الجمعة 26 ابريل 2024

الألقاب والعلوم الزائفة

أخرى5-1-2021 | 11:56

لا تنخدع فليس كل ما يلمع ذهبا، خبراء ليلا ونهارا في الإعلام، ألقاب هنا وهناك معالي السفير والدكتور وافضل شخص ملهم ومؤثر ألقاب وألقاب، خبير الأبراج وخبير الذوق والاتيكيت ومستشار في الإدارة... إلخ.. ألقاب ومسميات وهمية صناعها الجهلاء لتحقيق أطماع أنصاف المتعلمين في ألقاب بدون تعب ولذلك مئات الآلاف من خريجي الجامعات ولا تطور مهني أو علمي حقيقي في العالم العربي .

العلم ليس قيمة للتباهي والتفاخر وليس معيار للمستوى الاجتماعي، العلم قيمة وشغف يحقق بالبحث والاطلاع المستمر والاجتهاد إلى جانب الخبرات والتجارب قبل الشهادات مزيفة المضمون وما أكثرها في العالم العربي الذي يشهد غسيل شهادات ممنهج كغسيل الأموال تماماً .

فالتميّز والنجاح الحقيقي لا يحتاج إلى ألقاب وشهادات مزيفة، فالمجتمع الواعي يجب أن يكون مستوى تقديره بالتميز العلمي والنجاح والإنتاج الفكري والثقافي هذا هو المعيار الوحيد والعادل للتقدير وليس الألقاب .

فهناك الكثير من الاعتقادات العلمية الزائفة وغير الحقيقية وخصوصاً المتعلقة "بالفلك والطب البديل والعلاج بالأعشاب والعلاج الطبيعي والعلاج بالطاقة" وهو ما أدى إلى ظهور مصطلح "العلم الزائف" Pseudoscience  للتعبير عن الظواهر والتفسيرات غير العلمية والتي تؤدي بشكل إلى نشر قيم الجهل والتخلف ونشر الشائعات والمعلومات المغلوطة في المجتمع .

ما قيمة وفائدة استضافة منجمة في قناة شهيرة تتحدث عن توقعات وخرافات وليس لها أي علاقة بعلم الفلك الحقيقي، للسؤال عن التوقعات وجلب الحبيب وإيذاء الغريب؟ هل هذا يليق بأمة كانت رائدة في علوم الفلك وكافة العلوم من آلاف

السنين، ما هي نتيجة تعظيم قيم هؤلاء الأشخاص في المجتمع وهم بلا علم حقيقي .

كما انتشر في الفترة الأخيرة تكريمات وهمية من منظمات مجتمع مدني بأسماء تشبه منظمات دولية كبرى بألقاب وهمية دون أي سند علمي أو مساهمات حقيقة ليس أكثر من مجرد شراء تكريم في حفل مدفوع الأجر بوجود إعلامي!، على سبيل المثال جائزة أفضل لاعب في العالم هي جائزة معتمدة من الجهة المنظمة وهي الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ولها معايير في التصويت والاختيار وبنسب محددة، ولكن ما جدوى أن تقوم منظمة مجتمع مدني صغيرة بتنظيم حفل مماثل لإعطاء جوائز وهمية لمجرد زيادة دخلها من هذا الحدث.

كما أن هذا بخلاف فوضي الألقاب "باشوية وبكوية" والتي انتهت بشكل رسمي منذ عام 1952 ولا يزال الكثير يستخدم تلك الألقاب حتى الآن وهي محظورة بنصّ الدستور الحالي الصادر في عام 2014 في المادة (26) على حظر الرُتب والألقاب المدنية، التخلي عن تلك الألقاب يحتاج إلي تغيير جذري في ثقافة المجتمع فالألقاب ليست ليس شرطاً للاحترام والتقدير .

    Dr.Randa
    Dr.Radwa