السبت 27 ابريل 2024

تحدث عن ذكر العاشر من رمضان ولحظات الانتصار .. اللواء جمال مظلوم: التخطيط لحرب أكتوبر استغرق 6 سنوات

اللواء جمال مظلوم

تحقيقات22-4-2021 | 10:20

أحمد رشدي

- التخطيط الجيد واستخدام العلم في الحرب عنصرا رئيسيا في نصر ٧٣.

- الخبراء الروس كانوا يسخرون إذا قولنا لهم نريد أن نحارب ونسترد أرضنا.. كان ردهم..  مصر تحتاج إلى تفجير قنبلة نووية في سيناء لتحرير الأرض.

- أول معركة في الصراع مع إسرائيل يتحقق فيها النصر للجندي المصري والسوري والعربي بصفة عامة.

- الفرق بين 67 و73 كان التخطيط والإعداد الجيد، واختيار الوقت المناسب للحرب، وليس الوقت الذي يفرضه العدو.

- اختيار يوم الحرب كان نتيجة دراسة للتاريخ اليهودي، والمناسبات والأعياد المقدسة واختيار توقيت الساعة ٢ ظهرا لتكون الشمس في وجه العدو الصهيوني.

- في حرب أكتوبر كان هناك تعاونا عربيا في أفضل صوره، 9 دول عربية وقفت مع مصر وسوريا في الحرب.

- استخدام سلاح البترول في حرب 73، كان سلاحا فاعلا بدرجة إنه أقوى من الأسلحة على الجبهة.

- في ٦ ساعات عبر 80 ألف "جندي مصري" شرق القناة  ولم يتخيل أحدا هذا الرقم الكبير.

- فرحة العبور ذكرتني بنفس فرحة  3/7  والرئيس السيسي يلقي البيان في وجه جماعة الإخوان الإرهاربية. 

تعبر ذكرى العاشر من رمضان التي انتصر فيها المصريون في حرب 1973، على العدو الصهيوني الإسرائيلي واسترد الأرض المصرية بمثابة عيدا للشعب المصري، إذ نجحت القوات المسلحة في إعادة الأرض خلال 6 ساعات، رغم كل الصعوبات بعزيمة أبطال القوات المسلحة المصرية.

«دار الهلال» التقت باللواء جمال مظلوم، أحد أبطال حرب أكتوبر والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، الذي أكد أن التخطيط الجيد واستخدام العلم في الحرب عنصرا رئيسيا في النصر، وإلى نص الحوار:


** بدايةً.. حدثنا عن ذكرى العاشر من رمضان وحرب أكتوبر؟

ذكرى العاشر من رمضان وحرب أكتوبر المجيدة ذكرى عزيزة على قلوب المصريين والعرب، وهي أول معركة في الصراع مع إسرائيل يتحقق فيها النصر للجندي المصري والسوري والعربي بصفة عامة، لأن هذه الحرب كانت بالتعاون بين مصر وسوريا، وهناك دول عربية وقفت بجانب الدولتين، في صراعهم مع إسرائيل.

** صف لنا من وجهة نظرك ما حدث في العاشر من رمضان؟

ما حدث في العاشر من رمضان معجزة عسكرية، رغم كل الصعوبات إلا أن النصر تحقق بفضل الله وعزيمة الأبطال، من الصعوبات التي واجهتنا أكبر مانع مائي في التاريخ وأكبر ساتر ترابي «خط بارليف» ارتفاعه 22 مترا يعني عمارة 7 أدوار، يمر جنودنا المانع المائي بقوارب مطاط حتى تصل إلى مانع ترابي بميل 60 درجة يعجز الفرد أن يتسلقه، ومحاط بالأسلاك الشائكة والألغام ومواسير نابالم في القناة، تنفجر بـ 700 درجة مئوية، تسلل رجال الصاعقة والقوات الخاصة بسد هذه المواسير ليلة الحرب، إعجاز بكل المقايس.

وبمجرد عبور الطائرات المصرية ووصلتنا التعليمات بالحرب، كل التفكير كان في مصر وتحرير الأرض، والثأر من العدو، ثأر 3 حروب، معركة مصيرية، وصفوا حرب 67 بحرب الأيام الستة، إنما حرب 73 بالنسبة للمصريين حرب الست ساعات، من الساعة 2 ظهرا حتى 8 مساء، عبر 80 ألف جنديا مصريا شرق القناة في 6 ساعات، لم يتخيل أحد هذا الرقم الكبير، نصبت الكباري يوم 6 أكتوبر، كان محدد لها أن تعمل يوم 7 أكتوبر صباحا، لكن الحمد لله تم فتح الممرات مبكرا، وظهرت بوادر وبشائر النصر من أول يوم، حرب الساعات الست، 5 فرق كانت حررت أغلب النقاط القوية شرق القناة، وبدأوا في تركيب وبناء الدفاعات والاستعداد لأي هجوم.

