يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد على تطوير البنية التحتيه للدولة، شمل هذا التطوير مرفق النقل بصفة عامة، إذ قامت وزارة النقل بإنشاء طرق وكباري وأنفاق وتطوير قطارات المترو والسكة الحديد التي لم تشهد تطويرا منذ عشرات السنين، عن طريق استيراد عربات وجرارات لقطارات المترو والسكة الحديد، من أجل توفير وسيلة آمنة للركاب المستقلين للقطارات يوميا للذهاب إلى أعمالهم وكذلك الطلاب.

وشمل تطوير مرفق السكة الحديد، تغير نظم الإشارات وتحويلها من عادية إلى أتوماتيكية، وكذلك إنشاء خطوط للقطارات الكهربائية والمونوريل والـbrt، والتي تساهم في خلق وسيلة مواصلات تليق بالمواطن المصري التي يسعى الرئيس إلى تحقيقها، لكن في ظل التطوير واجه المطورون تعديات كثيرة على حرم السكة الحديد، وهي تعديات عشوائية تتسبب في وقوع الحوادث للقطارات أثناء مسيرها نظرا لأنها تبعد بمسافات قليلة جدا عن قضبان السكة الحديد، وهو ما شار إليه المتخصصون في مجال النقل أن إعادة تخطيط تلك المناطق بشكل هندسي سليم يساعد ويحد من  تقليل حوادث الطرق التي كثرت بعد الازدحام والتكدس.

البنية التحتية 

قال الدكتور محمد عياد استشاري هندسة وتخطيط الطرق، إن الحكومة بدأت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد، العمل بالتوازي في كافة مشروعات البنية التحتية من صرف صحي وتحديث شبكات الكهرباء والتليفونات، لافتا أن التحديات التي تواجهها الدولة ليست بقليلة، خاصة القضاء على العشوائيات التي طالت كل شيئ، مشيرا إلى أن صورها متعددة ومتشعبة فما صنعته العشوائية منذ عقود لا يمكن إصلاحه بين ليلة وضحاها.

وأضاف استشاري هندسة وتخطيط الطرق لـ«دار الهلال»، أن التعديات على أراضي الدولة زادت بعد ثورة يناير التي أعقبها حالة من الهرج والاستيلاء على كل ما تطاله أيادي المستغلين، مشيرا إلى أنه كانت من أهم صور التعديات هي ما تمت بالطرق العامة وأراضي نهر النيل وكذلك الأراضي الزراعية التي تم تجريفها ثم تحويلها لأراضي مباني.

استعادة الأراضي 

وأشار إلى أن الدولة أصدرت عدة قرارات حازمة وملزمة بخصوص هذا الشأن، منها التصالح مقابل دفع غرامات والإزالة واستعادة الأراضي مرة أخرى، لافتا أن الدولة على صعيد آخر قامت بإزالة العديد من المناطق العشوائية ونقل سكانها لأحياء سكانية جديدة متوفر بها جميع الخدمات دون مقابل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعد من أكبر التحديات التي نجحت بها الدولة.

وأوضح أن الدولة أصدرت قراراتها بحصر جميع مخالفات المباني والتعديلات على الأراضي الزراعية أو الأراضي المملوكة للدولة، وكذلك إزالة جميع المخالفات المقامة على طرق السكك الحديدية أو طرق مرور السيارات وإعادة تخطيط تلك المناطق بشكل هندسي سليم، لافتا أن ذلك من شأنه تقليل حوادث الطرق التي كثرت بعد الازدحام والتكدس.

تخطيط النقل وهندسة الطرق

في ذات السياق، قال الدكتور حسن المهدي أستاذ هندسة النقل والطرق بكلية الهندسة عين شمس، إن هناك علاقة وثيقة بين تخطيط النقل وهندسة الطرق والمرور، بمعنى أن استعمالات الأراضي وتخطيط المدن عنصرا مؤثرا على شبكات الطرق والمواصلات، لافتا أنه إذا كان هناك مناطق غير مخططه أو يتم تنميتها بشكل غير مدروس يؤدي إلى حدوث مشكلات في الطرق تتمثل في الازدحام المروري والاختناقات وعدم وجود أماكن كافية للانتظار وغيرها من المشكلات التي نعيشها بشكل يومي.

وأضاف أستاذ هندسة النقل والطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، لـ«دار الهلال»، أن استعمالات الأراضي والأنشطة عندما تكون مدروسة بشكل سليم تساهم في القضاء على العشوائية بكل أشكالها، لافتا أن هذه الأنشطة تعد من مولدات الرحلات مثل: تحويل المناطق السكانية لمناطق إدارية، أو تجارية، مشيرا إلى أن هذه المخططات العشوائية تصنع مشكلات في النقل والطرق، لأن المنطقة السكانية عدد السيارات التي تدخلها محدود، إما عند تحويلها لإدارية فالسيارات والكثافات السكانية والتواجد بشكل عام يحتاج إلى أضعاف المساحة المخططة للمنطقة السكانية.

البناء بشكل عشوائي 

وأوضح أن هذا ما نعانيه منذ فترة طويلة، وهو قيام بعض المستغلين بالبناء بشكل عشوائي أعلى الطرق الرئيسية أو الاستيلاء على جزء من أراضي الدولة التي كانت مخصصة لإنشاء طرق أو مرور سيارات أو حتى خط سكة حديد كما حدث أمس في حادث قطار حلوان، مشيرا إلى أن كل هذا له ضرر شديد على شبكة الطرق والنقل، وبالتالي حدوث المشكلات التي نشاهدها من ازدحام واختناقات وحوادث.

اقرأ أيضًا: 

بعد إصابة 8.. السكة الحديد: انتظام حركة سير القطارات عقب تصادم قطار الإسكندرية

إصابة 3 أشخاص في تصادم قطار بالإسكندرية

الصحة تكشف الأعداد النهائية لمصابي حادث قطار الإسكندرية