السبت 8 يونيو 2024

لماذا سميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل؟

سورة الإسراء

دين ودنيا12-10-2021 | 10:53

سالي طه

سور القرآن الكريم عديدة وتحمل أسماء مختلفة، ويوجد أسبابًا لنزولها وتتناول عددًا من الموضوعات، ومن بين هذه السور سورة الإسراء، ولكن قد لا يعلم الكثير ما السبب وراء تسمية سورة الإسراء ببني إسرائيل، وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، سبب تسمية سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل كالآتي:

ـ سورة الإسراء سورةٌ مكية، حيث نزلت كل آياتها في مكة إلا الآيات: 26، 32، 33، 57 ، ومن الآية 73-80، فقد نزلوا في المدينة.

ـ نزلت سورة الإسراء بعد سورة القصص، وترتيبها في المصحف السابعة عشر، ويبلغ عدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية.

ـ يرجع السبب في تسميتها بسورة الإسراء إلى تضمّنها ذكر معجزة الإسراء والمعراج التي أكرم الله -تعالى- بها نبيّه محمد صلى الله.

 ـ أما تسمية سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل فقد وردت في حديثين صحيحين موقوفين عن الصحابة رضي الله عنهم، حيث رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا ينامُ علَى فِراشِه حتَّى يقرأ بَني إسرائيلَ، والزُّمَرِ).

ـ رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (بَنِي إسْرَائِيلَ، والكَهْفُ، ومَرْيَمُ، وطه، والأنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادِي).

ـ سبب التسمية يرجع إلى ذكر السورة لمرحلةٍ مهمةٍ من مراحل قصة بني إسرائيل، والإشارة إلى إفسادهم في الأرض، كما لم يُذكر في غيرها من قصص بني إسرائيل في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ* وَآتَينا موسَى الكِتابَ وَجَعَلناهُ هُدًى لِبَني إِسرائيلَ أَلّا تَتَّخِذوا مِن دوني وَكيلًا* ذُرِّيَّةَ مَن حَمَلنا مَعَ نوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبدًا شَكورًا* وَقَضَينا إِلى بَني إِسرائيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ وَلَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبيرًا).

ـ أسباب نزول سورة الإسراء

ـ الآية التاسعة والعشرون: قول الله تعالى: (وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلومًا مَحسورًا)، بيّن أهل العلم أن سبب نزول الآية الكريمة أن غلاماً أتى للنبي -عليه الصلاة والسلام- وسأله صدقة، فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ليس عنده شيئاً ليعطيه في ذلك اليوم، فقال الغلام: "إن أمي تقول لك أكسني قميصك"، فخلع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قميصه وأعطاه للغلام، ولم يكن عنده غير ذلك القميص، فجلس في بيته عارياً، فأذّن بلال -رضي الله عنه- للصلاة فلم يخرج، فقلق عليه الصحابة رضي الله عنهم، ودخل عليه بعضهم فوجدوه عرياناً، فنزلت الآية الكريمة.

ـ الآية الثالثة والخمسون: قول الله تعالى: (وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا)، ذكر أهل العلم أن الآية الكريمة نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث إن رجلاً من الأعراب شتمه فأنزل الله -تعالى- الآية الكريمة وأمره بالعفو، بينما ذهب الكلبي إلى أن سبب نزول الآية الكريمة أن المشركين كانوا يؤذون الصحابة -رضي الله عنهم- بالقول والفعل، فشكوا ذلك إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فأنزل الله -تعالى- الآية الكريمة.

ـ الآية التاسعة والخمسون: قول الله تعالى: (وَما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ إِلّا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلونَ وَآتَينا ثَمودَ النّاقَةَ مُبصِرَةً فَظَلَموا بِها وَما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخويفًا)، ذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- أن سبب نزول الآية الكريمة سؤال أهل مكة للنبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يجعل لهم جبل الصفا ذهباً، أو أن ينحّي عنهم الجبال فيزرعون، فخُيّر -عليه الصلاة والسلام- بين أن يستأني بهم لعل الله أن يجتبي منهم، وبين أن يؤتوا ما سألوا فإن كفروا بعد ذلك هلكوا كما هلك الذين من قبلهم، فاختار النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يستأني بهم، فأنزل الله -تعالى- الآية الكريمة.

اقرأ أيضا:

تعرف على أسباب نزول سورة الرّوم ومقاصدها

"فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ".. تعرف على قصة النسوة التي قطعن أيديهن