أضحت فكرة المدن المتكاملة واحدة من ملامح الجمهورية الجديدة، إذ بين الحين والآخر يشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح مدينة جديدة من المدن المتكاملة كان أخرها المدينة الصناعية الغذائية الواقعة على مسطح يبلغ 135 فدانا والمعروفة اختصارا "سايلو فودز" بمدينة السادات بمحافظة المنوفية.
تضم المدينة عشرة مصانع مختلفة تم تصميمها وفق أعلى المعايير العالمية والتكنولوجية، ما بين مصانع غذائية (مصنعا لإنتاج البسكويت بخمس خطوط، مصنعا للمكرونة به 5 خطوط، مصنعا للمخبوزات به 5 خطوط) ومصانع للطباعة (مصنع الروتو لإنتاج المصنوعات المرنة لتعبئة منتجات البسكوت والمكرونة والمخبوزات، ومصنع الدوبلكس لإنتاج العلب ومصنع الكرتون).
إلى جانب هذه المصانع تتواجد المنشآت الخدمية والتي تشتمل على محطة معالجة صرف صناعي، ومحطة تسليم مركزية، ومحطة تنقية مياه ومحطة تكييف مركزي بقدرة 8 آلاف طن للتبريد، إلى جانب المنشآت الإدارية التي تضم مسجدا بسعة 250 مصليا ومبنى إداريا وفندقا لإقامة المستثمرين والأجانب بالإضافة إلى 8 مبان لإقامة العاملين بالمدينة.
ومما يلفت الانتباه في هذا الخصوص وتحقيقا لفكرة المدينة المتكاملة، يوجد بالمدينة الجديدة محطات مؤمنة للكهرباء والغاز الطبيعي، مع اتخاذ كافة سبل التأمين والحماية ضد الكوارث والسرقات.
كل ما سبق يؤكد على شمولية الرؤية وتكاملها في إقامة المدن الصناعية التي تتوافر بها جميع الاحتياجات والمتطلبات مع توافر الحماية المطلوبة لذلك. ولكن ما يلفت الانتباه في هذا أن ما قامت به الدولة من توفير كافة هذه الاحتياجات والمستلزمات يحتاج إلى رؤية تكاملية من المجتمع بصفة عامة ومجتمع رجال الأعمال والمستثمرين بصفة خاصة، حيث إن ثمة مسئولية يتحملها المستثمر الذى يحظى بكل هذا الاهتمام.
وذلك في إطار ما يطلق عليها المسئولية الاجتماعية، والتي تتطلب تحديدا ضرورة العمل على خلق الوعي لدى العاملين في مثل هذه المدن، بهدف المحافظة على ما هو قائم من إنشاءات ومباني أو ما هو مستهدف استكماله، مع أهمية تسليط الضوء على دور هذه المدن سواء دورها في توفير الاحتياجات المحلية بعيدا عن الاستيراد الذي يُحمل الدولة أعباء إضافية أو دورها في توفير مزيد من فرص العمل بما يسهم في حل واحدة من المشكلات المجتمعية الأكثر إلحاحا وهي مشكلة البطالة.
نهاية القول إن التجربة المصرية في إقامة المدن الصناعية المتخصصة تمثل تجربة رائدة عربيا وأفريقيا يمكن الاستفادة منها كنموذج رائد في هذا الخصوص.