الجمعة 26 ابريل 2024

الأزمة التشادية وتداعياتها على ليبيا

مقالات22-4-2021 | 00:11

تعانى أكبر خامس دولة إفريقية من حيث المساحة من سلسلة من الأزمات المتلاحقة انتهت بمقتل رئيس دولتها "إدريس ديبي" مما ينذر بخروج الأزمة خارج حدود الدولة التشادية، بل ويؤثر سلبا على دول الجوار المحيطة بها.

فإذا نظرنا إلى السودان فمن المتوقع خروج حركات التمرد فى دارفور من تشاد وعودتها إلى الإقليم المضطرب فى السودان، ففى السابق استغلت حركات التمرد فى دارفور علاقاتها مع الرئيس التشادى "إدريس ديبي" ودعمه لهم بجعل تشاد قاعدة خلفية لشن هجماتهم على السودان، كما رد النظام السودانى وقتها بدعم المتمردين التشاديين ومنحهم ملاذًا آمنا فى الأراضى السودانية للهجوم على القوات الحكومية التشادية، وبالتالى فإن الوضع الحالى سوف يؤثر كثيرا على السودان.


هذا بالإضافة، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية حيث أن كثرة الاضطرابات تؤثر على وصول قوات الاتحاد الأوروبي إلى شرق تشاد لتسهيل المساعدات الإنسانية التى تصل إلى الأعداد الكبيرة من اللاجئين والنازحين من دولة السودان وأفريقيا الوسطى وغيرهم.

إلا أن أكثر الدول تضررا بهذه الأزمة هى الدولة الليبية فهناك تداخل بين الحدود الليبية التشادية، وهذا التداخل زادت وتيرته في فترة الثمانينات وقد أثر هذا على التركيبة السكانية فى جنوب ليبيا والتي شهدت موجات نزوح كبيرة وزادت أكثر مع حالة الانفلات التى شهدتها ليبيا منذ عام 2011، استغلت فيها المعارضة التشادية هذا الانفلات وجعلت ليبيا قاعدة خلفية للصراع التشادى سيطرت من خلالها على بعض المناطق بالإضافة إلى امتلاك الأسلحة والأموال، ذلك بسبب عدم التواجد الأمنى القوى مما أعطى الفرصة لنمو العناصر الإرهابية مثل داعش والمعارضة التشادية إلى الحد الذى قد يصل إلى تقسيمه أو السيطرة عليه بشكل معلن من الجماعات المتطرفة.

ولذلك فإن الصراع الحالى فى تشاد خاصة بعد مقتل الرئيس "إدريس ديبي" ينذر بتداعيات خطيرة على ليبيا، حيث يحاول فيها الطرف المهزوم الهروب بأعداد كبيرة إلى ليبيا مما يزيد من شدة الفوضى فى الجنوب الليبي الأمر الذى سوف يحول ليبيا إلى نقطة ارتكاز ونقل للمقاتلين، وليس فقط معبرا أو ممرا للهجرة. وبالتالى يتسلل الأثر إلى المنطقة بالكامل خاصة في ظل تحركات من عناصر داعش فى شمال النيجر إلى جانب اختراق بوكو حرام فى جنوب الساحل الإفريقي مما يتطلب توحيد الجهود بين دول شمال إفريقيا ودول الساحل وجنوب الصحراء لمواجهة هذه التداعيات الخطيرة. 

 

- مدرس كلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة وعضو مجلس النواب
 

Dr.Randa
Dr.Radwa