الخميس 25 ابريل 2024

فيروز ومزاجها العالمي.. 50 أغنية معربة بعضها يعد من أشهر أعمالها

فن20-11-2020 | 22:46

غنت على موسيقى بيتهوفن وموزار وهاندل وبيزيه وشوبرت

عربت أعمال لشارلي شابلن وإديث بياف وإيف مونتان

جان فرنسوا ميكائيل يغني حبيتك بالصيف

في اليونان سرقوا اغنية " نسم علينا الهوى" وفي تركيا "طريق النحل"

شاكيرا تغني "أعطني الناي" وأديل "كيفك إنت"

مادونا تعتدي على ترنيمة "اليوم علق على خشبة"

 

في بدايات فيروز والأخوين رحباني وتحديدا منذ عام 1950 وحتى عام 1957، قام الأخوان رحباني بتعريب عشرات الأغاني الأجنبية الراقصة وغير الراقصة وسجلتها فيروز بصوتها ولاقت في وقتها رواجا كبيرا، في العام 1937 خصصت الإذاعة المصرية ركنا للاغاني الأجنبية الراقصة المعربة ، فقد كانت موجة التانجو والسامبا والرومبا وغيرها من الايقاعات اللاتينية تجتاح العالم.

ومن الاذاعة المصرية انتقلت العدوى إلى إذاعات أخرى في المنطقة، من بينها إذاعتا "بيروت" و"الشرق الأدني" حيث كان يعمل الأخوان رحباني وفيروز وهناك قاما بتعريب وتوزيع وإعداد تلك الأعمال.

 
ومن هذا الركن انطلق صوت فيروز بعشرات الأغاني الأجنبية الراقصة المعربة، حتى لقبت بالمطربة الراقصة، ويصعب حصر عدد تلك الأغاني بسبب ضياع أرشيف إذاعة "الشرق الأدنى" بعد غلقها في عام 1956، وهي إذاعة كانت أطلقتها بريطانيا من مدينة يافا الفسطينية في عام 1942.

ونقلت ذلك الإذاعة ستديوهاتها إلى مدينة بيروت بعد نكبة فلسطين بأعوام قليلة، ومن بيروت انطلق صوت فيروز عبر أثير تلك الإذاعة بأغانِ فرنسية وبريطانية وإيطالية وهنجارية وإسبانية وأمريكية، وعدد أكبر من أغاني أمريكا اللاتينية خصوصا أعمال ملك التانجو الموسيقار الأرجنتيني إدواردو بيانكو التي سجلت تحت قيادته مع الفرقة الموسيقية في إذاعة الشرق الأدني مجموعة من تانجوهاته الشهيرة بعد قيام الأخوين رحباني بتعريبها، من بينها "عند الأنهار" و"من غيرنا في الليالي" و"من هنا حبنا مر" و"ع طريق حماك".


ومن الأعمال المعربة أيضا أغاني: "يا شاطئ الأغاني" و"يادار بتلوح ع جبال" و" بكى هواك " و"يا أسمر شوخلاك" و"قمر السماء" و"شوبيصير" و" تراه مرفرف الدلال" و"ما أحلاه" و"يامن تغني" و"مايا عند الغدران" و" ضاعوا منا ليالي هنا" و"ماروشكا" و" القمر الوردي" و" ياغنية غنيناها" و"ياشمس بلادي" و" قمر السماء" و" لي هواك لي" و"عالوما اللوما" المأخوذة عن لحن أغنية قدمها شارلي شابلن في فيلم "العصور الحديثة".


ويذكر الدكتور محمود زيباوي الباحث اللبناني أن فيروز غنت في تلك الفترة الأغنية الفرنسية " les feuilles mortes" بكلمات عربية فصحى للاخوين رحباني، قبل أن تعيد غنائها مطلع الألفية الثالثة بكلمات وتوزيع زياد رحباني، كما غنت كذلك على الأرجح  أغنية المغنية الفرنسية الكبيرة إديث بياف "la vie en rose " ، وقد أعاد الأخوان رحباني تقديمها بصوت المطربة رونزا عام 1979 ضمن المسلسل التليفزيوني "ساعة وغنية".


وخلال زيارة فيروز والأخوين رحباني لمصر عام 1955، سألت مجلة "أهل الفن" عاصي الرحباني، في عددها الصادر بتاريخ الثلاثين من يوليو من ذلك العام سألته عن فلسفته من ترجمة الأغاني الافرنجية وتعريبها، وهل ذلك يعد نوعا من الاقتباس، فأجاب عاصي :"من قديم وهناك محاولات لتعريب الأغاني ، ولكنها لم تنجح لأن المترجمين كانوا غير موسيقيين ،فكانت تترجم بكلام غير موافق للتقطيع الموسيقي ، ولما كنا على دراية بالشعر وأصول الموسيقى تمكنا من نقل الاغنية كما هي بكلام يوافقها ،وأظن أننا أدينا للمستمع العربي خدمة جليلة ، عندما نقلنا إليه بصدق كثير من الألحان الأجنبية ".

