الإثنين 20 مايو 2024

زادت بنحو 6 مرات.. كيف تسببت جائحة كورونا في ارتفاع معدلات الاكتئاب والرهاب الاجتماعي؟

اكتئاب مريض كورونا

تحقيقات16-8-2021 | 20:55

إسراء خالد

تسبب جائحة كورونا فى العديد من التغيرات على حياة المواطن، ومنها ما أثر سلبيًا على الحالة النفسية، وساهم في شيوع القلق، والتوتر، ومعاناة مريض كورونا من تفاقم أعراض الاكتئاب نظرًا لانعزاله بمفرده طوال فترة المرض.

وقررت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة لوزارة الصحة والسكان، إعلان عام 2021/2022؛ عاماً للصحة النفسية للمراهقين، وذلك للوقوف على الأضرار السلبية التي تسببت بها جائحة كورونا على الصحة النفسية للمواطن، إذ أنها أدت إلى تزايد حالات الاكتئاب، والرهاب الاجتماعي.

وذكر أطباء الصحة النفسية، أن الأفراد تعرضوا للاكتئاب خلال جائحة كورونا نتيجة للعديد من العوامل، والتداعيات التي فرضتها الجائحة، وعلى رأسها الناحية الاقتصادية، وتدني الأوضاع المالية، بالإضافة إلى أن الأمراض النفسية شهدت زيادة بنحو 6 مرات عن المعدل الطبيعي خلال جائحة كورونا.

 

الاكتئاب الناتج عن تدني الأوضاع الاقتصادية

في هذا السياق، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الأفراد تعرضوا للاكتئاب خلال جائحة كورونا نتيجة للعديد من العوامل، والتداعيات التي فرضتها الجائحة، وعلى رأسها الناحية الاقتصادية، وتدني الأوضاع المالية عندما تم تقليل العمالة للنصف خلال الجائحة، إلى جانب بعض الأسباب الاجتماعية مثل فقدان أحد أفراد العائلة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.

وأوضح فرويز، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن مريض كورونا يعاني أنواع عديدة من الآلام، وترقب مستمر لانخفاض درجة حرارته لثلاثة أيام متواصلة لإعطاء مؤشر إيجابي على بدء التعافي من الفيروس، إلى جانب معاناته من العزلة، وعدم مخالطة للآخرين حرصًا على صحتهم، وتجنب نقل العدوى لهم، مما يتسبب بلا شك في إصباته بالاكتئاب نتيجة قضاء اليوم كله بمفرده.

مخاوف متعافي كورونا

وأشار إلى أن متعافي كورونا، الذي تذوق آلام المرض، عند شفائه يظل يراوده بعض المخاوف المتعلقة باحتمالية إصابته بالعدوى مرة آخرى، وتكرار المعاناة من جديد، مما قد يساهم في زيادة حالة النفسية سوءًا، وقد يتفاقم الأمر ويعاني من اضطرابات بالنوم، وعدم القدرة على تناول الطعام بمعدله الطبيعي.

وأكّد أن الأوضاع الاقتصادية كان لها دور كبير في زيادة نسبة الاكتئاب خلال جائحة كورونا، نتيجة لتعرض الكثير لفقد وظائفهم، الناتج عن تقليل عدد العمالة بالمؤسسات لتجنب الزحام، وأيضًا البعض عانى من انخفاض دخله الشهري نتيجة للتداعيات التي فرضتها الجائحة.

وأشاد بدور منظمة الصحة في تقديم الدعم النفسي لمتعافي، ومصابي كورونا، مؤكدًا أنه يجب على جميع الجهات المعنية أن تتضافر لعلاج الآثار السلبية الناتجة عن جائحة كورونا، وتدارك التداعيات التي فرضتها.

 

تضاعف الأمراض النفسية خلال جائحة كورونا

ومن جانبه، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الأمراض النفسية شهدت زيادة بنحو 6 مرات عن المعدل الطبيعي خلال جائحة كورونا، أي أنها أحدثت تأثيرات كبيرة بالصحة النفسية لدى المواطنين.

وأوضح هندي، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن جائحة كورونا ساهمت في زيادة معدلات الاكتئاب، وذلك نتيجة العديد من العوامل النفسية، والاجتماعية التي فرضتها الجائحة، مثل فقدان الوظائف، والتأثير اقتصاديًا على تلك الفئة التي خسرت وظيفتها في ظل تقليل العمالة داخل المؤسسات لتجنب انتشار الفيروس، إلى جانب إحداث تغير كبير بنمط الحياة اليومية لدى المواطن مثل حظر النزول خلال فترة معينة، وإغلاق الكافيهات التي كانت تمثل جزء كبير من روتين اليوم لدى الكثير. وأكد أن التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا أحدثت اختلال في المزاج العام للمواطن، وتغيرات بجودة الحياة، ساهمت في زيادة معدل الاكتئاب، إلى جانب تسبب الجائحة في مصاعب مالية أدت إلى زيادة الأعراض الاكتئابية.

تقلب المزاج العام

وشدد استشاري الصحة النفسية، على أن الجائحة أدت إلى انتشار حالة من التقلب العام بالمزاج، والملل، وعدم القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة، وشيوع اضطرابات النوم، واختلال ساعات النوم نتيجة لقضاء اليوم بأكمله في المنزل، فأصبح نهار الفرد كليله لا فرق بينهما، بالإضافة إلى التسبب في حالة من التشاؤم نحو المستقبل، والتفكير الدائم في الموت.

ونوه إلى أن جائحة كورونا تسببت أيضًا في إقبال البعض على تناول الطعام بشراهة، مما تسبب لهم في زيادة بالوزن، وهو ما يمثل أحد الأسباب الهامة للشعور بالاكتئاب، إلى جانب زيادة التقلب الحاد بالمزاج، وانتشار العصبية، والخلافات الأسرية، مشيرًا إلى أن محرك البحث جوجل شهد زيادة نسب البحث عن المساعدة في مواجهة العنف المنزلي، إذ بلغت خلال فترة الجائحة نحو 57%.

وتابع هندي: "إيذاء النفس من أهم أعراض الشعور بالاكتئاب، وهو ما يبرهن على ارتفاع نسب الإدمان وتعاطي المخدرات".

عام 2022 عامًا للصحة النفسية للمراهقين

ويذكر أن الأمانة العامة للصحة النفسية، وعلاج الإدمان، أعلنت أنه قد تقرر إعلان عام 2021/2022 «عامًا للصحة النفسية للمراهقين»، وذلك تحت رعاية وزارة الصحة والسكان؛ للتغلب على التداعيات السلبية التي فرضتها جائحة كورونا، وتأثيرها على الصحة النفسية للمراهقين، وإعدادهم لمرحلة ما بعد الكورونا، إذ لاحظت الزيادة فى معدلات الاكتئاب، والقلق، والرهاب الاجتماعي خلال جائحة كورونا، مما أدى للاكتفاء بالعالم الافتراضي فى كثير من الحالات، والذي تبعه زيادة فترات استخدام الإنترنت، والألعاب الإلكترونية.

اقرأ أيضًا:

الإدمان يهدد أسر كاملة.. ونواب: المدمن لا يضر نفسه فقط ويجب الاهتمام بالتوعية