السبت 27 ابريل 2024

زيزينيا.. متحف مفتوح للقصور والفيلات التراثية على أرض الإسكندرية

حي زيزينيا

محافظات17-9-2021 | 20:40

جميلة حسن

تتمتع مدينة الإسكندرية بتاريخ غني، من البطالمة والرومان إلى البيزنطيين والعثمانيين، كل تلك الحضارات خلفت وراءها تاريخًا ثريًا وآثارًا ومعالم تثير الإعجاب.

وتمتاز بأنها مدينة كوزموبوليتانية احتضنت لقرون جنسيات وثقافات مختلفة امتزجت مع بعضها وتركت بصماتها على أحياءها وشوارعها، فكل حي له قصة مميزة يرويها عن تاريخه ومن عاشوا فيه.

ويعد حي زيزينيا في منطقة الرمل واحد من أشهر وأرقى أحياء الإسكندرية، حيث كان ملتقى للأثرياء والجاليات الأجنبية الذين أنشأوا كثير من القصور والفيلات في هذا الحي الأرستقراطي الذي استلهم منه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة شخصيات مسلسله الشهير الذي حمل اسم الحي "زيزينيا".

روى الدكتور إسلام عاصم، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، قصة حي زيزينيا لـ"دار الهلال"، مبينًا أنه عُرف بهذا الاسم نسبة إلى الأخوين جورج واستيفان زيزينيا، وهما من أصل يوناني، أتوا إلى مصر هربًا من مذابح الأتراك، وكانت تربطهما علاقة جيدة بالأسرة العلوية، وشغل استيفان أو "إيتيان" منصب القنصل العام لبلجيكا في مصر.

استقر الأخوين زيزينيا في الإسكندرية، وعملوا في تجارة القطن، واشتروا الأرض المعروفة حاليًا بحي زيزينيا من عائلة أبو شال في عام 1854، والتي كانت تمتلك كثير من الأراضي في منطقة الرمل، وقد كان يستوطنها مجموعة من الأعراب، كما كانت تتبع مديرية البحيرة حتى امتد العمران والكورنيش في الثلاثينيات وأصبحت تتبع محافظة الإسكندرية، والآن تنتمي إداريًا لحي باب شرق.

بعد ذلك، تغيرت معالم هذه المنطقة وعُرفت باسم زيزينيا نسبة إليهما، وقد أنشأ الكونت استيفان زيزينيا قصرًا مهيبًا فيها، وباع للحكومة مساحة من الأرض لخدمة المرافق العامة ومد خط ترام، وهو ما جذب العائلات الثرية لبناء قصور وفيلات فخمة في المنطقة تحيطها المساحات الخضراء الجميلة.

كما أنشأ كنيسة باسم "سان ستيفانو" نسبة لأحد القديسين، والتي تم هدمها في ثمانينيات القرن الماضي، وكازينو بنفس الاسم، وسُميت المنطقة المجاورة لها باسم سان ستيفانو.

وأوضح "عاصم" أن القصر الذي بناه استيفان زيزينيا كان متواجدًا في نفس المكان المتواجد به قصر الصفا حاليًا، ثم باعه بعد أن تعرض للإفلاس، وتحول القصر لفندق جلوريا، بعدها اشتراه الأمير محمد علي الصغير ابن الخديوي توفيق وأعاد بناءه في عام 1927 وأطلق عليه قصر الصفا تيمنًا بمناسك الحج، ودخل لاحقًا ضمن القصور الرئاسية.

وأضاف أن الأخوين زيزينيا أسسوا شركة في فرنسا تعرضت للإفلاس، وحينها اضطروا لبيع أملاكهم، وكان من ضمنها مسرح زيزينيا الصيفي الذي كان يحظى بشهرة كبيرة في القرن التاسع عشر، وبعد أن تم بيعه تعرض للإهمال، ثم تمت إزالته.

وأشار "عاصم" إلى أن حي زيزينيا كان يحتضن العديد من فيلات وقصور الباشوات، مثل قصر الأميرة فاطمة الزهراء حفيدة محمد علي باشا وأصبح الآن متحف المجوهرات الملكية، ويعد واحد من أشهر وأجمل قصور الإسكندرية. وتابع: "من أشهر الفيلات في حي زيزينيا، فيلا سعيد الفارسي، أول أمين لمحافظة جدة، وفيلا عائلة ذو الفقار العريقة التي تنتمي إليها الملكة فريدة وسعيد باشا ذو الفقار كبير الأمناء في عهد الملك فؤاد".

هناك أيضًا قصر عزيزة فهمي، وقصر مظلوم باشا ومكانه كلية الفنون الجميلة حاليًا، وقصر عائلة مونتزيني الفرنسية الإيطالية التي هاجرت إلى أستراليا، وقصر أحمد يحيى باشا، وكان من أكبر رجال حزب الوفد في الإسكندرية، وبنى مسجد متواجد حاليًا في شارع أبو قير، ويعد تحفة معمارية إسلامية تزينها النقوش والزخارف الجميلة، وهناك أيضًا شارع يحمل اسمه.

Dr.Randa
Dr.Radwa