الجمعة 26 ابريل 2024

ضحايا الإرهاب في يومهم العالمي.. مخاطر متزايدة

مقالات23-8-2021 | 13:17

في الحادي والعشرين من أغسطس من كل عام يُحيي العالم ذكرى اليوم العالمى لضحايا الإرهاب وإجلالهم، والذى اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قراراها رقم 165 في دورتها الثانية والسبعين المنعقدة عام 2017، إذ هدفت من تحديد يوما عالميا لضحايا الإرهاب، تذكير العالم بخطر الإرهاب الذى يتزايد يوما بعد يوم.

والحقيقة أن اليوم العالمى لضحايا الإرهاب يأتي هذا العام في سياق مختلف، بل ربما سياق يحمل تناقضا واضحا، ناتجا عن تزامن ذكرى هذا اليوم مع الذكرى العشرين لضحايا أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، وهو ما كان يعنى أن العالم عليه أن يتذكر جيدا ماذا حدث في هذا اليوم المشئوم.

ولكن ما يثير الدهشة أن إحياء هذه الذكرى تزامن مع الانسحاب الأمريكى من أفغانستان التي هيمن على شئونها تنظيم طالبان الذى كانت سياسته الإرهابية سببا في الحرب الأمريكية على أفغانستان واحتلالها في أكتوبر 2001.

وعليه، تحمل الأحداث الثلاثة برمزيتها تناقضات بين تذكير العالم باليوم العالمى لضحايا الإرهاب وإجلالهم والهادف إلى تكريم ودعم هؤلاء الضحايا والناجين منه وتعزيز وحماية تمتعهم الكامل بما لهم من حقوق الإنسان وبحرياتهم الأساسية، وبين الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر كونها نقطة التحول الرئيسية في الاستراتيجية الأممية لمحاربة الإرهاب والتي تم اعتمادها بقرار الجمعية العامة رقم 288/60 المؤرخ الثامن من سبتمبر 2006.

يذكر أن الاستعراض السابع لهذه الاستراتيجية والذي اعتمدته الجمعية العامة في 30 يونيه 2021، أكد على أهمية دعم حقوق الضحايا ودعم احتياجاتهم، ولا سيما النساء والأطفال والمتضررين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي اللذين يرتكبهما الإرهابيون. مع مطالبة الدول الأعضاء كافة على وضع خطط وطنية شاملة لمساعدة ضحايا الإرهاب وأسرهم في تلبية الاحتياجات الفورية والقصيرة والطويلة الأجل لضحايا الإرهاب.

ولكن هاتين الخطوتين قد واجهتا هذا العام صدمة إعادة إنتاج الإرهاب تحت أشكال جديدة وخطابات براقة تخفى أكثر مما تعلن، فعودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان يحمل دلالات ومؤشرات سلبية عديدة وخطيرة على الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي.

وفى ضوء هذه القراءة لقادم الأيام، يتذكر المرء ما حققته ثورة الثلاثين من يونيو 2013 في القضاء على تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية الذى حاول أن يخطف الدولة ويغتال المجتمع بدعاوى باطلة وحجج واهية كشفتها ما يتميز به الشعب من وطنية عالية ووسطية هادئة، حيث رأى الشعب في قيادته السياسية - الرئيس عبد الفتاح السيسي-  منقذا للوطن وللشعب من مصير محتوم إذا ما تمكنت الجماعة من بسط هيمنتها على مقدرات البلاد على غرار ما ستشهده أفغانستان في ظل حكم طالبان.

نهاية القول إن الزلزال الذى حدث في أفغانستان بعودة طالبان يبعث برسالة للشعوب الأبية التي ترفض تسييس الدين لمصالح آنية وخدمة لأصحاب أجندت غير وطنية من ناحية، كما يبعث لهم برسالة أخرى بضرورة الالتحاف بجيشهم الوطنى والحفاظ على ترابها بلدهم المقدس وصون سيادته واستقلاله.  

Dr.Randa
Dr.Radwa