** بماذا تذكرك حرب العاشر من رمضان؟

تذكرني حرب العاشر من رمضان بنفس فرحة البيان يوم 3-7  يوم البيان في وجه جماعة الأخوان الإرهاربية، ويجب على الشباب حب الوطن والثةق في القيادة السياسية، والانجازات التي تحدث في مصر الآن لم تحدث من قبل، ويجب أن لا نستمع إلى القنوات الأجنبية الممولة التي لا تريد الخير لبلدنا.

** هل كانت هناك خطة واضحة لحرب أكتوبر؟

نحتفل بذكرى أكتوبر والعاشر من رمضان، الحرب التي تم التخطيط لها والإعداد  بشكل جيد إذا تمت مقارنتها بحرب 67، لم  يكن هناك خططا واضحة للحرب، كما لم يكن هناك إعدادا جيدا بعكس 73 بعد النكسة مباشرة، من 1967حتى 1973، تم الإعداد والتخطيط للحرب، واستغرق 6 سنوات، علم وتخيطيط وتدريب وإعدادا جيدا لكل ما حدث في المعركة.

** متى بدأت القيادة السياسية التخطيط للحرب؟

بدأت القيادة السياسية والعسكرية التخطيط لحرب تحرير الأرض من يوم 9 و10 يونية، لأن الشعب المصري كله رفض الهزيمة، وخرج ووقف جانب الزعيم جمال عبدالناصر حتى التحرير، وهذه كانت مهمة جدا أن يجد القائد الشعب يقف خلفه، أنا عشت هذا اليوم، الشعب المصري خرج عن بكرة أبيه، وقالوا للزعيم عبدالناصر نحن معك حتى تحرر الأرض.

** وماذا عن نكسة 67؟

بعد نكسة 67 تمت إعادة تنظيم الجيش، وتغير القيادات التي لم تكن على قدر المسئولية في ذلك الوقت، وتم تعين قيادات شابة، الفرق بين 67 و73 كان التخطيط والإعداد الجديد، واختيار الوقت المناسب للحرب، وليس الوقت الذي يفرضه العدو، شاركت في 67 و73 هناك اختلاف كبير في كل شيئ التخطيط للحرب استغرق 6 سنوات، القيادة السياسة اجتمعت مع القيادات العسكرية قبل حرب أكتوبر، تقرر وضع أهم المشاكل والعوائق التي قد تواجه الجيش في الحرب، ونقاط قوة العدو، على سبيل المثال هجوم مصر وسوريا في توقيت واحد شتت العدو الذي لا يستطيع أن يحارب في أكثر من جبهة واحدة.

** هل اختيار توقيت الحرب ساعد في هزيمة العدو الإسرائيلي؟

بدأنا ندرس كل شئ عن العدو، وهذا لم يحدث في 67، واختيار يوم الحرب كان نتيجة دراسة للتاريخ اليهودي، والمناسبات والأعياد المقدسة، حرب الغفران، يوم الصلاة والعبادة ومحرم فيه الحركة، اختيار التوقيت كان مهما، السؤال الذي يجب أن يعرفه المصريون لماذا اختارت القيادة السياسة والعسكرية الساعة 2 ظهرا، والحكمة أن الشمس تكون في الجانب الشرقي أمام اليهود، واختيار التوقيت اللازم لعبور القوات للضفة الشرقية، منذ أيام عندما جنحت السفينة  ever green  درسنا المد والجزر، والتيار وسرعته، وسطح المياه عن الأرض حوالي 2 مترا، ونختار التوقيت الذي يكون فيه المد عالي، والتيار هادئ، لأن قناة السويس كل 4 ساعات يتغير اتجاه المياه، من الشمال للجنوب والعكس. 

