الجمعة 26 ابريل 2024

القول الفصل

مقالات16-7-2021 | 22:14

جاءت رسائل الرئيس السيسى أمس الأول قوية ومدوية نزلت برداً وسلاماً على المصريين.. ومنحتهم الثقة والاطمئنان على حقوقهم.. وقدرة الوطن على ردع كل من تسوِّل له نفسه المساس بأمن مصر القومى الذى اعتبره الرئيس السيسى «خطاً أحمر» وهو ما يحسم الأمر.. لأن الخطوط الحمراء المصرية تعنى كلمة النهاية لأى تهديد.. وأيضاً وصلت الرسائل إلى كل من يهمه الأمر حتى يتقى غضب الحليم.. ونفاد الصبر الاستراتيجي.. لكن ما هو خفى أكثر مما هو معلوم.. لكن الشيء المؤكد أن مصر حاسمة لأمرها.. واثقة فى حقوقها.. ضامنة لمياه نيلها.. لأن غير ذلك دونه الرقاب.. رسائل السيسى الواثقة بددت كل قلق.. فلا يليق بنا أن نقلق
 
 
 من «منبر» القوة والبناء.. والقدرة والمستقبل الواعد انطلقت الرسائل.. لتبدد قلق.. ومخاوف.. على حق يدافع عنه قوى وقادر.. يبسط جناح السلام والخير والنماء.. لكنه لم يطلق بعد العنان لقوة باترة لأى تهديد ورادعة لأى محاولة للمساس بالخطوط الحمراء.. فاجتيازها.. انتحار وفناء.. تلك هى الحقيقة وليطمئن المصريون.. وليثق هذا الشعب العظيم فقد حسم الأمر
 
  
 
