الجمعة 26 ابريل 2024

اقتصاديات الصحة وانتشار فيروس كورونا

أخرى15-12-2020 | 09:45

 إن أزمة انتشار فيروس كورونا أثبتت بلا شك أن العالم يتغير بشكل أو بآخر، وإن هناك العديد من الشواهد غير المتوقعة تؤكد ذلك، ولعل أبرز الأمثلة التي تدل على ذلك التعامل الهش من دول الاتحاد الأوروبي في معالجة الأزمة بالشكل المطلوب وذلك بعد أول أزمة حقيقية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث وقف الاتحاد الأوروبي يشاهد تفشي الفيروس في إيطاليا وهو ما أدى بشكل مباشر إلى انهيار اجتماعي واقتصادي.

 بينما لم تقدم الولايات المتحدة الأداء المطلوب في إدارة الأزمة وهو ما انعكس علي عدد الوفيات وعدد الإصابات في الولايات المتحدة.

 وعلى العكس تماماً أظهر المجتمع الصيني انضباطا كبيرا في مواجهة انتشار الفيروس وخصوصاً في ظل التعداد السكاني الكبير جداً.

 كل هذه التغيرات تؤكد أن عالم ما بعد كورونا لن يكون هو بأي حال من الأحوال العالم، وبذلك يمكن القول هل ستتغير موازين القوى الدولية؟ ما هو شكل التكتلات السياسية والاقتصادية بعد ما قدمه "الاتحاد الأوروبي" لعلاج أزمة كورونا .

كما أن الأزمة أظهرت بشكل كبير ضعف بعض النظم الصحية لكثير من الدول المتقدمة هو أمر محل دهشة واستغراب ولابد من تحديد السبب ودراسة تأثير ذلك حيث تسبب هذا الضعف في رفع معادلات الوفيات، وهو ما أدى إلى طلب بعض الدول إلى تقديم حوافز لتسهيل هجرة وانتقال الكفاءات الطبية لسد العجز في ظل ارتفاع معدلات إصابات فيروس كورونا.

 كما أن الانتشار الكبير للفيروس حول العالم فتح باب التفكير حول كل العادات الشاذة والغريبة من طعام وممارسات ثقافية واجتماعية وجنسية شاذة من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى تدمير البشرية، صحيح أن هناك اختلاف حول سبب ظهور فيروس كورونا ولكن لا يمكن إغفال أبدا أن المواطن العالمي في ظل العمولة يتأثر بكل ما يحدث في أي مكان في العالم وقد يصل التأثر إلى الحياة الشخصية بشكل مباشر فعامل الإنتاج البسيط في معظم المصانع في العالم تأثر بشكل مباشر بما حدث من انتشار الفيروس في ووهان بالصين، لأن ببساطة التكافل والتزام المجتمعات هو أساس الخروج  من أي أزمة .

اقتصاديات الصحة من التخصصات الاقتصادية الفرعية فهو فرع من فروع علم الاقتصاد يبحث في كيفية تطبيق أدوات علم الاقتصاد على قضايا الرعاية الصحية وتأثير ذلك على الحياة الاقتصادية والكفاءة الاقتصادية، بالإضافة إلى تحليل كافة القضايا الصحية من حيث تأثير كل منها في العرض والطلب وفي كفاءة توزيع الخدمات الصحية بعدالة وفي تحديد تكاليف وعوائد هذه الخدمات الصحية .

 ويمكن القول إنه زادت أهمية اقتصاديات الصحة في الوقت الحالي بسبب انتشار جائحة كورونا، تفتخر كل بلد بما تقدمه من تكنولوجيا  لتصنيع وتسويق لقاح يساهم في مساعدة البشرية لإنهاء جائحة كورونا، حيث يترقب العالم إنتاج وتوزيع لقاح كورونا.

 وفي مدينة ماينز الألمانية مقر شركة "بيونتيك" وهي شركة صغيرة والتي تعاونت مع شركة فايزر الأمريكية العملاقة لإنتاج لقاح جاري توزيعه على دول العالم.

 كما أنتجت الصين لقاح سينوفارم وقد حصلت مصر بالفعل على الدفعة الأولى من اللقاح حققت اللقاح في تجاربه الأولى والثانية لكورونا فعالية بنسبة 90%.. فيما أعلنت روسيا عن وجود لقاح "سبوتنيك V" ضد فيروس كورونا وأعلنت أنه يتجاوز اللقاحات الأخرى في العالم من حيث مدى السلامة والفعالية إلى جانب قله التكلفة بالنظر إلي اللقاحات الأخرى في العالم.

بلا شك هناك صراعات بين الغرب والشرق على إنتاج اللقاح ليس فقط من جانب إنساني بل من جانب اقتصادي فالدول التي تملك العلم والمعرفة فقط هي التي تسابق الزمن لإنتاج اللقاح وتسويقه عالمياً .

فهناك مؤشرات صحية يهتم بها فرع اقتصاديات الصحة تتعلق بمتوسط العمر المفترض ومعدل الوفيات إلى جانب جودة الأنظمة الصحية وتقديم الخدمات الصحية العامة، والرعاية الصحية إلى جانب تمويل برامج الرعاية الصحية وكل ذلك يصب في الارتقاء بالصحة وتحسين مستوي المعيشة وكل هذا ينعكس علي مؤشرات الاقتصاد الكلي، العالم بعد أزمة كورونا بلا شك سيكون للبحث العلمي والعلوم الطبية دوراً أكبر واستثمارات أفضل على الأقل لضمان عدم تكرار أزمة كورونا.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa