الجمعة 26 ابريل 2024

الذكاء الاصطناعي والتنمية الاقتصادية في مصر

أخرى24-11-2020 | 11:47

الابتكار والابداع هو نفط الاقتصاد في المستقبل ، بل واصبح الابداع والابتكار أهم مورد للتنمية الاقتصادية ؛ فبالابتكار يمكن تقديم حلول للمشكلات الاقتصادية تساهم بشكل مباشر في تنمية المجتمع حتى وأن كانت الدولة بلا موارد طبيعية كافية ، كما أن التأثير السلبي للاقتصاد العالمي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد أكد ضرورة الاهتمام بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وخصوصاً في بعض المجالات حرصاً علي التباعد الاجتماعي، وفقاً لتقرير مؤسسة «برايس ووتر هاوس » من المتوقع أن يساهم الذكاء الصناعي في زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تقترب من  14% حتى حلول 2030، بما يساوي 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بل ويري البعض أن هذه الارقام قد تتضاعف أكبر من ذلك بكثير بسبب خطط الصين الصناعية الطموحة والحرب التجارية بينها وبين الولايات المتحدة.


ويمكن القول أن الاقتصاد في المستقبل سيتعمد بشكل كبير علي ادوات رئيسية مثل" ريادة الاعمال وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة والطباعة ثلاثية الابعاد " وكلها أدوات نابعة من الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح هذا المصطلح مطروح وبقوة وذلك لتأثيرة المباشر في مفهوم الاقتصاد والصناعة في العالم ، ويمكن ببساطة القول أن الذكاء الاصطناعي Artificial   intelligence هو عملية محاكاة الذكاء البشري عبر أنظمة الكمبيوتر مع معالجة البيانات الضخمة في محاولة لتقليد سلوك البشر ونمط التفكير واتخاذ القرار بشكل مناسب ، في حين يري الكثير أن الذكاء الاصطناعي خطر علي البشرية ويهدد فرص العمل وسيزيد البطالة وهو الوجه الاخر للذكاء الاصطناعي، وتتعدد صور الذكاء الاصطناعي ، فمحركات البحث في الانترنت هي نوع من انواع الذكاء الاصطناعي ، وماكينات الصرف الآلي المصرفية atm هي نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي وحتى استخدام أجهزة الموبيل، هو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي وبالتالي التطبيقات الحالية للذكاء الاصطناعي أصبحت متنوعة وهذا سيعمل على تغيير مجري الاقتصاد العالمي في المستقبل الأمر الذي جعل دولة الإمارات وهي أول دولة في العالم تقوم بإنشاء وزارة للذكاء الاصطناعي ، مصر تحاول مصر الآن السعي للالتحاق بركب التقدم العلمي والتكنولوجي ، وقامت بعده خطوات على الطريق الصحيح لمواجهة تحديات المستقبل في ظل تطور الاقتصاد العالمي ، حيث بذلت الدولة جهود في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقة في مصر ، حيث جاري الآن وضع استراتيجية قومية للذكاء الاصطناعي في مصر حيث يجري الآن الإعداد بشكل مفصل لخطة وطنية للاهتمام والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مصر ، فمصر تمتلك كوادر علمية وبشرية مميزة ولكن يبقي الأهم هو تحفيز بيئة الوطنية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، كما وافق مجلس الوزراء المصري في 21 نوفمبر2019 ، على مشروع قرار بإنشاء مجلس وطني للذكاء الاصطناعي يتبع رئاسة مجلس الوزراء ويسمى "المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي"، ويختص المجلس بوضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والإشراف على تنفيذها ومتابعتها، كما تم إنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعى فى مصر في جامعة كفر الشيخ والتى تم انشاءها بالتعاون مع جامعة حمدان الذكية بدولة الإمارات العربية والمتحدة، كمايجري حاليا إنشاء أكاديمية متخصصة بالعاصمة الإدارية الجديدة في نفس المجال ، كما بدأت الجامعات المصرية في بانشاء حضانات في هذا المجال حيث اعلنت جامعة الإسكندرية تدشين حاضنة للذكاء الاصطناعي ، كما أن مصر ووفقا ً لوزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار تعمل حالياً علي إنشاء قاعدة بيانات شاملة للخبراء والعلماء المصريين المتخصصين فى مجال الذكاء الاصطناعى ، أيضا وزارة الاتصالات تقدم تعاون فني وتقني مع دول القارة الأفريقية فى مشاريع التحول الرقمى مما يمثل فرصة عظيمة لنمو الأعمال الخاصة بالذكاء الاصطناعى.


فهناك جهود بالفعل لا يمكن اغفالها ، ولكن الطريق طويل للغاية وليس بالسهولة الكفاية واذا تم استغلال أفكار الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات القومية سيؤدي ذلك في النهاية إلى حدوث تطوير جذري في مستقبل مصر.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa