السبت 27 ابريل 2024

الشناوي: يوجد ثلاث حلول لإنهاء أزمة سد النهضة.. وإثيوبيا تريد بيع المياه لمصر (حوار)

الدكتور أحمد الشناوي

تحقيقات11-4-2021 | 22:41

محمود بطيخ

باءت كل المفاوضات التي بين مصر والسودان وإثيوبيا بالفشل بسبب التعنت الإثيوبي، ورفضها كل المقترحات التي أوضحتها السودان ومصر، كما أوضحت وزارتي الخارجية المصرية، والري السوادني.

 

وكشفت إثيوبيا من خلال اتجاهها الأحادي الذي تسير عليه أمام العالم أجمع، وجاءت تصريحات الرئيس الأخيرة، واضحة لأن المساس بنهر النيل يعد خط أحمر، ومصر لن تقبل، والخطوات التي يمكن اتخاذها عديدة.

 

وقال الدكتور أحمد الشناوي، الخبير الدولي للموارد المائية، ومدير مشروع السوق الأوروبية المشتركة للبحث عن الموارد المائية السابق، في حواره مع بوابة «دار الهلال»، إنه شاهد على كل ما حدث منذ الاستعانة به من قبل المشير أبو غزالة، للبحث عن المياه في إثيوبيا، موضحًا أن إثيوبيا تريد بناء السد لتخزين 73 مليار متر مكعب، بارتفاع 45 متر، مما يجعل مصر تشتري المياه.

 

ما هي قصتك مع سد النهضة؟

كنت أعمل بالأمم المتحدة، في وقت تحرير سيناء، وكان المشير أبو غزالة، طلب شخصًا للبحث عن المياه، ورشحت له وعدت من الخارج لهذا السبب.

 

وعملت معه في بداية تحرير سيناء، وقد علمت في هذا الوقت أن أثيوبيا بدأت في بناء سد، كان يسمي في البداية بسد الألفية، ومرسي هو ما أسماه بسد النهضة، تيمنًا بمشروع النهضة الخاص به، وقد أبلغت المشير أبو غزالة بذلك الأمر، وهو بدوره أبلغ الزعيم محمد أنور السادات، بشروع أثيوبيا في ذلك وخطورة ذلك على مصر، الأمر الذي جعل الزعيم، لا يتراجع عن ضربه في ذلك الوقت.

 

أين كانت تكمن خطورة السد؟

كان طول السد 1800 متر، كله ردم، فيما عدا 150 متر في المنتصف خرسانه، وهو الجزء الذي فيه العيون، وعندما نصمم أي سد، لو كان ردم كالسد العالي، ممنوع تمرير المياه من فوقه، لأن ذلك ينحت السد، كما حدث في خط برليف.

 

وعندما حللت المنطقة بالقمر الصناعي اكتشفت أن المكان المبني به السد، كله فوالق أرضية نشيطة، وفي تلك الحالة ممنوع بناء أي سد، أو حتى مبني عالي ثقيل على تلك الفوالق، مؤكدًا أن بلدة في أمريكا تدعى "نيو مكسيكو سيتي"، بها فالق أرضي، كلما تم بناء مبني عليه يقع، بسبب ذلك الفالق، وذلك لأسباب بيولوجية.

 

ما هي الهيئة الفنية المشتركة لمياه النيل؟

أراد عبد الناصر أن ينشأ أسرة تدير نهر النيل، فأنشأ تلك الهيئة، وجمع فيها كل حوض نهر النيل، لإدارة النهر، وإثيوبيا رفضت الانضمام لتلك الهيئة، رغم المحاولات العديدة لضمها، وذلك لأن العائلة الحاكمة المتواجدة هناك، كلها يهود، حيث أن إثيوبيا فيها أكبر تجمع إسرائيلي في إفريقيا والسد المبني هو سد صهيوني الأصل، وأنا أعلم ذلك لعملي في تلك المناطق.

 

ما هي غاية إثيوبيا من بناء السد؟

إثيوبيا تريد بناء السد لتخزين 73 مليار متر مكعب، بارتفاع 45 متر، مما يجعل مصر تشتري المياه، وكذلك تحكمهم في حصة مخصوصه لإسرائيل، من تلك المياه.

