الأحد 19 مايو 2024

«محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر».. خبراء: توفر تعمير متكامل لسيناء.. وتخلق الاستقرار لمليون مواطن

محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر

تحقيقات27-9-2021 | 19:45

إسراء خالد

تتعاظم قيمة معالجة المياه في جميع أنحاء العالم، نظرًا لدورها في المحافظة على البيئة من التلوث، ومساعدة الدول التي تعاني من فقر مائي في الحصول على مصدر جديد للمياه، وتعد محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم السبت، المشروع الأكبر على مستوى العالم في دعم المشروع القومي لتنمية سيناء، إذ تساهم محطة بحر البقر في استصلاح مايقرب من 400 الف فدان، بشمال سيناء، بالإضافة إلى دوره في تطهير بحيرة المنزلة، وتنمية الثروة السمكية، وتوفير فرص عمل، والحفاظ على البيئة وتوفير المياه، وتنمية الصادرات والأمن الغذائي.

وذكر خبراء الموارد المائية، أن مصرف بحر البقر يؤثر في حياة الملايين، نظرًا لأنه يمر الآن فيما يزيد عن 6 محافظات، بداية من محافظة القاهرة، مرورًا بالقليوبية، والشرقية، والدقهلية والإسماعيلية، وبورسعيد وصولُا إلى بحيرة المنزلة، محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، بالإضافة إلى أنه مشروع متكامل بلغت تكلفته 18 مليار جنيه، في حين بلغت إجمالي المشروعات التي تم تنفيذها حول المصرف نحو 150 مليار جنيه.

مصرف بحر البقر

وفي هذا السياق، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، تم إنشائها شرق قناة السويس داخل سيناء، وتعد أكبر مصرف زراعي في مصر، ونشأ مصرف بحر البقر منذ ما يزيد عن 100 عام، وكان في البداية مصرف زراعي، ومع النمو السكاني، وكثرة النشاط حول هذا المصرف، أصبح يتلقى مياه صرف زراعي، وصحي، وصناعي؛ مما انعكس سلبيًا على حالة المصرف، وساءت حالته.

وأوضح شراقي، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن مصرف بحر البقر يؤثر في حياة الملايين، نظرًا لأنه يمر الآن فيما يزيد عن 6 محافظات، بداية من محافظة القاهرة، مرورًا بالقليوبية، والشرقية، والدقهلية والإسماعيلية، وبورسعيد وصولُا إلى بحيرة المنزلة، منوهًا إلى أنه حاليًا أصبح يصل إلى قناة السويس وشمال سيناء، إذ أنه تم تمديه نحو 17 كم؛ ليتم إنشاء محطة معالجة المياه داخل سيناء.

المعالجة الثلاثية للمياه

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن اليوم خلال افتتاحه محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، أنه تم إنشاء المحطة بسيناء نظرًا لتواجد أراضي لم يتم استصلاحها بعد، وأراضي صحراوية، فأصبح المصرف يمتد داخل سيناء بطول نحو 217 كم؛ وهو ما سبق إقراره بمشروع ترعة السلام، والتي كان مخصص لها أن يتم زراعة 400 ألف فدان في سيناء، بحصيلة مياه تبلغ 4 مليار متر مكعب، توزع كالآتي: 2 مليار متر مكعب من مياه مصرف بحر البقر، و2 مليار متر مكعب آخرى من مياه نهر النيل.

وشدد أستاذ الموارد المائية على أن محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر توفر المعالجة الثلاثية للمياه، وتخرج مياه نقية صالحة للزراعة؛ مما يساهم في تعمير شمال سيناء، وزراعة نحو 50 ألف فدان، منوهًا إلى أن إنشاء المحطة تطلب تدشين سحارات، وهى أنفاق لنقل 2 مليار متر مكعب من مياه غرب قناة السويس، إلى الشرق أسفل القناة نفسها، بالإضافة إلى إنشاء عدد من الكباري بلغت نحو 7 كباري، علاوة على إنشاء شبكة طرق ومحطة كهرباء.