** كيف تم إعادة بناء القوات المسلحة؟

من الناحية العلمية تمت إعادة بناء القوات المسلحة من جديد وتحارب بها وتنتصر، هذا إعجازا بكل المقايس، ما حدث للجيش المصري في 67 شبيه لما حدث للشرطة في 2011، رجعنا منهزمين، ولم يكن لنا أي دور في الهزيمة، والشعب كان ينظر للجيش على أنه سبب الهزيمة، لكن في الحقيقة أن الجيش لم يكن سببا للهزيمة، لكن كان هناك مجموعة من العوامل تسببت في الهزيمة، رفع درجة استعداد القوات المسلحة تقريبا يوم 14 و15 مايو، وحدث العدوان على القوات المسلحة يوم 5 يونية، لا يوجد دولة في العالم تستطيع أن تدخل حرب في 3 أسابيع حتى أمريكا نفسها.

** وما رأي الجانب السياسي في هذا؟

كان هناك تصعيدا من الجانب السياسي أكثر من اللازم، في الوقت الذي كان أكثر من ثلث قواتنا المسلحة في اليمن، وخطة الخداع الاستراتيجي التي كان تستدعي حشد قوات 40 أو 50 ألف، ورددت إسرائيل أن المصريين جثة هامدة ومصر لن تقوم لها قائمة، حتى أصيبت إسرائيل بالغرور.

** في رأيك التخطيط الجيد واستخدام العلم عنصر في النصر؟

رجال القوات المسلحة لما ضرب في ميناء إيلات 3 مرات، يؤكد أن التخطيط الجيد واستخدام العلم في الحرب عنصر رئيسي في النصر، وهذا ما حدث في 73 كان فيه تدريب جيد، استعداد ومعلومات جيدة وعناصر استطلاع ممتازة، كل الوسائل كانت متاحة ومتوفرة، وكان هناك تعاونا عربيا في أفضل صوره، 9 دول عربية وقفت مع مصر وسوريا في الحرب، سواء كان على الجبهة المصرية أو السورية، قمة الخرطوم في 67 الشهيرة التي وحدت العرب جميعا، شملت مصالحة بين الدول العربية، تمت المصالحة بين مصر والسعودية، وكان على أثرها سحبت القوات المصرية من اليمن، قامت السعودية وقتها بدعم مصر والأردن، طول مدة الحرب، واستخدام سلاح البترول في حرب 73، كان سلاحا فاعلا بدرجة إنه أقوى من الأسلحة على الجبهة، كل الدول المصدرة للبترول وقفت موقف بطولي في أكتوبر ١٩٧٣.

** هل الروح المعنوية مهمة للجنود أثناء الحروب؟

الروح المعنوية للقوات المصرية كانت مهمة جدا في حرب ١٩٧٣، والظروف ساعدت على رفع المعنويات، من هذه الظروف معركة رأس العش يوم 1 يولية، حاولت إسرائيل بالطائرات والدباتات السيطرة على منطقة رأس العش، تصدى للعدو رجال الصاعقة صدت.

وفي 14 يوليو1967 نجح القائد -مدكور أبو العز- بمجموعة طائرات لم تضرب في النكسة- في شن أول غارة جوية مصرية على قواعد القوات الإسرائيلية في سيناء المحتلة بعد أربعين يوما من هزيمة 67، قام بمعركة جوية 200 كيلو شرق القناة، وهذه رسالة مباشرة وقوية للعدو الإسرائيلي أن الجيش المصري موجود.

وفي يوم 21 أكتوبر ضرب المدمرة إيلات شمال بورسعيد على أيدي رجال قواتنا البحري، كأنها رسالة من الله، لرفع معنويات القوات المصرية، قوات الصاعقة والقوات الجوية والبحرية، كل هذا رفع من معنويات رجال قواتنا المسلحة، كانت هناك عزيمة قوية تسري في رجال الجيش المصري، وإصرار على النصر، وهذا ما يقوم به الرئيس السيسي في بناء مصر الحديثة، المشروع الذي قد يستغرق سنتين، يطلب أن يتم انجازه في سنة أو أقل، هذا ماحدث في أكتوبر، كان وراءنا «كرباج» حتى تحرير الأرض ، لأنها وصمة عار كانت في جبين مصر والقوات المسلحة.

** حدثنا عن موقف الخبراء الروس ورسائلهم للقوات المسلحة في توقيت حرب أكتوبر؟

موقف الخبراء الروس ورسائلهم السلبية، وعندما نقول لهم نريد أن نحارب ونحرر أرضنا، كانوا يضحكون ويقولوا تحتاجون قنبلة نووية تضرب في سيناء حتى تستطعيوا تحرير أرضكم، والبعض الآخر يسخر ويقول تحتاجوا أسطول طائرات هليكوتر حتى تنقل العساكر من غرب القناة إلى شرقها.

Dr.Randa
Dr.Radwa