الجمعة 26 ابريل 2024

من هنا تبدأ الحكاية

أخرى22-12-2020 | 21:57

منذ رفض السلطان العثماني الاستجابة لمطلب الصحفي اليهودي هرتزل بمنح اليهود حق الهجرة إلى أرض فلسطين وإصداره فرمانا يمنع هجرة اليهود إلى الأراضي المقدسة، تيقن اليهود الصهاينة أن ضعف الأمة الإسلامية يكمن في تفتتها إلى دويلات حتى لا تتجمع على قرار يوم ما فقد كانت الدولة الإسلامية على مدى اتساعها يؤخذ فيها القرار وتدار بمعرفة شخص الخليفة والسلطان عقب استشارة كبار العلماء، فعملت العناصر الاستخباراتية الصهيونية على تفتيت الأمة الإسلامية وتجزئتها إلى دويلات من خلال تحريض حكام الولايات العربية بالتمرد على السلطان عبدالحميد وقد نجحت بريطانيا في خداع الشريف حسين بوعدة بتنصيبة حاكما على الجزيرة العربية مقابل إعلانه الثورة ضد الأتراك باسم العرب جميعا، ومن خلال مراسلات حسين مكماهون (1915) التي عملت خلالها على تعظيم وتمجيد الشريف حسين لإقناعه وتنفيذ مخططاتها بالمنطقة.. وهذا ما تضمنته إحدى هذه المراسلات بتاريخ 30 أغسطس 1915 إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار و فرع الشجرة المحمدية والدوحة القرشية الأحمدية صاحب المقام الرفيع والمكانة السامية السيد بن السيد والشريف بن الشريف السيد الجليل المبجل دولتو الشريف حسين سيد الجميع - أمير مكة المكرمة قبلة العالمين ومحط رجال المؤمنين الطائعين عمت بركة الناس أجمعين، حيث وعدته المخابرات البريطانية من خلال تلك المراسلات بالاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء الأتراك.

 

نشرت جريدة (القبلة) بيانا رسميا برفع العلم العربي ذي الألوان الأربعة ابتداء من ( 9 شعبان 1335 الموافق 10 يونيو 1917) وهو يوم الذكرى السنوية الأولى للثورة إلا أن بريطانيا نقضت عهدها للعرب وتقاسمت المنطقة مع كل من فرنسا وإيطاليا عقب تجزئتها ورسم الحدود والقيود على تنقل المواطنين فيما بينها، كما تمت المصادقة على اتفاقية سايكس بيكو ومن ثم وعد بلفور لتكريس الوجود الصهيوني في فلسطين وفصل الأخيرة عن محيطها العربي.

 

منذ ذلك التاريخ تفتت الأمتين العربية والإسلامية ولم تجتمع على قرار موحد في أي قضية من القضايا المصيرية التي تواجه الأمتين وهو ما ساعد على إضعافها سياسيا واقتصاديا بالرغم مما تمتلكه من ثروات ومصادر الطاقة.


    Dr.Randa
    Dr.Radwa