الأحد 5 مايو 2024

خريف الغضب.. هل هاجم محمد حسنين هيكل "السادات" بعد اعتقاله؟

فن25-12-2020 | 13:17

ربما تساءل الكثير من الناس عن كتاب "خريف الغضب"، هل كتبه محمد حسنين هيكل كتصفية حسابات مع السادات، بعدما أعتقله في خريف عام 1981، أم كان مجرد كتاب لتوثيق أحداث هذه الفترة - كما قال هيكل نفسه!


"خريف الغضب" كتاب من تأليف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، نُشر لأول مرة عام 1983 بعد خروج هيكل من المعتقل وبعد اغتيال السادات بعامين أو أكثر بضعة شهور، والكتاب يحكي وقائع بعينها قام بها السادات وتحديداً وقائع فترة 1981، حيث اعتقال السادات لعدد كبير من المفكرين والكتاب من كافة التيارات تحديداً الناصريين واليساريين الذين واجهوه بحملة معارضة واسعة أثر عودته من اتفاق كامب ديڤيد وهو ما لم يتوقعه السادات وقتها.


يقول محمد حسنين هيكل في مقدمة كتابه "خريف الغضب"، بأن فكرة هذا الكتاب بدأت منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في 3 سبتمبر 1981 أي قبل اغتيال السادات بشهر تقريباً، وكتب هذا الكتاب لأنه وجد حوله في السجن كثير من سجناء الرأي الذين يمثلون الرموز الحية لأهم التيارات السياسية والفكرية المؤثرة في مصر.


وهيكل كان مقتنعاً بشكل كبير، أنه يعيش في مجرد "دراما" سوف تصل إلى نهايتها في يوم من الأيام وبشكل من الأشكال، وأنه كصحفي قد يكون مطالباً برواية قصتها قبل غيره، وهو ما برر به هيكل هجوم الكثير من النقاد والسياسيين على كتابه. 


"خريف الغضب" برمته لا يمثل هجوما على السادات ولا على فكره ولا حتى يحكي سيرة حياته رغم إلقاء الضوء من قبل هيكل على بعض النقاط في حياة السادات كمجتمعه وتعليمه، وكذلك ضم الكتاب بعض القضايا الدينية والاقتصادية وعن الفتن الطائفية وغيره من الأمور والنقاط، حتى وصل هيكل لنقطة محورية وهي اغتيال السادات عام 1981، بالإضافة إلى كل ذلك ضم الكتاب رسالة توفيق الحكيم إلى هيكل، بعد صدور كتابه "خريف الغضب" والتي رفضت الأهرام نشرها، ومن ثم رد هيكل عليها.


ويؤيد هذا، الكاتب حازم عوض في كتابه "الأستاذ يتصرف"، فيقول: "لم تكن في کتاب "خریف الغضب" كلمة إساءة واحدة ضد أي إنسان، وإنما کان عرضاً وتحليلاً لشخصيات، وتیارات، وسیاسات، واتجاهات، وقوى الداخل والخارج. لكن البعض تصوروا أن ظهور الكتاب فرصة سنحت أخيراً لتصفية كل الحسابات مرة واحدة، واستغلت عبارات مبتورة من الكتاب، ومحاولات للغوص في أعماق النفس البشرية، أخرجت من سياقها، ومن مضمونها، وبعيداً عن هدفها، ثم راحت الطاحونة تدور لثلاثة أشهر أو أربعة، عاصفة لا تهدأ، كأن صواعق بالكلمات، والرسوم، حلقات بعد حلقات، يوما بعد يوم، السماء كلها انقضت مرة واحدة. بل وصل الأمر أن قام الدكتور فؤاد زکریا بكتابة کتاب کامل بعنوان "كم عمر الغضب"؟ "هيكل وأزمة العقل العربي". والذي حمل فيه بشدة على "هیکل" وكتابه "خریف الغضب" واتهمه اتهامات خطيرة".