للكبار قبل الصغار ..تحكي أبلة فضيلة للمرة الأولى حدوتة عن حياتها الشخصية، وما مرت به من محطات كان لها بالغ الأثر في إعادة اكتشاف السيدة التي وهبت حياتها لأحباب الله، فبرغم أنها لم تنجب سوي ابنة واحدة "ريم" الا أن بنات وصبيان مصر والعالم العربي يعتبرونها أمًا لهم.

وكشفت أبلة فضيلة في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" تفاصيل كثيرة عن حياتها الشخصية، وما تعرضت له من أزمات أفقدتها نعمة البصر لمدة شهر كامل.

 

ورم يمنعها من الإنجاب

 

وقالت أبلة فضيلة: "لدى ابنة واحدة فقط اسمها "ريم"، فبعد إنجابها أبلغني الطبيب أنه لا داعي للإنجاب مرة أخرى، لأن الرحم لن يتحمل، لأنني كنت قد استأصلت ورمًا فأصبح الرحم رقيقًا، لا يمكن أن يحمل جنينا.

وتابعت: "أنجبت ريم بعد أربع سنوات من الزواج، لأنني وزوجي اتخذنا قرارًا بتأجيل فكرة الإنجاب لحين عودتنا من إيطاليا، وبالفعل عندما عدنا أنجبنا ريم في مصر، وهي الآن مهاجرة إلى كندا مع زوجها وتعمل مهندسة كمبيوتر.

رفض الانتقال إلى التلفزيون

قالت أبلة فضيلة، إن الجمهور يحبها رغم أنهم لا يعرفون ملامحي، فحينما تم افتتاح التلفزيون، أخذوا مذيعين من الإذاعة إلى الشاشة من بينهم ماما سميحة، لكنني عارضت فكرة الانضمام الي التلفزيون، وقلت حينها أني أحببت الإذاعة وارتبطت بها وجدانيا، كما أن هذا القرار عكس ذكائي إلى حد كبير، لأنني الآن مثلا طلعت معاش، لكنهم كانوا يجددون لي التعامل مع الإذاعة من الخارج باستمرار، فكنت أعمل بلا انقطاع، ولو كنت ذهبت للتلفزيون لما كنت استمررت في العمل وكانوا استغنوا عني، لأن التلفزيون يشترط سن معينة في الظهور على الشاشة، وعندما أكبر سيقولون لي مع السلامة .

 بعيدا عن التلفزيون والإذاعة

تحدثت أبلة فضيلة بإسهاب عن حياتها الخاصة، وبدأت من والدتها فتقول: والدتي كانت طيبة جدًا، وبلغت طيبتها إلى حد أنها كانت حينما تعطي بالطو علي سبيل المثال لإنسان فقير كانت تعطيه الجديد وليس القديم، وتقول أريد أن أعطيه شيئا يظل معه طويلا، فلم تكن والدتي شديدة الطباع علي الإطلاق، وأنا أخذت منها هذا كما أنها كانت وصيفة عند السلطانة "ملك" زوجة السلطان حسين، الذي كان مقررًا له أن يحكم مصر، لكن الإنجليز رفضوا ذلك لأنه وطني، وجاءوا بأحمد فؤاد، والسلطان حسين هو شقيق احمد فؤاد، وخال الملك فاروق، وحينما كان جدي ناظر الخاصة للسلطان حسين، سألته السلطانة: عندك بنات؟ فرد بالايجاب، فقالت له السلطانة: أريد بنتًا من بناتك تكون معي. مقابل مادي زمان كانت البنات تذهب للمدرسة لتفك الخط فقط ثم نجلس في البيت حتي تتزوج، وكانت أمي عندها 18 عاما عندما أخذتها السلطانة،وكانت تذهب خميس وجمعة لجدي، وفي حينها لم تكن تحصل علي مقابل مادي من السلطانة كانت الأخيرة تعلمها التركية والفرنسية والإنجليزية من خلال عدد من المدرسين، لعل كان هذا سببا في اطلاق الجيران علي أمي لقب فاطمة هانم التركية، لأنها كانت تتحدث تركي، أما عن أخلاقها فأنا لم احصل علي طيبتها سوى واحد من مليون جزء، ورغم أن الطيبة في هذا الزمان لا تنفع، إلا أن الله ينصرني دائما، فأنا بطبيعتي لا أحي أذية أحدٍ، وعندما تكون لي حاجة عند الله، أكلمه كثيرا والحمد لله حججت مرتين، وفي كل مرة أكلم ربنا أو حينما أزور الحرمين، أقول لله: "سامحني ياسيدي ماتزعلش مني لأني متحجبتش"، وعندما يؤذيني أحد آخذ حقي عن طريق أنني أحرمه مني للابد، فلا أكلمه ولا أراه مرة أخرى، وهذا يوجع الناس جدا.

