يعتبر مسجد سادات قريش الواقع بالشارع الجديد بمركز ومدينة بلبيس من أهم معالم العمارة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه يعد معلم من معالم محافظة الشرقية، حيث أنه ليس أول مسجد بني في مصر بل أول مسجد بني في أفريقيا، والذى شيد قبل مسجد الصحابي عمرو بن العاص بالقاهرة. بني المسجد في البداية بطريقة بسيطة وبدائية حيث تم اقتطاع مساحة مستطيلة من الأرض، وشيدت جدرانه من الطوب اللبن، وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلاً من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي.

 فهو عبارة عن مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية، ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، بالإضافة إلى أنه يوجد من داخل المسجد 18 عمود رخام فسفوزي، 16 في الوسط، واثنين في القبلة، والتي تزيد مساحته عن 2000متر.

وتعتبر مأذنته من الآثار النادرة، وتم ترميم المسجد في العهد العثماني على يد الأمير مصطفى الكاشف عام 1200 هجريا. يرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى دخول العرب الفاتحين مصر أثناء الفتح العربي الإسلامي وبعد دخول الصحابي عمرو بن العاص مدينة العريش ووصوله إلى مدينة بلبيس، وقد رابط هناك شهر ودارت معركة طاحنة بينه وبين جيش الروم والتي سميت "معركة بلبيس" سنة 18 هجريا، والتي إنتهت بسقوط ألف وأسر ثلاثة آلاف جندي من جيش الروم.

كما استشهد ما يقرب من 250 مسلم منهم 40 صحابيا و210 من التابعين من سادات قريش، وبعد انتهاء معركة بلبيس، أقدم الصحابي عمرو بن العاص على بناء المسجد على أثر قصر الحاكم الروماني، ليؤدي الجنود صلاتهم فيه. أطلق عليه مسجد سادات قريش نسبة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جاءوا مع الفتح الإسلامي لمصر وتكريما وتخليدا لذكري الشهداء.