الجمعة 26 ابريل 2024

مؤتمر دعم استقرار ليبيا يشدد على ضرورة خروج المرتزقة.. وخبراء يكشفون أهميته لحل الأزمة

وزير الخارجية أثناء مؤتمر دعم ليبيا

تحقيقات21-10-2021 | 23:44

مؤمن سيد

تتصدر الأزمة الليبية اهتمام المجتمع العالمي، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقرر لها في ديسمبر المقبل، ويوضح الخبراء أن مفتاح حل الأزمة الليبية يبدأ بخروج الميليشيات المسلحة، والقوات المرتزقة من الأراضي الليبية، ويؤكدون على أهمية مؤتمر اليوم، ودعم المجتمع الدولي لحل الأزمة.

وشارك وزير الخارجية سامح شكري اليوم في أعمال مؤتمر دعم استقرار ليبيا المنعقد في مدينة طرابلس، وأكد في كلمته على رؤية مصر القائمة على ضرورة الدفع قُدمًا بتسوية سياسية شاملة في ليبيا تُرسخ للاستقرار الذي ينشده الشعب الليبي الشقيق، وأكد على أربع نقاط، وهي ضرورة خروج القوات المرتزقة من ليبيا، وتطبيق بنود وقف إطلاق النار، ووضع برامج لنزع السلاح، ودعم المجتمع الدولي لعقد الانتخابات الليبية.

خطورة المرتزقة على ليبيا

قال الدكتور أيمن سمير المتخصص في العلاقات الدولية، إن خروج القوات المرتزقة من ليبيا يجب أن يكون الأولوية الآن، ومصر تؤكد أن استقرار ليبيا لا يمكن أن يحدث دون خروج القوات المرتزقة والميليشيات والإرهابيين من ليبيا، لأن وجود هذه المليشيات سيؤثر على قرار الناخب الليبي في الانتخابات المقامة في ديسمبر القادم.

وأضاف في تصريح لبوابة دار الهلال أنه ربما يؤثر هؤلاء على قدرة المؤسسات الليبية في إجراء الانتخابات من الأساس، فهناك شكوك حول ضغط من تلك الميليشيات ومن يقف خلفها على المؤسسات الليبية لإجراء الانتخابات في هذا الوقت تحديدا، ومن جانب آخر إن تلك الميليشيات تعيث في الأرض قتلا وفسادا في أرض ليبيا، وتفرض أجندتها ورؤيتها على القادة السياسيين وعلى مؤسسات الدولة الليبية، وبالتالي لا يمكن أن تعود ليبيا إلى طبيعتها في ظل وجود الإرهابيين والمرتزقة.

وأضاف إن وجود المرتزقة في ليبيا يؤثر على الأمن القومي لدول الجوار وعلى رأسهم مصر، فهذه المجموعات الإرهابية في غرب ليبيا وطرابلس مرتبطين ارتباط أيديولوجي وتنظيمي بجماعات إرهابية في جنوب ليبيا ومناطق كثيرة أخرى، كل ذلك يؤثر على الأمن القومي لدول الجوار، وكذلك يهدد أمن الدول الأوروبية.

تأثر أوروبا باستقرار ليبيا

وأشار إلى أن أكثر الدول الأوروبية تأثرا هي ما تسمى بدول البوابات، وهي دول جنوب أوروبا والمطلة على البحر المتوسط، فيجب خروج القوات المرتزقة من أجل استقرار ليبيا، والذين يمثلون عنوان للتدخلات الأجنبية وفرض قرار خارجي على سيادة الشعب الليبي، لذلك فإن دعوة مصر لخروج المرتزقة هي دعوة لاستعادة ليبيا لسيادتها وسلامة أراضيها، وهو ما يهدف لاستقرار ليبيا ورخاء شعبها.

جهود دولية لحل الأزمة

وأشاد بدور الأمم المتحدة في القضية الليبية، ومساعدة الليبيين في اتخاذ القرارات الصحيحة، وإن الأمم المتحدة بدورها تدعو لخروج المرتزقة من ليبيا، ومجموعة الدعم الدولية في ليبيا بقيادة الأمم المتحدة تدعو لخروج المرتزقة، وبالتالي حدث توافق على المستوى الدولي لدعم القضية

وتابع: إن المؤتمرات الدولية بدورها قامت بدعم القضية الليبية مثل مؤتمر برلين الأول والثاني، حيث دعوا بشكل صريح بخروج المرتزقة من ليبيا، وكذلك دعم بعض الدول فهناك دول عرضت موقف واضح في الأزمة الليبية مثل فرنسا، والتي دعت إلى خروج المرتزقة، بينما تتخذ بعض الدول موقف رمادي غير واضح من هذه القضية، مضيفا أن استقرار ليبيا ضروري لسلامة المنطقة، حتى لا تكون هناك منطقة رخوة يعبث بها الإرهابيون.