 

الإصابة بالعمى

 

أبلة فضيلة لها قصة عجيبة جدًا أصيبت علي اثرها بالعمي لمدة شهر، ورغم أن كثيرون لا يعلمون فصول تلك القصة، إلا أنها مشهورة في الإذاعة، خاصة أنها غادرت حينها البلاد لتلقي العلاج بالخارج على نفقتها الخاصة وعن تلك القصة الغريبة تقول: "السلطانة ملك" كان عندها بروش ألماظ حر كبير، عندما تزوجت أمي أعطت لها السلطانة هدية، ونظرًا لأني أكبر أخوات أعطتني أمي البروش، ومن شدة جماله تستطيع أي امرأة ان تعلقه علي صدرها في أي وقت حتي في النهار وكانت لي صديقة اسمها قدرية على خلاف دائم مع والدتها وحينما اشتد الخلاف بينهما شكت صديقتي لأمي ماتمر به وفي يوم من الأيام طردتها والدتها من المنزل فعرضت عليها والدتي الإقامة المؤقتة معنا في المنزل حتي تزول الخلافات، بشرط أن تبلغ والدتها أنها ستقيم تلك الفترة معي في المنزل وبالفعل فعلت صديقتي ذلك.

واستكملت أبلة فضيلة: كان عندنا اثنين من الشغالات، فاطمة وخضرة، وكنت احتفظ بالبروش في دولابي الخاص دائما، وفجأة اكتشفت اختفاء البروش، فقلت لماما متسائلة: فاطمة ولا خضرة اللي سرقت البروش؟ فردت أمي قائلة: لافاطمة ولا خضرة، أكيد ضاع منك وأنت خارج البيت، إلا أنه في يوم من الأيام توجهت أنا وزملائي في الإذاعة إلى صالون الاخضر بشارع قصر النيل للتسوق والتجول، فكانت الإذاعة حينئذ في شارع الشريفين بوسط القاهرة وكنت أنا وزملائي  نقوم بتلك الرحلة يوميا، لدرجة أن رئيس الإذاعة،عندما كان لا يجدنا يقول ابحثوا عنهن في الصالون الاخضر، المهم في أحد الايام كنت هناك ووجدت صديقتي هذه في الشارع، وفي صدرها "البروش"، فدخلت أحد المحال لأختفي فيه، حتي لا تراني صديقتي لأنني لا أريد أن تعرف أنني رايتها وأنا في المحل شعرت فجاة بصداع فظيع عدت على إثره إلى المنزل وقلت لماما: سأقول لك شيئا فظيعا اليوم رأيت قدرية صديقتي وشفت البروش في صدرها فاكتشفت أن ماما كانت تعلم ذلك، لكنها رفضت أن تجرحها وهي ضيفة في منزلها لمدة أسبوع.

 

وتابعت: المهم دخلت غرفتي وبعد قليل جاءت قدرية ففتحت الشغالة لها الباب وسألت عني ثم فتحت علي باب الغرفة وأنا رأسي علي المخدة، فقلت عندي صداع أخرجي إلا أنني فجأة لم أرها بعيني وهي تقف أمامي فخرجت من الغرفة وسألت ماما: هو احنا بالليل يا ماما؟ فقالت لا فاكتشفت حينها أنني مصابة بالعمي، فقلت: أنا مش شايفاكي لقد عميت.

 

تفسير الأطباء لحالة العمى

 

وأضافت: كان تفسير الاطباء في مصر بعد أن رويت لهم الحكاية، أنها حالة نفسية لأنني لم أرغب في رؤية صديقتي فلم أرها فعلا، سمعت صوتها وهي تقول لي :مالك فقط؟، وبعد شهر عاد لي بصري، ولكن قرار العلاج كان صدر من الإذاعة بسفري في رحلة علاج لألمانيا وإنجلترا وفرنسا، فقلت أنني شفيت ولاداعي للسفر، إلا أن رئيس الإذاعة في حينها أصر على السفر، وقال يجب أن تسافر لكي نطمئن علي عينها حتي لا تعود هذه الحالة مرة أخرى.

 

واستطردت: في إنجلترا عرفوا المرض بالتحديد، فالدكتور سيد الجندي قال لي هناك أنني لم أكن أريد أن أري صديقتي فعلا، فأخذ العقل الباطن عيني حتي لا أراها وقالوا لي أنني عندي مرض اسمه "هايبو سينتفنتي" أي حساسية فوق المعدل، وهناك مرض "هايبو"و"هايبر" أي أنني عندما انفعل يحدث لي شيء آخر جميل ربنا أعطاه لي وهو الوعي، فعندما ماتت أمي اصبح عندي وعي، فقلت أمي ستحزن علي إذا عميت أو حدث لي شلل، لن أجعل أمي تحزن بعد وفاتها.