الإثنين 10 يونيو 2024

جدل لا ينتهي.. زيارة أضرحة الأولياء الله بين الإباحة والإثم

أضرحة أولياء الله الصالحين

تحقيقات29-5-2021 | 13:28

إسراء خالد

على الرغم من مرور سنوات طويلة، من الجدل بشأن مدى شرعية زيارة قبور الأولياء، والتبرك والتوسل بها إلى الله سبحانه وتعالى، وحسم بعض الفتاوى لهذه المسألة باعتبارها من الآثام، فإن الجدل مازال مشتعلا دون أن يجد من يخمده بشكل نهائي. 

ويزور البعض أضرحة أولياء الله الصالحين، بنية أخذ البركة منهم، والتوسل بهم في الدعاء إلى الله تعالى، نظرا لمكانتهم الكبيرة عند الله، وهو ما يرد عليه رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور عبد الباسط خلف، بأن الله تعالى قال ادعوني أستجب لكم، دون أن يشترط وضع وسطاء، في حين قال الوكيل الأسبق لوزراة الأوقاف، الشيخ محمد عز الدين، إن زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين ليست إلا مجرد زيارة لقبور مسلمين، يجب أن تكون بهدف الاتعاظ بهم، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة".

إثم كبير

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الباسط محمد خلف، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين، لا يجب أن تكون بنية أخذ البركة، أو اتخاذهم وسيطا عند الله، فالولي ينفع في حياته فقط، أما بعد موته فضريحه لا يفيد، ولا ينفع.

وأوضح عبد الباسط في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن زيارة الأضرحة وشد الرحال إليها، ليست إلا زيارة لقبور مسلمين، والدعوة لهم، والاتعاظ بهم، وإننا عاجلًا أم آجلًا سنكون محلهم، لكن الذهاب إلى الأضرحة بنية الدعاء بهم إلى الله، لا يجوز، فالله تعالى قال: "ادعوني أستجب لكم"، ولم يقل إننا لا بد أن نذهب إلى ضريح أحد الأولياء الصالحين، أو أن نتخذ وسيلة أو وسيطا بيننا وبين الله، حتى تكون الدعوة مستجابة. 

وأشار إلى أن المتوفى لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرا، مضيفا: "كيف نزور أضرحة أولياء الله الصالحين، بنية انتظار النفع منهم، والتوسل بهم في الدعاء، فالمسلم لا ينفعه إلا عمله في الدنيا، وعندما يموت ينقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

وشدد على أن الذهاب إلى أضرحة أولياء الله الصالحين، بنية قدرتهم على أن ينفعوا لا يجوز شرعًا، ويعد أحد أبواب الشرك بالله، من خلال الاعتقاد بأن هناك من يقدر على أن ينفعنا ويضرنا غير الله.

الاتعاظ من زيارة القبور

بدوره قال الشيخ محمد عز الدين، وكيل أسبق وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، إن زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين، ليست أكثر من مجرد زيارة قبور، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكركم بالأخرة"، أي أن زيارة القبور تكون لعظة الأحياء.

وأوضح عز الدين في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن زيارة القبور تكون بهدف السلام على المتوفى، والاتعاظ به فقط، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، أنتم السابقون، ونحن إن شاء الله تعالى بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية"، أي أن زيارة أي قبر تكون بهدف تذكيرنا بالآخرة، والدعوة للمتوفي بالمغفرة والرحمة.

بركة أضرحة أولياء الله

وأشار إلى أن زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين، لا يجوز أن تكون بهدف أخذ البركة عنهم كما يعتقد البعض، فالبركة من الله، ولا نافع غير الله، فكل ما يصيبنا هو من عنده سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن التوسل بأولياء الله الصالحين في الدعاء لا يجوز. 

الاكثر قراءة