تتعرض البلاد خلال الوقت الراهن لتغيرات مناخية حادة، أسفرت عن الدخول في موجة حارة، قد تتسبب في إحداث تأثيرات سلبية بمختلف النواحي، على رأسها، التأثير على المسطحات المائية وزيادة نسبة التبخر، مما يساهم في تفاقم مشكلة العجز المائي.
وتتعرض مصر للعديد من التهديدات التي تحول دون قدرتها على تحقيق الأمن المائي، والتي أصبح التغير المناخي أحد تلك التهديدات، وذكر خبراء المياه، أنه مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة يزداد استخدامنا للمياه، سواء مياه الشرب، أو استخدام المياه بالأغراض الترفيهية، للتقليل من الشعور بارتفاع درجات الحرارة، على الرغم من المعاناة من وجود أزمة بالمياه، بالإضافة إلى احتمالية تسبب التغيرات المناخية في تفاقم مشكلة العجز المائي.
تزايد استخدام المياه
في هذا السياق، قال الدكتور أحمد نور عبد المنعم، خبير المياه بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن التغيرات المناخية تؤثر بشكل شامل على حياتنا، بكل الأصعدة، سواء من الناحية الاقتصادية، أو البيولوجية، أو من الناحية المائية.
وأوضح عبد المنعم، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن التغيرات المناخية التي تعيشها البلاد، والدخول في موجة حارة، تؤدي إلى تزايد تبخر المياه بالمسطحات المائية، بالإضافة إلى أن الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة قد يتسبب في تناقص تكوين السحب المكونة للأمطار، مشددًا على أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر أيضًا على المحاصيل المزروعة، واحتمالية التعرض لتصحر بالأراضي الزراعية.
وأشار إلى أن ظاهرة التغير المناخي يمتد تأثيرها ليشمل، المياه الجارية السطحية على الأراضي الزراعية المزروعة، والتأثير على المسطحات المائية، وعلى صعيد آخر تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في ذوبان الثلوج، وزيادة نسبة المياه في البحار، مما يضر بالسواحل الغربية.
حصة مصر من المياه
ونوّه إلى أنه مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة يزداد استخدامنا للمياه، سواء مياه الشرب، أو استخدام المياه بالأغراض الترفيهية، للتقليل من الشعور بارتفاع درجات الحرارة، على رغم المعاناة من وجود أزمة بالمياه، وقد تتسبب التغيرات المناخية في تفاقم مشكلة العجز المائي.
وتابع: "تبلغ حصة مصر نحو 55.5 مليار متر مكعب من المياه خلال العام، في حين يبلغ إجمالي استهلاكها من المياه نحو 76.5 مليار متر مكعب من المياه سنويًا أي أنها تعاني من عجز مائي قدره 21 مليار متر مكعب تحاول توفيرهم من خلال البحث عن مصادر آخرى للمياه".
العجز المائي
وقال الدكتور ضياء الدين القوصي، خبير الموارد المائية، إن التغير الكبير بدرجات الحرارة، ودخول البلاد فترة من الموجة الحارة، ينعكس سلبيًا على تفاقم مشكلة العجز المائي التي تعاني منها الدولة، إلى جانب تزايد احتمالية التعرض للجفاق ببعض المناطق، والتأثير على الحياة البيولوجية بشكل عام.
وأوضح القوصي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن تغير المناخ يتسبب مع مرور الوقت في انتشار الظواهر الكابحة، مثل نزول المطر بكميات كبيرة خلال فترة قصيرة، وذوبان الثلوج المتراكمة والتي تتسبب في زيادة منسوب المياه بالمسطحات المائية، وتعرض بعض المناطق الساحلية للغرق، مشيرًا إلى أن تغير المناخ يتسبب في جفاف بعض المناطق وغرق البعض الآخر.
الزيادة السكانية وتفاقم العجز المائي
وشدّد على أن الدولة المصرية تعاني في ظل الزيادة السكانية الهائلة، من وجود عجز بالمياه، وتساعد التغيرات المناخية، خاصًة الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة في تفاقم تلك المشكلة، منوهًا إلى أن الدولة تهدف للتخلص من مشكلة العجز المائي الذي تعاني منها، من خلال عدد من الطرق، مثل الحصول على المياه من أعالي النيل، والتوسع في مشروعات تحلية مياه البحار، والاستفادة من مياه الأمطار، وإعادة استخدام المياه مرة آخرى، وتدويرها، خاصةً مياه الريّ، والصرف الزراعي.
وأكّد خبير المياه، على ضرورة تزايد الاهتمام بترشيد استهلاك المياه، وزيادة الوعي المائي لدى المواطن، وسن القوانين التي تحد من إهدار المياه، وتحافظ على نوعيتها من التلوث، والتقليل من زراعة المحاصيل التي تحتاج كميات كبيرة من المياه لريّها، واستخدام مياه الآبار الجوفية، لتتمكن الدولة من المحافظة على أمنها المائي، والتصدي لما يواجه من تهديدات.
اقرأ أيضًا:
لتجنب الفواتير الخاطئة وأعطال الكهرباء.. 4 طرق للتواصل مع وزارة الكهرباء والتقدم بشكوى
عبد المنعم الميقاتي.. أول ضابط طيّار في مصر.. وابنه يكشف سر هدايا الملك الذهبية (حوار)
أبرز معلومات عن اليوم العالمي للشباب 2021