 

في حقبة الستينات تراجعت كثيرا فكرة تقديم فيروز لأعمال عالمية معربة إلا في أضيق الحدود، ربما لأنها الحقبة الذهبية لإنتاج فيروز والأخوين رحباني الفني على صعيد المسرح الغنائي والأغنية الفردية.

قدمت فيروز في تلك الحقبة عددا قليلا جدا من تلك النوعية، في منتصف الستينات قدمت ضمن إسطوانة "الميلاد" ثلاثة ترانيم معربة عن أعمال عالمية هي " صوت العيد" المأخوذة عن أغنية 
"silent night"  و"ليلة عيد "  المأخوذة عن أغنية " jingle bells "   و"نجمة عيد" المأخوذة عن " les anges dans nos capmagnes "  ، وفي السهرة التليفزيونية "القدس في البال " عام 1967 أعادت تقديم أغنية "أومن" المأخوذة عن الاغنية البريطانية " i believe " وكانت فيروز قدمتها في نسخة مختلفة من جهة النص في منتصف الخمسينات مع الأخوين رحباني.


في السبعينات قدمت فيروز عملين فقط الأول هو أغنية "يا أنا يا أنا"  ضمن مسرحية "ناس من ورق" عام 1972، ولحن الأغنية مأخوذ من السيمفونية الأربعين  لموتسارت، ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي يلجأ فيها الاخوين رحباني وفيروز للموسيقي الكلاسيكية الأوروبية، ففي الخمسينات غنت فيروز كلمات من شعر الاخوين رحباني على موسيقي سوناتا "البتاتيك" لبيتهوفن ، وحملت الأغنية إسم "عهدا لنا" وجرت محاولة لتسجيل الاغنية نفسها في نسخة جديدة منتصف الستينات لكن للأسف لم تكتمل المحاولة للأسف ، وأعاد الأخوين رحباني تقديم الاغنية نفسها بصوت رونزا عام 1979 ضمن المسلسل التليفزيون "من يوم ليوم" في الجزء الثاني منه ، تحت عنوان " كنا سوا" ، وتسجيل العمل بصوت فيروز لايزال مفقودا .


وضمن أغاني مسرحية " لولو" عام 1974 قدمت فيروز ثاني وأخر عمل لها في السبعينات مقتبس عن لحن غربي وهي أغنية "كانوا ياحبيبي" من كلمات وإعداد وتوزيع الأخوين رحباني كما في كل الأعمال السابقة ، الأغنية مأخوذة عن عمل للموسيقار الروسي لييف كنبير.


بعد إافصالها عن الأخوين رحباني وبعد مرور نحو ثلاثة عشر عاما ، وفي عام 1987 قدمت فيروز أغنية " لبيروت" ضمن ألبوم "معرفتي فيك" ، المأخوذ لحنها من كونشيرتو  " Concierto de Aranjuez" للموسيقي الإسباني يواخين رودريجو ، وكان المغني الفرنسي  ريشار أنطوني قد سبق فيروز بأن وضع كلمات على موسيقي الكونشيرتو وقدم بها أغنيته المشهورة عالميا   mon Amoure""  في عام 1969 ، أغنية فيروز كتب كلماتها الشاعر جوزيف حرب وأعدها ووزعها الفنان زياد رحباني .

في ديسمبر من عام 1986 قدمت فيروز حفل لترانيم الميلاد في كنيسة سانت مرجريت ويست منستر في لندن لصالح الصليب الأحمر اللبناني وفيها أنشدت ترانيم بالعربية والسيريانية والانجليزية واللاتينية ، صدرت فيما بعد على إسطوانة عام 1988 ، تضمنت أيضا مقطوعتين كتبهما الشاعر جوزيف حرب الأولى حملت عنوان " تذكر ياحبيبي" على موسيقى  الألماني فريدريك هاندل، وسجلتها فيروز أيضا بالانجليزية " joy to the world" ، المقطوعة الثانية حملت عنوان "ملوك المجوس" على موسيقى ترنيمة للموسيقار الفرنسي جورج بيزيه مؤلف موسيقى أوبرا "كارمن" ، وفي الاسطوانة نفسها غنت فيروز باللاتينية ترنيمة " "Adeste Fidele" للموسيقي البريطاني جون فرانسيس ويدي ، كما غنت بالانجليزية ترنيمة "we wish you amerry Christmas" .


عاد زياد رحباني وقدم ثلاثة أغنيات عالمية مشهورة لفيروز ضمن ألبوم "ولا كيف" عام 2001 ، قام بوضع كلماتها العربية ووضع التوزيع الموسيقي لها والاغاني هي " Les feuilles mortes" وهي أغنية فرنسية من ألحان لويس جوزيف كوزما ، إشتهرت عالميا بصوتي إديث بياف وإيف مونتان وغناها مشاهير كبار بالانجليزية  مثل فرانك سينترا وبربرا سترايسند كما غنتها وردة الجزائرية بالفرنسية في التليفزيون الفرنسي في التسعينات  بمصاحبة جيتار جورج موستاكي.