وفي حالة حصول إسرائيل على المياه، ستكون دواة مصب، وسيكون من حقها التحكم في السياسة المائية، والرئيس السادات، لينفذ الباند الخاص بكامب ديفيد، قام بأخذ مياه من النهر، ومررها من ترعة السلام، ولكنه خلطها بمياه الصرف الخاصة بالدلتا، حتى وصل لبلدة "رمانة"، مما جعل اليهود يرفضون المياه، وكان تبرير الرئيس حينها أن المياه تحمل مياه النيل، وبذلك لم يسقط بند إمداد إسرائيل بالمياه في كامب ديفيد.

 

كيف يضر السد مصر؟

افرض أن السد لم يقع لأي سبب من الأسباب، رغم تأكدي من أنه سيقع، والعلم هو من يقول ذلك، ولكن بافتراض ذلك، وتم تخزين المياه حتى نهاية السد، ومصر رفضت شراء المياه، ستقوم إثيوبيا بزيادة منسوب المياه، بحيث يرتفع، عن الـ 45 متر، مما يسبب كارثة على السودان، وبعد ذلك تدخل المياه على مصر وتهدد السد العالي، وذلك لأنه ردم، وكذلك سيسبب كارثه حقيقيه لمصر.

 

هل لديك حلول لأزمة سد النهضة؟

يوجد ثلاث حلول لإنهاء أزمة سد النهضة، وسيكون الجميع منتصر خلالهم، أما الأول، بعد رصدنا فوالق أرضية على القرن الإفريقية كله، والفوالق الكبيرة لها فوالق فرعية، وتلك الفرعية لازالت تتمدد وبدأ القرن الإفريقي في الانفصال عن إفريقيا، فنحن يمكننا التوجه إلى الجمعيات الأهلية المتواجدة في كل دولة، والاتجاه إلى مجلس الأمن، والاعتراض على ذلك السد بحجة فصل القرن الإفريقي وغرقه في المحيط.

 

والحل الثاني؟

إن إثيوبيا لديها نهران هما "أكازي وأباتشي"، الإنتاج الخاص بهم 72 مليار متر مكعب وهما يرميان في المحيط الهندي، والمستغل منهم فقط من 3 إلى 4 مليار لتر مكعب والباقي يذهب للمحيط، ومن وجهة نظر فنهر النيل يسير في أرض كلها طمي في إثيوبيا، فيمكن جلب جهاز الخدمة الوطنية في الجيش المصري، وتعليمهم طريقة عمل "أمينة طوب"، وحرقها بالخشب الموجود في الغابات الإثيوبية، وعمل 300 سد بارتفاع 6 متر للسد الواحد، وذلك لن يؤثر على الفوالق الأرضية.

 

وفائد تلك السدود تكمن في أن كل قبيله سيكون لديها سد أو إثنين توفر من خلالهم الكهرباء اللازمة، وبعد اتصالي بالهيئة العربية للتصنيع عرفت أنهم يصنعون مولدات الكهرباء الصغيرة، التي تنفع لمثل تلك السدود، وذلك على طول نهر النيل، وإجمالي الكهرباء التي ستتولد ستكون خمس أضعاف ما سيولده ذلك السد.

 

وبعد إتمام تلك العملية، تأخذ مصر حساب ما قامت به، وهو أخذ النهرين، من خلال تصميم قناة لتجميع تلك المياه وأخذها على مصر، وهما أكثر من حصة مصر في مياه النيل الأزرق، وبجانب مياه النيل أيضًا، وسيكون نصيب مصر 55 مليار لتر مكعب، بعد ترك حصة السودان، وذلك يفيد أهالي إثيوبيتا وكذلك الحكومة الإثيوبية.

 

والحل الثالث؟

في عام 1902، عندما كانت مصر تضم السودان، أبرمت مصر معاهدة مع إثيوبيا، بشأن أرض شملول المبني عليها السد، وهي تمثل أربعين المئة من حجم إثيوبيا، وقد أعطتها مصر للحكومة الإثيوبية كهدية، بشرط عدم بناء أي منشأ على هذا النهر، وقد أخلت إثيوبيا بتلك الاتفاقية، ومن حق مصر الآن أن تقول أن تلك الاتفاقية لاغية والذهاب لاسترداد تلك الأرض، وللتوضيح فإن بني شملول سودانين الأصل ومسلمين، ولديهم ثورة على الحكومة الإثيوبية، ستكون السودان بجانبك لأن الأرض في الوقت الحالي ملكها هي.

Dr.Randa
Dr.Radwa