حظي أصحاب البشرة السمراء الجميلة بالعديد من الأغاني في الطرب المصري، وفي أول أبريل عام 1957، ولدت أغنية لبنانية جديدة لتضاف إلى تلك الأغنيات البديعة، وإن كان للفنان عبد الحليم حافظ أغنيتان تمجد السمار، وهما "أسمر يا أسمراني"، و"سمراء يا حلم الطفولة" للأمير عبد الله الفيصل والتي غناها أولًا، قبل حليم المطرب كارم محمود، ولكارم أيضا أغنية "سمرا يا سمرا"، وغنت المطربة نجاة الصغيرة "عطشان يا أسمراني" و"سمارة"، إلا أن الفنانة صباح التي غنت "أسمر أسمر" أصرت على إن تضيف بصوتها أغنية جديدة وهي "أبو سمرة زعلان ليه" وكانت نتاج مقلب حدث لها بسبب كدبة أبريل، والتفاصيل نرويها حسبما جاء في عدد الكواكب الصادر في 1 أبريل 1958 الموافق 12 رمضان 1377، أي منذ 64 عامًا.
روت الفنانة صباح القصة الطريفة لميلاد الأغنية فقالت أنها تلقت رسالة من الملحن اللبناني عفيف رضوان في أواخر مارس 1957، يقول فيها أنه أعد لها لحنا سيكون مفاجأة للجمهور، وسيتضاءل بجانبه لحن "أسمر أسمر" الذي لحنه لها الموسيقار محمد الموجي ولاقى نجاحًا كبيرًا، ولم تكن صباح تفكر في مغادرة القاهرة إلا أن تلك الرسالة جعلتها تحزم أمتعتها لتسافر على أول طائرة إلى بيروت.
في بيروت استقبل عفيف رضوان صباح بترحاب شديد وبعد أن انتهت من تحية من استقبلها، سألت عفيف عن اللحن الذي تحدث عنه، فأشار لها على نتيجة التقويم المعلقة على الحائط، فوجدت اليوم هو 1 أبريل، وهنا أدركت أنها شربت المقلب وأنها لن تحصل على اللحن، وعلل عفيف سبب المقلب أو كدبة أبريل فقال لها أن بصدد إقامة حفل يريد إشراكها فيه، ولم يجد غير تلك الطريقة ليضمن حضورها ومشاركتها، وكان يضمن نجاح خطته وأعلن بالفعل عن مشاركة صباح في الحفل قبل قدومها من القاهرة.
فكرت صباح قليلا وقالت لعفيف لماذا لا تكون كذبة نيسان أو كذبة أبريل مطلعا لأغنية بمناسبة هذا المقلب، فتحمس عفيف للفكرة وذهب يعرضها على المؤلف توفيق بركات الذي صاغ بالفعل له كلمات الأغنية سريعا ولم يستغرق عفيف طويلا في تلحينها، وأسمع صباح اللحن وحفظته بسرعة لتغنيه لأول مرة في الحفل الذي شربت المقلب من أجله، ولاقت الأغنية استحسان الجمهور اللبناني، وبعدما سجلتها الإذاعة اللبنانية أصبحت هناك على كل لسان.
اختلف الأمر في مصر، فعندما عادت صباح إلى القاهرة وغنت "أبو سمرة زعلان ليه" قابلها الجمهور بالفتور، وأكدت أنها وجدت تصفيقا من الجمهور، لكنها شعرت أن ذلك مجرد مجاملة، وقالت أنها أحست أن الجمهور المصري لا يفهم المفردات اللبنانية، لذلك تعمدت شرح الكلمات الصعبة في حفلاتها التالية للجمهور قبل أن تغني تلك الأغنية، وبتلك الطريقة نجحت صباح ونجحت الأغنية وأصبحت من الأغاني التي يود الجمهور سماعها في الحفلات.
