الجمعة 26 ابريل 2024

الظهير الشعبى للجيش المصرى منذ انتصار أكتوبر وإلى اليوم

مقالات1-10-2021 | 13:06

فى ظل التحديات التى تواجه الدولة المصرية فى هذا العصر، تتطلب الضرورة  تدريس ملاحم جيشنا العظيم وبطولات الشهداء فى تاريخ مصر قديماً وحديثاً لأولادنا فى المدارس، بداية من مينا موحد القطرين ومروراً بنصر أكتوبر، وانتهاءً بانتصار  مصر على الإرهاب، وعلى كل التحديات القائمة التى تتهاوى أمام إرادة المصريين .

 

فقد انتصرت الدولة المصرية فى كل معاركها عبر التاريخ والتى تُقدر بـ955 معركة، لم تنهزم سوى فى 12 معركة وفق تقرير مجموعة "73 مؤرخين"، ولم تخسر حرباً فى يوم من الأيام وهذا بالطبع سر بقائها وقوتها إلى أن تقوم الساعة بإذن الله، مع الوضع فى الاعتبار الفرق بين المعركة والحرب، قد تكون الحرب عدة معارك ينهزم المنتصر فى بعضها ثم يحقق هدفه وينتصر .

واقترح أيضاً عودة التربية العسكرية فى المدارس مرة أخرى بهدف بعث الجندية فى نفوس الشباب والأطفال حتى تكون نشأتهم فيها من الولاء والانتماء ما يُكوّن شخصيتهم الوطنية، وحتى يؤهلون للمستقبل على بصيرة وبطولة،  كما كان أجدادهم أبطال مصر فى المعارك الماضية، وكذلك حتى يظل الظهير الشعبى الذى كان من أهم أسباب النصر فى حرب أكتوبر قائماً، يتوارثه المصريون جيلاً بعد جيل.

والظهير الشعبى للجيش جزء من القوة المعنوية الهائلة  وخاصة فى ظل الحرب الشاملة ضدنا، والتى لا تقتصر على المواجهة الأمنية أو العسكرية فقط! إنما  تمتد لتشمل الحرب الإعلامية والنفسية والتأثير على الجنود عبر الإشاعات والمكائد الإعلامية، وكذلك الضغوط النفسية على الشباب عبر الإعلام الفضائى والرقمى.

ومن قديم الزمان والجيوش لها ظهير شعبى يقوى من أزر الجنود وثقتهم بأنفسهم وبطولتهم وقيادتهم ورئيسهم، خاصة عند المواجهات الكبيرة والتى أحياناً يكون لها خسائر مادية  أو خسائر فى الأرواح.

 

فكان العربى قديماً يُخرج خلفه نساؤه وأمواله أثناء الحرب وكانوا يتغنون بغناء بعاث (مثل النشيد الوطنى الآن) وكان ذلك وسيلة من وسائل ما يُسمى الظهير الشعبى.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعين بالشعراء وقت الحرب لصد هجوم العدو الإعلامية والتشكيك فى جيش المسلمين. وكان يقول لهم "اهجوهم وروح القدس تؤيدكم"

وكان هذا أيضاً صورة من صور الظهير الشعبى للمقاتل وقت المعارك.

وفى معركة أحد، أشيع أن رسول الله قد استشهد،  وكانت هذه إشاعة خبيثة من قريش بقصد إرباك المسلمين وهزيمتهم نفسياً، وأثّر ذلك على المقاتلين لدرجة تركهم للقتال، والبعض الآخر أخذ يقاتل دون التميز بين صفه وصف الأعداء، فقتل بعض المسلمين خطئاً.

أراد الله أن يلقنهم درساً فى ضرورة الحفاظ على القوى المعنوية عند الشدائد  فقال تعالى : "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران

واستطاع رسول الله أن يلملم الجراح، وحشد الجند وأرجع لهم الثقة والأمل، وخرج خلف العدو فى موقعة حمراء الأسد وانتصر. وكان يقول للجند أروهم منكم قوة.

 

كان الظهير الشعبى المصرى للجيش فى حرب أكتوبر، حماسة وإخلاصاً وتأييداً معنوياً، ودفئاً عاطفياً، شعر كل جندى على الجبهة بهذه المشاعر من ملايين المصريين مسلمين ومسيحيين، فتحولت هذه القوى المعنوية إلى قوة عظيمة نصر الله بها هذه الأمة على عدوها المتفوق عليها عسكرياً.

 

وبنفس الأدوات من الحماسة السلبية يمكن أن تهزم الجندى معنوياً فينهزم حتماً فى أرض المعركة.

فإياك من نقل الأخبار الكذوبة المسربة التى تؤثر على الحالة المعنوية لابنك المقاتل !

ولهذا أوصانا القرآن الكريم عند لقاء العدو بالثبات وذكر الله  والصبر وعدم التنازع والاختلاف، يعنى علينا دعم قواتنا بكل ما أوتينا من قوة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45، 46].

 

ويقينى كمصري قبل أن أكون أزهرياً، أن  هذا الوطن العظيم يطرح تنمية وحضارة وعزة كما يطرح أبطالاً كالجبال الرواسى فى ثباتهم أمام التحديات وكالأسود الضواري أمام أعدائهم وقت اللقاء، فأبطال مصر اليوم هم أبناء وأحفاد أبطال مصر فى حرب أكتوبر المجيدة.

ومن أهم الأيام في ذاكرة تاريخنا الحديث يوم العاشر من رمضان 1393هـ، السادس من أكتوبر 1973 م، حين حققت الأمة نصرها الحقيقي على الصهاينة في تاريخها الحديث .

هذه الحرب العظيمة الخالدة، كانت حدثاً فاصلاً في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، عادت من خلالها تعلن عن نفسها من جديد، وتؤكد أنها قادرة بفضل الله تعالى على تجاوز جراحها، وتحقيق آمالها، متى اتضح الهدف ؟ واجتمعت الأمة حول ثوابتها، صادقة في نياتها، عازمة على تسطير مجدها، فابعثوا الجندية فى قلوب الشباب من جديد,

والله المستعان

 

Dr.Randa
Dr.Radwa