الجمعة 26 ابريل 2024

سر الهجوم على المنتجات الصينية

مقالات13-7-2021 | 18:03

تداولت مواقع إخبارية منذ فترة، وجود دراسة لمنع دخول المنتجات والبضائع الصينية رديئة الجودة إلى البلاد، مع الأخذ بالمعايير الأوروبية والأمريكية المطبقة عند استيراد البضائع الصينية التي تدخل إلى السوق المحلية، وهو بلا شك طرح بالغ الأهمية، ويأتي في المقام الأول حرصا على صالح المواطن المصرى، وما يدفعه من نقود فى سلعة يرجو منها أن تكون مفيدة ونافعة له.

 

نتعامل جميعا مع المنتج الصيني بشكل دائم، فما إن تذهب إلى بائع سلعة ما، خاصة الأدوات المنزلية أو أدوات السباكة أو الأدوات الكهربائية سواء أجهزة أو قطع توصيل تيار كهربائي مثل قواطع التيار، إلا ويخيرك بخصوص بلد المنشأ سواء كانت الصين أو غيرها من البلدان.

 

منذ أربعة أعوام، كنت فى زيارة إلى الصين، وعزمت الذهاب إلى أحد المتاجر الشعبية لشراء بعض المستلزمات، وشاهدت منتجات صينية عالية الجودة مقارنة بمثيلتها التى يتم جلبها إلى مصر من نفس العلامات التجارية، وعلى أبسط تقدير مستلزمات الهاتف المحمول، إذ اشتريت سماعة هاتف ذات جودة عالية، ولا أبالغ إن قلت أنها تعمل بكفاءة حتى الآن، علمًا بأن سعرها بالعملة الصينية اليوان، يوازي ثمنها بالجنيه تقريبًا.

 

 

 

تحريت عن الأمر لدى بعض الأصدقاء المصاحبين، عن سر جودة الاسم ذاته فى الصين ورداءته فى مصر، فأخبروني أن هناك فئة من التجار المصريين، يعقدون اتفاقات تصنيع سلعة ما ولتكن سماعة هاتف مثلا، ولكنهم يطلبون من المُصنّع الصينى أن تكون بأدنى تكلفة، حتى يتم تحقيق المكسب العالى والبيع الشعبي السريع، وهو ما يعطى انطباعا بات راسخا لدى عموم المصريين برداءة المنتج الصينى.

 

 إذًا فئة قليلة من المستوردين، يطلبون هذه المستوى من التصنيع، كى يكثر الربح وتكثر عمليات التلف السريع والاستعاضة بالشراء مرة أخرى، وهكذا يدور المستهلك المصرى فى فلك العمر الافتراضي القليل، مع الجودة التي لا تذكر، وبالتالي عدم تحقق الاستفادة المرجوة له من الشراء.

 

متيقن تمامًا أن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات- وهى الجهة المنوط بها الرقابة على تلك دخول السلع من الخارج- لا تألو جهدًا فى منع دخول المنتج الرديء الى البلاد، ولكن من المهم جدا، تشديد الرقابة أكثر، خاصة فى السلع التى تمس حياة المواطن، مثل الأجهزة المنزلية أو قطع توصيل التيار الكهربائي، وهى التى قد تتسبب فى كوارث حال كانت لا تتناسب فعليا مع الأحمال المثبتة عليها، إذ يكون المدون على القطعة شيء، وفى حقيقتها شيء آخر تماما.

 

ودعوة لبعض المستوردين الذين يبتغون المكسب السريع على حساب حياة الناس، وقفة مع النفس فهذه أمانة أمام الله عز وجل سيحاسبكم عليها، وسيحاسبكم المواطن أيضا بالعزوف عن بضاعتكم الرديئة تماما.

Dr.Randa
Dr.Radwa