لنجوم الفن هوايات عديدة، منهم الفنان كمال الشناوي الذي كان يحترف الرسم، وبعد أن أصبح ممثلا اتخذ الرسم هواية له، ومن الرسامين أيضا في الوسط الفني كانت الفنانة مديحة يسري، أما نجوم الفن الذين امتهنوا حرفة أو حرفا أخرى بجانب التمثيل فهم عديدون. 

سنلقي الضوء على بعضهم حسب ما جاء في مجلة الكواكب عدد 14 يناير 1958 أي منذ 63 عاما بالتمام والكمال.

 

نجار وبناء ومخترع

لا يعرف الكثير من الأجيال الحالية أن الفنان حسن كامل الذي ظلمه المخرجون بأدوار صغيرة في السينما أنه كان صاحب مواهب متعددة، وتعدت قدراته الموهبة لتصبح مهناً أخرى يتقنها ، فقد كان يجيد البناء والنجارة والتلحين والعزف، وتأليف الزجل وتربية الحيوانات وترويضها.

وحسن كامل هو الممثل الذي بنى بيته بيده، من أول طوبة حتى آخر مسمار فيه، وهو الذي اخترع "عرب" آلة القانون المستخدمة حتى الآن.. وهو الذي جعل القط والكلب والفأر والعصفور تأكل جميعا من طبق واحد أو على مائدة واحدة.

 

صيدلي وممثل

عرف عن الفنان حسن فايق إجادته لتأليف وغناء المنولوجات في بداية مشواره الفني، إلا أنه ركز بعد ذلك على التمثيل فقط، لكن بجانب ذلك كان فايق يمتلك صيدلية كبيرة في منطقة شبرا، وكانت تدر عليه دخلا أكبر من مهنة التمثيل، وكان عنده القدرة والمهارة على صنع التركيبات الدوائية ويعرف أنواع العقاقير كأفضل صيدلي، رغم أنه لم يكن يقف ليبيع الدواء في صيدليته. 

وعرف أيضا عن الفنان عبد الحميد زكي هواية غريبة، وهي جمع الأدوية، فما يكاد دواءً يظهر في السوق حتى يسعى للحصول عليه.. وأصبح خبيرا في أنواع الدواء ووصفه لكل داء، وكان يفعل ذلك بدون مقابل، وكان يحمل دائما حقيبة مليئة بالدواء يعطي منها لأي مريض من الزملاء مجانا.

 

فني نظارات وصيدلي

أما الفنان محمد كامل الذي اشتهر بأدوار الخادم والسفرجي في السينما فقد بدأ حياته زجالا ومنولوجست، ثم امتهن التمثيل، وحبسه المخرجون في أدوار صغيرة لا تعينه على الحياة، مما اضطره إلى العمل صيدليا في إحدى الصيدليات سنوات طويلة، عرف خلالها كل أنواع الأدوية، وصدر قرار يجيز فقط لطلبة الصيدلة العمل في الصيدليات، وهنا اضطر كامل إلى ترك المهنة ليعمل في صناعة النظارات حتى رحيله.

 

ساعاتي الفن

قد لا يتذكر أحدا الفنان الوقور صاحب الشعر الأبيض وهو زكي إبراهيم، الذي ظهر في الكثير من أفلام السينما في أدوار صغيرة أيضا، فهو من ضمن أصحاب المهن الأخرى، حيث كان بارعا في إصلاح الساعات، ويعد من أقدر الساعاتية الذين يعملون في منازلهم، ومنذ الشباب امتهن زكي هذه المهنة وظلت معه حتى الكبر، وهو لا يحترف هذه المهنة بأجر، بل يقوم بها خدمة للجيران والأصدقاء بدون مقابل.

 

ممثل ومثال

أما المفاجأة فهي امتهان الفنان شفيق نور الدين لمهنة النحت، فأي تمثال تراه في بيت أحد الفنانين فهو من صنع شفيق الذي يعد من أبرع المثالين الذين اكتسبوا موهبتهم في نحت التماثيل بالموهبة والفطرة، وتضاهي تماثيله أعمال كبار عباقرة المثالين ، وعزم نور الدين على افتتاح معرضا لتماثيله التي تزحم بيته الصغير.