الجمعة 26 ابريل 2024

مهرجان التكرار مع سبق الإصرار!

مقالات18-10-2021 | 12:21

فى مثل هذا الموعد من كل عام يتكرر ذات الكلام والانتقادات تزامناً مع فعاليات مهرجان الجونة السينمائى الذى يقيم دورته الخامسة، فهاهى السجادة الحمراء التى دوما يقال إنها تشهد العرى والابتزال، وأنه مهرجان للشو الاعلامى ليس إلا، وليس به أى اهتمام بالسينما ولاتوجد به أى فعاليات، وأضيف إلى ذلك "الغضب" من مجرد إقامته رغم "كورونا" ويصاحب ذلك سخرية من جميع الإجراءات الاحترازية، ومساحة من الكراهية تشهدها السوشيال ميديا لهذا الحدث السينمائى تحديداً بصورة غير مسبوقة!

الغريب أن هذا يتكرر كل عام دون أى إضافة أو إبداع، وبالتالى يظل السؤال لماذا يهتم الجمهور بفستان فلانة وإطلالة علانة؟! ويعيد مرة أخرى ذات الانتقادات.

من المفترض أن الإنسان عادة ما يقترب من المساحة التى يهتم بها ويريد معرفة المزيد عنها، وجمهور مهرجان الجونة السوشيالى يتابع ملابس النجمات التى ينتقدها ويكرر ذات الكلمات عنها، ولم يصبه "الزهق" لحظة من التكرار!

على الجانب الآخر من منطلق "الحرية" وحالة التبارى بين النجمات؛ تختار كل منهن ما تريد أن تظهر به للجمهور "الذى يحبها أو يكرهها ويريد أن يعرف كيف ستبدو إطلالتها!"، ويبدو أن هذا ما يجعل معضلة "الإطلالة" تتكرر كل عام، فالنجمة تحدد إطلالتها، والجمهور يستمر فى متابعتها وانتقاد إطلالتها!

والصحافة تنشر الإطلالات التى هى حضور المهرجان، وهدفها منح الجمهور المترقب ما يريد، لذلك تشارك هى الأخرى دورها فى الحالة السنوية.

عزيزى متابع إطلالات النجمات: هل عرفت أن مهرجان الجونة يقيم معرضاً لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين للسينمائى البولندى الشهير كريستوف كيشلوفسكي؟ هل تعرف الافلام المستقلة التى يدعمها المهرجان؟ وتلك التى ساهم فى إنتاجها؟ هل سمعت عن مسابقة "مسار السينماتيك" التى تهتم بشركات تمتلك التكنولوجيا لتطوير صناعة السينما؟.. هل عرفت بجائزة "الجونة الخضراء" والتى تختص بالأفلام التى تهتم بقضايا البيئة؟.. هل تابعت معارض تكريم الفنانين؟.. هل علمت بالندوات التى أقيمت وقت تكريم الفنان أحمد السقا؟.. "بالطبع لأ"؛ لكنك تابعت كلمة "خنقة" السينما والردود عليها وقوائم أفلام الثمانينيات التى انتشرت رداً على ذلك، ثم إيضاح السقا حول ما يقصده واعتذاره عن أى سوء فهم!

سيهتم الجمهور بالأزياء التى يرفضها ويكرر كلمات الحقد والكراهية حول "حريق" يمكن أن يصاب فيه أحد الأشخاص، وسيكرر عباراته ضد محمد رمضان الذى جاء نجماً لحفل الافتتاح وتستمر علاقة القط والفأر التى يتقنها الطرفان؛ رمضان بما يراه البعض استفزازاً يثير كلاماً عن بعض افلامه السابقة وتتكرر الهاشتاجات ويستمر "التريند"؛ رغم أنه من المفترض أن يتساءل الجمهور لماذا محمد رمضان؟.. وكيف يكون هذا حفل لمهرجان سينمائى؟.. لتتطور التساؤلات عن أفكار لافتتاح المهرجان تجذب الجمهور المهاجم طوال الوقت بدلاً من منحه المزيد من الأسباب للانتقادات.

لقد اتفق الجميع على تكرار نفس السيناريو كل عام؛ فالفنانات تتبارين لتحصل إحداهن على لقب فستان الجونة للعام المثير للقيل والقال، وتمارس الصحافة والسوشيال ميديا دورها فى نشر الصور والكوميكس والتعليقات بعيداً عن الاهتمام بالفعاليات السينمائية الكثيرة، والجمهور لا يتقاعس عن تكرار ذات العبارات، الفارق الوحيد نحو من سيتجه الكلام، ثم يختتم المهرجان فعالياته وينتج "الأغنية" التى تعيد السيناريو من جديد، وبعد ذلك يعود كل طرف إلى موقعه محتفظاً بما لديه؛ تمهيداً لاستخدامه فى المهرجان التالى.

Dr.Randa
Dr.Radwa