الجمعة 26 ابريل 2024

تصحيح المسار

أخرى17-11-2020 | 17:50

انشغل الرأي العام الرياضي خلال القترة الحالية بقضايا جانبية وأمور هامشية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالرياضة.. فالرياضة قبل كل شيء أخلاق.. إذا كنت ذو أخلاق فإنك رياضي بالفطرة.. لديك من التسامي والتسامح ما يؤهلك لأن تمارس أي رياضة.. الممارسة ما هي إلا تنفيذ العضلات بما يمليه العقل عليها .. وطالما أن عقلك مدرك ومتوازن.. فإنه يصدر تعليماته للعضلة المراد تحريكها فتنفذ ما صدر إليها من أوامر.. وطالما أنه افتقد للمقومات التربوية وافتقر للعناصر المبدأية.. فإن هذا يشير إلى أنه يخلو من أي رياضة.. لكن إذا كنت سفيها ضعيفًا خفيفًا وضيعًا.. فإن عقلك لا يكون مؤهلًا لإصدار إلا التفاهات والهيافات والسفاهات.

 

ومن ثم فنحن نرى مثل هذه الممارسات التي تزخر بها الساحة الرياضية ويمارسها أشباه الرياضيين وكأنهم يؤدون مشاهد عبثية على مسرح الحياة الممتلئ والحاشد بالجماهير.

 

أعتقد أن المؤتمر الذي تم تنظيمه مؤخرا تحت شعار " لا للتعصب " في وجود القيادات الرياضية والإعلامية المختلفة يرأسه الوزير الدكتور أشرف صبحي والسيد كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام رغم أنه جاء متأخرا إلى حد بعيد لكن المثل المأثور يقول "أن تأتى متأخرا خيرا من أن لا تأتى أبدا"، فكان لا بد من إيقاف تلك المشاهد والمساخر والمهازل الصبيانية وهذه الممارسات الوضيعة .. وكان لابد من التدخلات الفوقية كما حدث منذ أيام قليلة في مؤتمر ماسبيرو لمن لهم اليد في تصريف وتحريك وأحكام الأمور وإعادتها إلى نصابها الصحيح خاصة وأن لدينا استحقاقات كروية هامة للغاية على الصعيد القاري سواء بالنسبة للمنتخب الوطني أو للأندية من خلال اللقاء بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا رقم 56 للمرة الأولى في تاريخ القارة السمراء.

 

فلا بد من ضبط الإيقاع الرياضي وإعادة التوازن المفقود وتصحيح المسار ووقف السقطات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وأن نستثمر هذه الاستحقاقات بشكل إيجابي ونثبت الانتماء الحقيقي لبلدنا الحبيبة مصر والتي تستحق منا الكثير من التضحيات.

 

ولنبدأ بتطهير الوسط الإعلامي من الشريحة التي ينافي عملها أخلاق الرياضة .. فإعلام بلا أخلاق يهدم ولا يبني ، ورياضة بلا أخلاق لا تستحق أن تسمى رياضة.. وهناك من السلبيات ما يصدر عن فئة خاصة وقليلة من المجتمع الرياضي من سلوكيات لا تتصل بالأخلاق الرياضية بصلة، بل وتتنافى مع أخلاقنا الرفيعة المتعاهد عليها منذ عرفت الرياضة في مصرنا المحروسة.

 

وفى النهاية أخلاق بلا رياضة .. أفضل من رياضة بلا أخلاق .


    Dr.Randa
    Dr.Radwa