 ما بين التقدم بثقة نحو المستقبل الواعد.. وبين الاطمئنان على حقوقنا فى مياه النيل شريان الحياة للمصريين.. جاءت رسائل قوية ومهمة للرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الاحتفال بإطلاق مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى وتدشين الجمهورية الجديدة لمشروع القرى وهو الأضخم فى تاريخ مصر.. ومن أكبر المشروعات التنموية فى العالم.
الحدث فى حد ذاته رسالة قوية ومدوية لكل من يهمه الأمر.. فقد قلت من قبل إن الدولة الواثقة المطمئنة القوية القادرة لا تلتفت للوراء.. ولا تشغل بالها بألاعيب الأقزام وأن الأمر لا محالة محسوم.. فالدولة المصرية أكبر بقوتها وقدرتها وتاريخها ومؤسساتها وقيادتها من أى تحدٍ أو تهديد.. ولابد أن نثق فى أنفسنا.. ونعرف جيداً من نحن.. ونطمئن على أن كل حقوقنا فى أيدٍ أمينة وشريفة وقوية وقادرة وصلبة لم ولن تفرط أو تتنازل أو تتهاون.
فى احتفالية ستاد القاهرة بإطلاق مشروع القرن «تطوير الريف المصري» وتدشين الجمهورية الجديدة تبعث من خلال مضمونها برسائل أن مصر مكملة وبقوة مسيرة البناء العظيم الذى بدأته قبل ٧ سنوات.. وأن القادم أقوى وأفضل.. فالخائف على ضياع حقه يعجز عن البناء ومواصلة طريق المستقبل الواعد.. ومصر مطمئنة وواثقة لذلك تبنى وبقوة وقدرة.. وتتطلع كل يوم إلى الأفضل الذى يدعم ويرسخ رؤيتها وإرادتها نحو بلوغ القمة والجلوس فى مصاف الدول المتقدمة التى تمتلك القدرة الشاملة.. والتى ترسخ الأمن والسلام والاستقرار.. ولا تعنى  كما قال الرئيس السيسى  رسائل وسياسات الجنوح للسلام مطلقاً المساس بمقدرات مصر.. فمصر لديها القدرة الكاملة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لحماية حقوقها ومقدراتها.
نعم قلق المصريين على مياه النيل مشروع.. لكن المبالغة فى القلق ليست مطلوبة على الإطلاق للعديد من الأسباب.. وسوف أتحدث عن الأسباب الظاهرية التى يمكن أن نصل إليها.. فكل شيء محسوب بدقة ومرتب.. بالإضافة إلى أن مصر ليست الدولة التى يؤخذ حقها أو يسلب من المتعنتين والأقزام.. مصر دولة كبيرة وعظيمة لديها قوة وقدرة لا تعيقها قوى التآمر والشر.. وأن مصر تدرك جيداً أن مياه النيل هى شريان الحياة أو حياة أو موت.. وقضية وجود لذلك فلا تهاون ولا تنازل ولا تفريط فى قطرة واحدة من حصة مصر فى مياه النيل شاء من شاء وأبى من أبي.. وفى كل الأحوال حق مصر مضمون بالسياسة والدبلوماسية أو التفاوض أو إجراءات أخرى هى فى علم الغيب لنا وفى عقل الدولة المصرية.. فلا يمكن أن تبوح الدولة المصرية بأسرارها وأوراقها وإجراءاتها.. ولا يمكن أن تستباح خصوصية تعاملها وسيناريوهاتها فى التعامل مع قضية وجودية، لكن على المواطن أن يطمئن ويثق فى عظمة وقدرة دولته.. وشرف وإخلاص قيادته.. فهذا هو الأساس الذى انطلقت منه كلمات الرئيس السيسى التى بعثت بالاطمئنان بقوله «عيشوا حياتكم».. واطمئنوا.. ولعل عبارة «لا يليق بنا أن نقلق على مياه النيل» حسمت كل شيء.. وبددت كل قلق.. فمصر أكبر من التعنت والاستفزاز والابتزاز.. عندما تقول تفعل.. ولا تعنى مساعيها نحو البحث عن حلول سلمية وتفاوضية تصل بنا إلى اتفاق قانونى ملزم وعادل يراعى مصالح جميع الأطراف وهو ما أكدت عليه مصر منذ البداية.. أن مصر ستضع أمرها ومصير شعبها فى أيدى الآخرين.. إطلاقاً.. مصر لديها القدرة على بتر أى تهديد أو محاولات للمساس بأمنها القومى وفى القلب منه أمنها المائي.
جاءت رسائل الرئيس السيسى أمس الأول لتجمع بين الحسم والاطمئنان والقوة والبناء والطموح والتقدم نحو المستقبل.. فمصر لديها الإرادة الكاملة على استكمال مشوار التقدم.. ولا تستطيع أى قوة المساس بمقدراتها وحقوقها.
