الخميس 18 ابريل 2024

ذكرى ميلاد أمير الشعراء وصاحب "الشوقيات"

أحمد شوقي

ثقافة16-10-2021 | 15:59

عائشة مفتاح

يشهد يومنا هذا 16 أكتوبر ذكرى ميلاد أعرق شعراء العرب أحمد شوقي، ولد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 16 أكتوبر 1868م، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، التحق بكُتّاب الشيخ صالح حين بلغ الرابعة من عمره، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا، وقرأ دواوين كبار الشعراء حينها، فبدأ الشعر يجري على لسانه، التحق بمدرسة الحقوق، وذلك سنة 1885م، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي كان قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأى فيه مشروع شاعر كبير.

 

وسافر شوقي إلى فرنسا في رحلة دراسية كانت الأولى بالنسبة له على نفقة الخديوي توفيق، وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين "جمعية التقدم المصري"، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي، وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل الزعيم السياسي المصري ومؤسس الحزب الوطني وجريدة اللواء.

 

وترتب على ميل شعره نحو المديح في الخديوي عباس، والتي كانت سلطته مهددة من قبل الأنجليز وذلك بعد عودة شوقي من فرنسا؛ نفيه من قبل الإنجليز إلى إسبانيا عام 1915م، وفي هذا النفي اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية، هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية، وكان أحمد شوقي في هذه الفترة على علم بالأوضاع التي تجري في مصر، فأصبح يشارك في الشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن على نفيه من مصر، وعلى هذا الأساس وجد توجه آخر في شعر أحمد شوقي بعيدًا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، وعاد بعدها إلى مصر سنة 1920م.

 

وفي عام 1927م، بايع شعراء العرب كافة شوقي أميرًا للشعر، وبعدها تفرغ شوقي للمسرح الشعري حيث يعد الرائد العربي الأول في هذا المجال، وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.

 

وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وجمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة" .

 

ولقد ظل شوقي محل تقدير العالم، حتى فاجأه الموت بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شبان مصر، وتوفي في 14 أكتوبر 1932م، بعد أن أصيب بمرض أخر أنهك قواه وجعله ملازماً للفراش لمدة أربعة أشهر، حتى فارق الحياة عنعمر ناهز الـ 64 عامًا.