وأضاف أن مجلس الأمن أصدر قرارا لدعم ليبيا، وهو القرار 2570، وهذا القرار يحمل نصا واضحا بخروج القوات المرتزقة من ليبيا، لكن المجتمع الدولي ومجلس الأمن لا يملك الآليات لإخراج القوات المرتزقة، فهو لا يملك قوة عسكرية خاصة به، ومع ذلك فهناك مقترح بأن يكون هناك قوات رقابة من الأمم المتحدة في ليبيا، ربما تساهم هذه القوات في إعادة دمج بعض الليبيين في الحياة المدنية من جديد.

وقال: "أنا في تقديري أن المجتمع الدولي لا يملك إلا الضغوط السياسية والمناشدة والمطالبة" في سبيل دعم استقرار ليبيا، وباستثناء ذلك قام الاتحاد الأوروبي بعمل آلية "إيريني"، وآلية "صوفيا"، وهما آليتان لمنع وصول السلاح والذخيرة والإرهابيين والمرتزقة إلى طرابلس، ولكن هذه الآليات فشلت بسبب ضعف تمويلها والدعم اللوجيستي المتوفر لها، ونحن نعول على العقلاء في ليبيا وعلى كل من يؤمن بالسلام والاستقرار للضغط على الدول التي ترعى هذه الميليشيات حتى تخرج في أسرع وقت.

تأثير استقرار ليبيا على مصر

فيما قال الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مشاركة وزراء الخارجية في المؤتمر الذي عقد اليوم بليبيا يمثل رسالة قوية جدا أن هناك إرادة حقيقة بتنفيذ الانتخابات في 24 ديسمبر القادم كما هو مقرر.

وأضاف في تصريح لبوابة دار الهلال إن مصر شاركت في هذا المؤتمر بحكم قربها الجغرافي، وبحكم مسئوليتها في دعم استقرار ليبيا، ولأن ما يحدث في ليبيا يمس مباشرة أمن مصر القومي، وكذلك استجابة لمطالب الليبيين بدعم مصري لاستعادة الدولة الوطنية الليبية، وما طرحه وزير الخارجية هو شروط ضرورية لإتمام الانتخابات وفق جدولها المقرر لها.

وتابع أول شرط هو خروج القوات المرتزقة والميليشيات المسلحة من ليبيا، وصولا إلى تكوين جيش وطني ليبي يستطيع فرض سيطرته على الأراضي الليبية، ويستعيد سيادته عليها، وينفذ إجراءات تسمح بانتخابات آمنة، يستطيع الليبيون أن يعبروا عن إرادتهم، وهذا يعد شرط أساسي، واتفق معظم وزراء الخارجية على أن هذا شرط أولي ولا يمكن التخلي عنه إذا أردنا استمرار العملية السياسية في ليبيا.

أهمية مؤتمر اليوم 

وقال إن قيام هذا المؤتمر على أرض ليبيا، وهو أول مؤتمر يقام على أرض ليبيا منذ أعوام، يمثل رسالة ثانية، وإن حضور هذا الكم من الوزراء هو رسالة أن الأمن بدأ يعود لأرض ليبيا، وهذا المؤتمر شأنه شأن مؤتمر القمة المصرية الأردنية العراقية الذي أُقيم على أرض العراق.

وأشار إلى أن هذه الرسائل هي رسائل عن عودة ليبيا إلى المسرح العالمي، وهو ما يطمئن الأطراف الدولية بأن ليبيا تسير في مسار حقيقي وصحيح في سبيل استعادة الدولة الليبية الوطنية وإجراء العملية السياسية.

وأضاف إن الرسالة الثالثة لهذا المؤتمر هي مشاركة العديد من الدول اليوم والتنظيم الدولي المتمثل في الأمم المتحدة، فهذه المشاركة هي رسالة لكل المجتمع الدولي أنه لا بد من أن تكون جهوده واضحة لتدعيم العملية السياسية وإجراء الانتخابات في موعدها، وفق الجدول المقرر، وتحث الأطراف المختلفة على سحب ميليشياتها، وسحب العناصر المسلحة التابعة لها حتى تخلو الساحة أمام إرادة ليبية خالصة.

Dr.Randa
Dr.Radwa