ونوه شراقي إلى أن محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، هو مشروع متكامل بلغت تكلفته 20 مليار جنيه، في حين بلغت إجمالي المشروعات التي تم تنفيذها حول المصرف نحو 150 مليار جنيه، تشمل سحارات نقل المياه ومحطة الكهرباء، وهو المبلغ الذي تم إنفاقه لتعمير جزء من سيناء،  متمنيًا أن ينال المشروع اهتمام المواطنين الذين سوف يستوطنون هذا الجزء من سيناء، إذ أن المحطة ستساهم في استصلاح نحو نصف مليون فدان وهو ما يكفي لعيش مليون مواطن بحد أدنى بتلك المنطقة، وهو ما يعد تعمير حقيقي لسيناء.

معالجة مياه المخلفات

ومن جانبه، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن معالجة مياه المخلفات تتعاظم قيمتها في العالم كله، نظرًا لدورها في المحافظة على المياه وتجنب إلحاق الضرر بالبيئة.

وأوضح نور الدين، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن مياه مصرف بحر البقر كانت تتسبب في تلوث كبير لمياه بحيرة المنزلة عندما تصب بها؛ مما يتتسبب في تلوث المنتج السمكي، وقد تصل إلى نفوق الأسماك وموتها، وبالتالي التسبب في نمو الحشائش الناتجة عن تلوث المياه.

وأشار إلى أن كافة الدول الآن تتجه إلى معالجة مياه المخلفات سواء كانت دولة فقيرة أو غنية في المياه، نظرًا لدورها في المحافظة على البيئة من التلوث ومنع الضرر الواقع على تلوث البحار، وموت الأسماك، ومن ثم المحافظة على الثروة السمكية، مؤكدًا أن مصرف بحر البحر كان واحدًا من أكثر المصارف تلوثًا إذ أنه يحمل مخلفات الأراضي الزراعية، ومخلفات مياه الري المحملة بالأملاح وبواقي الأسمدة والمبيدات وغيرها من المواد الضارة.

القرى المحيطة بمصرف بحر البقر

ونوه أستاذ الموارد المائية إلى أن القرى المحيطة بمصرف بحر البقر لا تزيد نسبة التمتع بمياه الصرف الصحي بها عن 30%، فإن نحو 70% من المنازل بالقرى المقامة حول مصرف بحر البقر تلقي بمخلفات الصرف الصحي الخاص بها بهذا المصرف، بالإضافة إلى أن العديد من مصانع الكيماويات بمحافظة الشرقية تلقي بمخلفاتها بهذا المصرف مما يلحق أضرار  جسيمة، مؤكدًا أن مصرف بحر البقر كان يتلقى مخلفات صرف صحي وزراعي وصناعي.

وأوضح أنه كان يلزم استصلاح 400 ألف فدان في شمال سيناء عن طريق ترعة السلام، والتي كان مقدر لها أن تخصص نصف المياه اللازمة لزراعتها من مياه المصارف، والنصف الآخر لمياه النيل، مما أصبح يحتم تقليل التلوث بمياه تلك المصارف لضمان وصول مياه نقية لأراضي شمال سيناء، وهو ما بدأ بإنشاء محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، والتي تعد أكبرمحطة معالجة المياه في العالم، والمقدر لها أن توفر 2 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، والتي تكفي لاستصلاح نحو ربع مليون فدان، وتغطي كمية المياه المطلوبة لزراعة شمال سيناء عبر ترعة السلام، وتوصيل إليها مياه معالجة بطريقة ثلاثية يتم بها التخلص من كل ما تحمله المياه من بكتيريا وفيروسات.

محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر

وأكد نور الدين أن محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر توفر مياه نقية مشابهة لمياه نهر النيل، تحافظ على الأراضي الزراعية وتخلق غذاء أمن ملائم لاستخدام المواطنين، بالإضافة إلى دورها في تجنب تلوث بحيرة المنزلة التي كان يصب بها مياه  مصرف بحر البقر، ونمو الحشائش بها وتدهور إنتاج الثروة السمكية، مضيفًا: "محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر تحول المياه الضارة إلى مياه نافعة وتحمي الأراضي من التدهور، بالإضافة إلى حماية الإنسان من حصوله على غذاء ملوث والري بمياه نقية".

أقرأ أيضًا:
بعد افتتاحها اليوم.. 5 معلومات عن محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر
تعود لعام 1914.. تعرف على تاريخ نشأة مصرف بحر البقر