لقد رصدت خلال تشرفى بحضور احفتالية مبادرة «حياة كريمة» بانطلاق مشروع تطوير الريف المصرى العديد من الرسائل المهمة.. فى الآتي:
أولاً: هناك حالة من الثقة والتأييد والتقدير والفخر من المصريين للرئيس السيسي.. لذلك كان الجميع فى مصر ينتظر كلام الرئيس حول قضية مياه النيل.. فقد نام المصريون ليلة أمس الأول وهم فى غاية الاطمئنان بعد أن جاءت كلمات الرئيس برداً وسلاماً على هذا الشعب الذى بات واثقاً مطمئناً لأنه لديه ثقة بلا حدود فى الرئيس السيسى فلم يخيب يوماً ظن هذا الشعب.. ولم ولن يضيعه كما قال الرئيس وهناك تجربة مصرية ملهمة غزيرة بالتحديات والتهديدات والمخاطر.. وعبرت مصر بقيادة حكيمة صلبة لديها من الإرادة والإخلاص والشرف ما جعل المصريين فى حالة اطمئنان أن حقهم لن يضيع أبداً.
ثانياً: المساس بأمن مصر القومى خط أحمر لا يمكن اجتيازه.. فعندما يقول ويؤكد الرئيس فى إطار استراتيجية الخطوط الحمراء المصرية ولنا فيها تجارب ودروس منحتنا الثقة والاطمئنان.. إذن فهو واثق كل الثقة بما لدى الدولة المصرية من قدرات ليست فقط فى قوة وقدرة وكفاءة وجاهزية الجيش المصرى العظيم أقوى جيوش المنطقة وإفريقيا ومن الأقوى فى العالم.. ويستطيع أن يحسم أى تهديد يمس الأمن القومي.. فإذا كنا قوة قادرة ورادعة نحمى ولا نعتدى لكن يتوقف الأمر عند المساس بأمننا القومى وثرواتنا ومقدراتنا وحقوقنا وحدودنا فهى «الخط الأحمر».. وما أدراك ما الخطوط الحمراء المصرية.. لكن أيضاً هناك مؤسسات مصرية تمتلك من القوة والقدرة وإنجاز المهام دون ضجيج ودون أى مهاترات لتحقق أهداف الدولة المصرية وشعبها.. لا أحد يستطيع المساس بأمن مصر القومي.. فالدولة المصرية واحدة من قوى المقدمة الإقليمية والعالم.. ولا أحد يجرؤ على أن يمس لها طرفاً أو يسلب حقاً من حقوقها.. وأسهل شيء هو ما يدور فى أذهان الناس البسطاء أو من يطالبون به فى الشارع المصري.. لكن الدولة المصرية لديها من الإجراءات والوسائل المتاحة ما يحقق أهدافها وجميع الخيارات مفتوحة.
ثالثاً: ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا تعنى الضعف أو المساس بمقدرات مصر.. فالجميع يعرف ويعلم أننا لدينا القدرة والقوة الشاملة وفى القلب منها القوة العسكرية الرادعة التى تنامت خلال الـ 7 سنوات الأخيرة بقدرات إضافية غير مسبوقة وقادرة أن تطال أى تهديد وتستطيع بتر واستئصال واقتلاع أى تهديد أو خطر قبل بلوغه أو وصوله.
الرئيس السيسى قال «أروح أنا والجيش لو حصلت حاجة لمصر قبل ما حد يمس مصر».. الرئيس السيسى أهدى هذه الرسالة الثمينة لشعبه.. ولعلنا نتذكر عندما قال خلال قيادته للجيش المصرى قبل وخلال ثورة 30 يونيو العظيمة.. «نروح نموت أحسن.. ومحدش يقدر يرهب أو يفزع أو يخوف أو يمس المصريين».. وحدث بالفعل وتصدى الجيش المصرى العظيم وافتدى المصريين عندما واجه إرهاب أشرس وأقذر تنظيم إرهابى وهو الإخوان المجرمين.
الرئيس السيسى الذى اعتاد مع شعبه على الصدق والشفافية والثقة.. لا يبيع الوهم للمصريين.. كان ومازال صادقاً معهم وعلى عهد معهم.. وعلى ثقة المصريين به لذلك فعندما يتحدث فالأمر محسوم.. فهو الذى لا يفتتح أى مشروع قبل أن يتحول إلى واقع على الأرض.. هل وجدت الرئيس السيسى يضع حجر الأساس لمشروع على الإطلاق.. يفتتح المشروع ليعلن دخوله الخدمة لتحقيق آمال وتطلعات المصريين.
