السبت 20 ابريل 2024

في ذكرى ميلاده.. محمود ذو الفقار المغامر صانع النجوم

18-2-2019 | 20:40

بحسابات دقيقة يعد المخرج في الأعمال السينمائية هو صانع الحدث، فهو من يتلقى السيناريو ويجعل الحياة تدب فيه من خلال تصوراته، فهو من يحدد إيماءات الممثلين وتعبيرات وجوههم، وهو من يختار اللقطات وزوايا الكاميرا، وهو من يحدد الإضاءة ويضع الموسيقى التصويرية التي تلائم المشاهد .. كل ذلك من إبداعاته، لكن أن تتجاوز إمكانياته حدود البلاتوه والأستوديو لترى المواهب الكامنة في العديد من الشخصيات العادية، فهذا يثير العجب، وهذا ما تم رصده عن حياة الفنان متعدد المواهب محمود ذو الفقار الذي تمر ذكرى رحيله اليوم.

 

تزوج بائعة التفاح

ولد محمود ذو الفقار في 18 فبراير 1914 وهو الإبن الأكبر لوالد يعمل ضابطاً بسلك البوليس، ورغم أنه أكبر إخوته إلا أنه لم يعمل بالجيش أو البوليس مثل شقيقيه عز الدين وصلاح، فقد عمل محمود مهندساً بوزارة الأشغال ثم انتقل إلى وزارة الأوقاف يعمل بالتصميمات والزخارف الإسلامية، حتى شاء الحظ أن يلتقي بالمخرج حسين فوزي ليمنحه دوراً مميزاً أمام السيدة عزيزة أمير في فيلم "بائعة التفاح" عام 1937 ، ويسعده الحظ بدور البطولة أمام المطربة ملك في فيلم العودة إلى الريف، ثم تتوالى أفلامه ليشارك عزيزة أمير البطولة في عدة أفلام منها "الورشة وإبن البلد وحبابة وإبنتي والفلوس و فوق السحاب"، ثم تنفصل عزيزة أمير عن زوجها الذي مول أول فيلم روائي في السينما وهو أحمد الشيدي لتتزوج من محمود ذو الفقار.

 

نجاة الصغيرة أكلت الشيكولاته

كون محمود ذو الفقار وزوجته عزيزة أمير شركة للإنتاج، وهم بإنتاج فيلم "هدية" عام 1947 وفي ذلك الوقت ذاع صيت طفلة صغيرة تقلد أغاني أم كلثوم، وهي الطفلة نجاة حسني التي لقبت بنجاة الصغيرة نظراً لوجود المطربة الكبيرة نجاة على في ذلك الوقت، وقد أراد ذو الفقار وعزيزة أمير إشراك نجاة الصغيرة في فيلم "هدية" وبالفعل حسب ما روت نجاة في مذكراتها عام 1958 لمجلة الكواكب، فقد تعاقد والدها مع شركة عزيزة أمير، وعند التصوير بدأ محمود ذو الفقار يحدد للطفلة نجاة مشهدها الأول، وكانت فيه تتناول قطع الشيكولاته وتأبى أن تعطي أخيها قطعة منها .. فأحضر محمود صندوق من الشيكولاته لتصوير المشهد، وفي غفلة منه وهو يرتب لباقي المشهد بدأت الطفلة نجاة في التهام صندوق الشيكولاته حتى قضت عليه، وانتبه الجميع لما فعلته، وانفجروا في الضحك وطلب عدة صناديق أخرى من الشيكولاته لإتمام التصوير، وكانت فيلم هدية هو أول فيلم شاركت فيه نجاة الصغيرة، ورغم أن نجاة لم تغن في ذلك الفيلم أنه أن ذو الفقار وعزيزة أمير توسما فيها الموهبة وقدماها للفن.

 

اكتشاف المواهب

يحسب لمحمود ذو الفقار جرأته ومغامرته بالوجوه الجديد التي طرحها في السينما المصرية، ومنهم الفنان فؤاد المهندس الذي بدأ رحلته السينمائية ممثلاً مغموراً عام 1952 إلا أن ذو الفقار منحه البطولة في فيلم "بنت الجيران" أمام الفنانة شادية عام 1954 ، وهكذا ترك له ذو الفقار أرضاً حصبة ليظل بطلاً إلا أن المهندس فضل أدوار الممثل المساعد، وبعد رحيل زوجته عزيزة أمير تزوج محمود ذو الفقار من الفنانة مريم فخر الدين، وكون معها أيضاً شركة للإنتاج .. وقد غامر ذو الفقار بتقديم ثلاثة وجوه للسينما لأول مرة في فيلم "رحلة غرامية" وهم الملحن محمد الموجي والضابط "حافظ مظهر" أحمد مظهر ويوسف شقيق مريم فخر الدين، وكان الفيلم الإنطلاقة الأولى للنجمين أحمد مظهر ويوسف فخر الدين، ورغم نجاح الفيلم إلا أن الموجي فضل طريق الموسيقى والألحان على السينما.

 

غير مسار شادية

حصر المخرجون الفنانة شادية في أدوار الفتاة المرحة الشقية، وقد سئمت تلك الأدوار لأنها تعرف أن تقدم العمر وعلامات الزمن سوف تخرجها من عالم السينما لو استمرت في تلك الأدوار، لذا أوجد محمود ذو الفقار الفرصة لشادية كي تكسر ذلك الحصار وتقدم أول دور مختلف في حياتها وكان دورها في فيلم المرأة المجهولة .. وراهن على نجاح شادية وبالفعل نجح الفيلم نجاحاً باهراً .. بقي أن نؤكد علاوة على ماسبق أن محمود ذو الفقار يعد من رواد التمثيل وإخراج الأفلام الهادفة ، فهو أول من شارك المطربة سعاد محمد في أول أفلامها "فتاة من فلسطين" وهو من أخرج فيلم "ألأيدي الناعمة" الذي يدعو إلى العمل ، وهو الذي ناقش العديد من القضايا الإجتماعية في معظم أفلامه ومنها "نساء محرمات والرباط المقدس وعدو المرأة ".