الجمعة 26 ابريل 2024

«شارلي إبدو».. وتكرار السقوط في مستنقع الخطأ الساذج

أخرى3-11-2020 | 11:19

لم تكن إعادة مجلة «شارلي إبدو» لنشر رسومات كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد (صلي الله عليه وسلم)، إلا سقوطًا جديدًا لها في مستنقع التهكم والسخرية من الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، في تكرار واضح وصريح من القائمين عليها تجاه دين الإسلام، في شخص النبي محمد.

المجلة يبدو أنها تصر على مهاجمة رمز من رموز الدين الإسلامي، وهو النبي محمد، ولم تتخذ أي عبرة أو عظة مما حدث من الهجوم المسلح على مقرها في 2015؛ الذي راح ضحيته 12 شخصًا آنذاك.

إصرار «شارلي إبدو» من الظاهر أنه ينبع من اعتقاد متأصل بحرية النقد والسخرية، نظرًا لطبيعة المجلة السياسية الهزلية، وهذا ما ظهر واضحًا وجليًّا عندما علق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخرًا قائلًا: «إنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم المسيئة للنبي (محمد صلى الله عليه وسلم) وإن الرسوم منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة».

انتفاضة مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك»، كانت طبيعية، لاسيما أن هذا الأمر تكرر أكثر من مرة من جانب المجلة الفرنسية، فكانت ردة الفعل استنفارًا واستنكارًا عن طريق نشر التأييد والدعم لرسول الإسلام محمد، حتى ولو كان عن طريق تغيير صورة «البروفايل» وهو «أضعف الإيمان».

السؤال هنا بعيدًا عن أي نعرات أو تحيزات، هل صنعت «شارلي إبدو» نوعًا من الإرهاب والتطرف حتى ولو محدودًا؟... هل دعمت الخوف من التطرف، أو خلقت التعصب الديني في مجتمع يتمتع بطابع علماني؟... هل تتعمد تأجيج مشاعر المسلمين بين حين وآخر بداعي التعبير عن الحرية ومدى استفادتها من الإساءة للغير؟.

المسلمون دائمًا ما ينطقون اسم نبي الله عيسى مقرونًا بالصلاة عليه، وعلى النبي محمد في آنٍ واحد، دون تعصب أو عنصرية أو استهزاء فج، مثلما تفعل المجلة الفرنسية بسخريتها الدائمة من رموز ومقدسات دينية إسلامية جعلتها تقع في مستنقع من الأخطاء المتكررة الساذجة غير المبررة.

أخيرًا، حرية التعبير عن الرأي ليست مطلقة، ويجب ألا تكون كذلك، ولكن هناك خطًّا فاصلًا بين الحرية والتعبير عن الرأي، وبين إيذاء مشاعر الآخرين واحترام مقدساتهم ودياناتهم، لا نراها حرية بقدر ما هي هدم للمجتمعات وتحريض على الكراهية ونبذ للآخر.

 

    Dr.Randa
    Dr.Radwa