رابعاً: جاء حرص الرئيس السيسى على سرد مراحل التفاوض مع إثيوبيا خلال الـ 10 سنوات الماضية.. وجسد حرص مصر على التعاون والتكامل ودعم الأشقاء وأن مصر تعترف بحق إثيوبيا فى التنمية بتوليد الكهرباء.. بل إن مصر عرضت الدعم والمساعدة وتوفير الخبرات.. وهو منهج ومبدأ ليس لإثيوبيا فقط ولكن لجميع الأشقاء الأفارقة.. وتحدث الرئيس السيسى عن وعود أديس أبابا بعدم الإضرار بحصة مصر أو المساس بمياه النيل التى تتدفق إلى مصر.. من حقكم التنمية والكهرباء.. ومن حقنا المياه.. فلا ضرر ولا ضرار.. وأن أيدينا ممدودة بالخير والبناء والتعاون والتكامل من أجل خير ورخاء شعوبنا.. لكن لا مساس بحصة مصر لمياه النيل.. ولم نحصد رغم نوايانا الصادقة وإرادتنا الحاضرة من إثيوبيا سوى المماطلة والتعنت والمراوغة والتهرب ولم نجد لديهم إرادة سياسية لإبرام اتفاق عادل وملزم وقانونى يحقق مصالح الجميع.
ما قاله الرئيس السيسى هو رسالة للعالم.. وإبراء ذمة.. وتوضيح الأمور والحقائق.. بل هناك حقائق تدخل فى كونها أسراراً لا يستطيع الإفصاح عنها.. كما أن لدينا ما لا نستطيع أن نبوح به من أوراقنا ووسائلنا وإجراءاتنا فى التعامل لضمان كامل حقوقنا.. فقد قلنا وأكدنا وحذرنا وعرضنا التعاون والدعم.. لكننا لم نصل إلى شيء ولا يمكن التفاوض بلا نهاية.
خامساً: إن مصر لديها خيارات كثيرة ومتعددة للحفاظ على أمنها القومى وأرى هذه العبارة التى قالها الرئيس السيسى بثقة واقعاً أمامي.. فمصر دولة كبيرة وعظيمة.. وهى عصب المنطقة وواحدة من أعمدة العالم.. وهى أقدم دولة فى التاريخ.. ضف على ذلك ما حظيت به من قدرات بلا حدود فى عهد الرئيس السيسى لا يتوقعها عقل ولعل إشارات الرئيس السيسى فى أحاديث ومناسبات خلال الـ 7 سنوات لو استدعاها المصريون قبل كلمة الرئيس فى «ستاد القاهرة» لاطمئنوا.. فالرئيس السيسى هو من قال «اللى هيقرب لها هشيله من على وش الأرض».. وهو من قال «العفى محدش يقدر ياكل لقمته».. و«الأسد محدش يقدر يأكل أكله».. والرئيس السيسى لديه إيمان عميق بأهمية امتلاك القوة والقدرة لحماية السلام.. والأوطان والمقدرات والحقوق والثروات خاصة ونحن نعيش فى عصر القوة.. والبقاء فيه للأقوي.. لا مكان فيه للضعفاء.. وأيضاً طبيعة المنطقة التى نعيش فيها.. وهى زاخرة بالاضطرابات والأطماع والأوهام والصراعات والتوترات ومحاولات النفوذ والهيمنة.. ولأن مصر هى مركز الثقل فى المنطقة وركيزة أمنها واستقرارها كان لابد أن  تمتلك قوة بلا حدود.. وقدرة تفوق التوقعات لضمان الوجود والبقاء.. والحفاظ على مصر وأمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها.. وأن يكون قرارها لإرادة شعبها.. وأن مقدراتها وثرواتها للمصريين ولا تستطيع أى قوة أن تفرض عليها سيناريوهات أو صفقات يعنى كلمتها من رأسها.. فمصر ليست تابعة.. وكما قلت لا تمشى فى الخلف ولا تجلس فى الصفوف الأخيرة.. بل مكانها فى المقدمة والصفوف الأولي.
سادساً: وحتى يطمئن المصريون.. أكد الرئيس السيسى أن الخيارات المصرية فى التعامل مع ملف سد النهضة.. نقررها طبقاً للموقف والظروف.. ونزن كلامنا بميزان ذهب.. تلك هى خصال وصفات ومبادئ وقواعد الدول الكبري.. فمصر ليست قبيلة أو جماعة.. ولكن دولة كبيرة وعظيمة.. تضع أهدافها وتحدد الوسائل التى تحقق هذه الأهداف.. ومصر تتعامل بمنطق الحليم إذا غضب.. وغضب القوى والقادر.. وحسم الرئيس الأمر عندما قال لن نسمح لأحد بالاقتراب من مقدرات الوطن.
ما قاله الرئيس السيسى أمس الأول يحتاج لأكثر من مقال.. لكن تناولت رسائل الرئيس التى تتعلق بمياه النيل وهى القضية التى تشغل اهتمام المصريين.. وفى كل الأحوال لدينا ثقة مطلقة واطمئنان عميق منذ اللحظة الأولى فى قدرة وقوة وشرف الدولة المصرية وحكمة قيادتها أن حقوق مصر وأمنها القومى خط أحمر.
وللحديث بقية فى باقى الرسائل فى المقالات القادمة.
 
 
تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa