعان ما انتشر صيته بحسن خُلقه، وتعامله مع إخوته الرهبان، وتمت ترقيته قسًا، لكي يبدأ في خدمة الدير بشكل كليً، ويكون منارة للمقدمين على الرهبنة.

ذاع صيت ثيؤدور، في أروقه دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ليخرج من أسواره إلى رأس الكنيسة، البابا الراحل شنودة الثالث، الذي أعلن ترقيته إلى درجة أسقف عام على إيبارشية البحيرة، باسم الأنبا تواضروس، ويكون خادما ومساعدا للأنبا باخميوس أسقف البحيرة.

من هنا بدأت حياة الأنبا تواضروس تأخذ منحنى آخر، ولم يكن يعمل ما يأتيه له القدر، فيما بعد من عبادة الصحراء، تاركًا أبحاثه العلمية في مجال الصيدلة، ليكون راهبًا ناجحًا في خدمة الكنيسة، وتستعرض "دار الهلال"، في سطور عن شخصية البابا تواضرس الذي تحتفل به الكنيسة اليوم بعد رهبنته للعام الثالث والثلاثون.

البابا والكنيسة

في 4 نوفمبر من عام 2012 فاز الأنبا تواضروس بمنصب البابا، ليكون البطريرك الـ118 على الكنيسة القبطية، خلفًا للبابا الراحل شنودة الثالث، عقب ترشيحه ومعه أربعة أخرون، من رجال الكنيسة وهم الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس، والراهب القمص رافائيل أفا مينا، والراهب القمص باخوميوس السرياني، والقمص سارفيم السرياني.

وتم تجليس تواضروس الثاني، على الكرسي الباباوي للإسكندرية، وبطريركا للكرازة المرقسية، في قداس الأحد 18 نوفمبر 2012، برئاسة القائم مقام البطريرك، الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وباشتراك كل أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومشاركة وفود من كل الكنائس في مصر والعالم.

وبعد إعتلائه سدة الكرسي المرقسي، كانت له رؤية لمستقبل الكنيسة إذ قال:  يجب أن نهتم بفصول التربية الكنسية منذ الصغر، وأن نجعل فصول إعداد الخدام من أولوياتنا، فالخدمة هي التي سوف تصنع نهضة جديدة داخل الكنائس سواء بمصر أو ببلاد المهجر".

ومن أهم انجازاته إنشاء معهد لإعداد خدام كنائس بالمهجر لإطلاعهم على الثقافات المختلفة في الدول الأوروبية وأمريكا وكندا، مُعتبرًا أن إقامة قنوات للحوار مع الشباب أمر ضروري، وكذلك يدعو المسيحيين إلى الاندماج في المجتمع من خلال التعليم ووسائل الإعلام.

مواقفه خلال الهجوم علي الكنائس عقب فض اعتصام رابعه والنهضه

شهدت عناية الله أن يختاره ليمسك بزمام الكنيسة في هذه المرحلة يمر بها الوطن خاصةً بعد أن عصفت بسفينته العديد من العواصف والأعاصير، لكنه أثبت أنه كان أحد صمامات الأمان لمصر، فقد وقف فى وجه من أرادوا اختطاف الدولة المصرية، وكان أحد صانعى مشهد 3 يوليو 2013 لعزل الإخوان من حكم مصر، وغلّب «الوطن» على «الكنيسة» حينما أقدم الإخوان على حرق الكنائس، فقال قولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، ليكتب اسمه فى التاريخ واحداً من أعظم البطاركة محبة ووطنية.

Dr.Randa
Dr.Radwa