الأغنية الثانية هي "شو بخاف" المأخوذة موسيقاها عن الاغنية البرازيلية "manha de carnaval  "  موسيقي لويس بونفا ويوجد نسخة فرنسية بديعة منها بصوت داليدا.


الأغنية الثالثة هي "لا والله" وهي مأخوذة عن أغنية مكسيكية  "la bama"  التي حولها زياد إلي مايشبه قالب المنولوج الفكاهي وهو قالب لم تطرقه فيروز كثيرا في مسيرتها.


في ذكرى رحيل عاصي الثامنة والعشرين  عام 2014 ، أطلقة فيروز ترنيمة جديدة لمريم العذراء" آفي ماريا"، كان كتبها عاصي الرحباني قبل رحيلة وظلت فيروز محتفظة بالورقة المدون عليها كلمات الترنيمة لعقود حتى سجلتها في ذلك العام وصورتها في كليب من إخراج ريما رحباني، التي صورتها في غابة أرز ،ترنيمة"آفي ماريا" أنشدتها فيروز على موسيقى  الموسيار النمساوي فرانز شوبرت.

 

أغاني فيروز من اللبنانية  إلى العالمية


من جهة أخرى وكما أخدت فيروز والأخوين رحباني في بدايتهم الفنية من الأغاني العالمية الراقصة أخذت الأغنية العالمية عن فن فيروز والأخوين رحباني في مرحلة نضوجهما الفني فتم نقل أغنية "طريق النحل" الي اللغة التركية ، إستخدم زياد رحباني مقطعا قصيرا من الأغنية بصوت فيروز في نسختها الاصلية ودمجه مع مقطع من الأغنية التركية السارقة بصوت المغنية التركية إدجا بيكان ، في مسرحيته "لولا فسحة الأمل" ، ويقال أن هناك أكثر من عشرين أغنية لفيروز والاخوين رحباني تم السطو عليها واستخدام موسيقاها بعد وضع كلمات تركية على موسيقاها من بينها " لا إنت حبيبي" التي غناها التركي فيردي أوزبيان ، وأغنية "وينن" التي غناها إركين كواري بالإضافة إلي أغنيتي  "هيلا ياواسع" و"بحبك يالبنان"  وغيرها.


 ونقلت أغنية "نسم علينا الهوى" إلي اللغة اليونانية وإدعي المغني الذي سجلها أنها من ألحانه ، كما ظهرت نسخة فرنسية من أغنية "حبيتك بالصيف" ، تحت عنوان " "COUPABLE ،غناء جان فرنسوا ميكائيل ، حققت شهرة كبيرة في فرنسا وقتها  حتى أن البعض إعتقد على سبيل الخطأ أن الاخوين رحباني هما من أخذا اللحن عن الأغنية الفرنسية ، وكانت "حبيتك بالصيف" الأغنية الأصلية للاخوين رحباني خرجت الي النور بصوت فيروز في مسرحية "يعيش يعيش" عام 1970 وخرجت النسخة الفرنسية من الأغنية عام  1973 ، وغنتها فيروز في التليفزيون الفرنسي عام 1975 في لقاء أجرته معها المغنية المشهورة ميراي ماتيو في برنامج كانت تقدمه وقتها في التليفزيون الفرنسي ، قدمتها فيروز في تسجيل جديد من توزيع إلياس رحباني.

وفي عام 1992  قامت المغنية الأمريكية مادونا باستخدام مقطعا صوتيا من ترنيمة فيروز للجمعة العظيمة " اليوم علق على خشبة" ضمن أغنيتها الإباحية  " Erotica"  وصورتها في كليب جرئ ، أقامت فيروز وقتها دعوي قضائية ضد مادونا وطالبت فيها بالتعويض المادي ومصادرة نسخ الاسطوانة الخاصة بالاغنية ومنع بثها مجددا ، وتمت تسوية الأمر بين الطرفين المتنازعين.


وفي الإطار نفسه، كانت مفاوضات جرت مابين الممثل والمخرج والمنتج ميل جيبسون وفيروز ، كي تسمح له فيروز باستخدام ترانيم كنسية بصوتها للجمعة العظيمة كي يستخدمها ضمن فيلمه "آلام المسيح" ولا نعرف لماذا لم تثمر هذه المفاوضات.

وأخيرا غنت البريطانية أديل "كيفك إنت" بالعربية ، وغنت شاكيرا " أعطني الناي وغني" باللغة العربية في حفلات لها في المغرب قبل عدة أعوام.  

    Dr.Randa
    Dr.Radwa