الأحد 19 مايو 2024

لماذا نؤذن في أذن الطفل كما ورد عن الرسول؟

المولود

دين ودنيا26-8-2021 | 18:00

زينب محمد

يعتبر عادة قول الأذان في أذن المولود من سنن رسول الله، فبعد ولادة المولود مباشرة يقوم أحد من أقارب الطفل بقول الأذان في أذنه اليمني، والإقامة في أذنه اليسرى.

وعن أبى رافع رضى الله عنه قال : "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أُذن الحسن بن على حين ولدته فاطمة"، وورد في الإقامة حديثين فيهما ضعف بخلاف الأذان، ولكن معنى الحديث الأول يؤكد معناهما، فعن الحسن بن على رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من ولد له مولود فأذن في أُذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى، لم تعره أم الصبيان]، وعن عبد الله بن عباس – رضى الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم " أذن في أُذن الحسن بن على يوم ولد ، وأقام في أُذنه اليسرى".

والهدف من هذه السنة هو تدعيم الفطرة السوية للمولود، وبث شعائر الإسلام في نفس المولود، وإعلان الإسلام في قلبه قبل أن تقترب إليه نداءات الشيطان، فإن هذا النداء يشمل كل معانى الإسلام، من تكبير، وتهليل، وإثبات لرسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونداءات لإقامة الصلاة، ودعوة صريحة للفلاح العام الشامل في الدنيا، والأخرة الذى تتضمنه رسالة الإسلام للبشرية.

أقوال العلماء حول سر التأذين والإقامة في أذن المولود

قال الإمام ابن القيم في تحفة المودود :"إن سر التأذين والله أعلم أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوى المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها فى الإسلام ويتعلق به".

وفيه معنى آخر: وهو أن تكون دعوته إلى الله .

وقال الدهلوى: الأذان من شعائر الإسلام، وإعلام الدين المحمدي، ثم لابد من تخصيص المولود بذلك الأذان، ولا يكون إلا أن يصوت به في أذنه وأيضا فقد علمت أن من خاصية الأذان أن يفر من الشيطان، والشيطان يؤذى الولد في أول نشأته .

ويقول محمد قطب: ومن حكمة الأذان أيضا أن الرأس بالنسبة إلى الإنسان هي مستودع الحواس التي تتحكم في كيان المولود نفسياً وجسدياً من سمع وبصر وشم وذوق، وحين يكون الأذان  بمضمونه من التكبير والتوحيد أول ما يطرق السمع من أن الوليد أو الوليدة فى تلك الفترة لايدرك شيئا، وإلا أن واعيته تحتفظ بالنبرات، والتقطيعات، فانسكابها كالماء الصافي الرقراق في الأذان يوافق الفطرة كل الموافقة، ويسد على النفس مآرب الشرك، ويحميها منه.

الاكثر قراءة