الأحد 5 مايو 2024

بالفيديو والصور/ "أبو سمبل الفالصو"..إبداعات هاوي مصري تأسر قلوب الأوروبيين

15-1-2017 | 11:36

كتبت: أماني عزام

"عـلى اسم مصـر التـاريـخ يقدر يقول ما شاء..أنـا مصـر عندي أحـب وأجـمـل الأشـيـاء..بـحبـها وهـى مالـكة الأرض شـرق وغـرب..وبـحـبها وهـى مرمية جـريحـة حـرب"، هذه العبارات التي كتبها فيلسوف الشعب صلاح جاهين، وطبقها هاني مصطفي الشاب المصري الأربعيني، الذي استغل موهبته في النحت لصناعة نموذج  لمعبد "أبو سمبل" الموجود بأسوان، ليجوب به أوربا شرقًا وغربًا للتعريف بمصر وحضارتها.  "أبو سمبل الفالصو"، أسر قلوب السياح في أوروبا في رحلة يرويها صاحبها.

 

عشقه للتاريخ  قاده إلي حلم كبير اجتهد في تحقيقه، وحبه للمغامرة جعله يجوب العالم بنماذج مقلدة للآثار المصرية فيقول هاني: "سافرت معظم دول أوروبا وشاركت في عدة معارض دولية وأنا أحمل نماذج أثرية مصرية، وفي عام 2006 كنت مشتركًا في معرض دولي جنوب ايطاليا بنماذج لتمثالي رمسيس الثاني ونسخة من تابوت توت عنخ آمون، بس القطعتين دول تسببوا في مشكلة كبيرة لإدارة المعرض لكثره الإزدحام عليهم من المواطنين الايطاليين فكانت تقف الطوابير لمسافة أكثر من 200 متر لالتقاط الصور مع التماثيل ورجعت مصر وفكرت إني لازم اعمل حاجه كبيرة ".

دبلوم صناعي برتبة سفير 

لم تمنعه شهادته المتوسطة وحصوله على دبلوم صناعي، من أن يحقق أحلامه ويرفع راية وطنه بالخارج، ويصبح موضع اهتمام الإعلام الأوروبي والعالمي، ويحظى باهتمام وتقدير السفراء والمسؤولين المصريين بالخارج،  فيقول هاني: "عدت إلى مصر عازمًا على صناعة شيئ كبيرً ومهم، فسافرت إلى الأقصر وأسوان، وزرت كل المدن السياحية المصرية، لحد ما استقريت علي عمل نموذج من معبد أبو سمبل لعظمة تاريخه وشهرته في العالم كله".

 

رحلة الإبداع

خمس سنوات قضاها هاني في صناعة نموذج المعبد دون كلل أو ملل فيقول: "ابتديت في شهر سبتمبر2006 وسافرت أسوان لزيارة المعبد أكثر من مائه مره لأخذ بعض التفاصيل، ووجدت صعوبة كبيرة علشان كان ممنوع التصوير في داخل المعبد، وأكثر لوحه استهلكت وقتًا وجهدًا كبيرًا مني "معركة قادش" لأنها مش موجودة في أي كتاب، فضلت أنحت فيها أكثر من 8 شهور بكل تفاصيلها، لأني كنت مصمم إني اعمل نموذج مائه في المائة زى الأصل من ناحية التفاصيل وليس الحجم والحمد لله تم الانتهاء من المعبد سنه 2011".

 

كثرة علاقات هاني في البرتغال جعلت منها القبلة الأولى لعرض "حلمه" والترويج له بعدما انتهى من صناعة نموذج المعبد فيقول:"سافرت البرتغال لكثرة علاقاتي بالمسئولين البرتغاليين والسفارة المصرية هناك، وقام محمد منصور قدح المصري القنصل المصري بالبرتغال آنذاك، بمساعدتي، وقدمني للسفير المصري في ذلك الوقت حمدي لوزا والحمد لله المعبد نجح جدا في البرتغال واستمر لمدة ستة أشهر".

 

وفي عام 2013 تم نقل المعبد إلي محافظة قادش بجنوب اسبانيا وحضر السفير المصري أيمن زين الدين في ذلك الوقت، وتم نقل المعبد لمدينة سفيليا، وتابع:" والحمد لله المعبد عمل نجاح كبير جدا لدرجة البلديات كانت بتبعتلي ايميلات محتاجين عرض المعبد في جميع محافظات الجنوب"، ثم نقل المعبد لمدينة ملجأ، ثم أعيد مرة أخرى لمدينة سيليفا.

 

حظي هاني ومشروعه باهتمام كبير من السفراء والمسؤولين المصريين بالخارج فيقول:" قام بتشريفي سيادة السفير احمد إسماعيل سفير مصر في أسبانيا، ومساعده طارق سراج، وقدموا لي كل الدعم، وسألني السفير عن خطواتي التالية، والمدن التي سأقوم بعرض معبدي بها في الفترة الأخيرة، فعلم أنني عقدت العزم على الذهاب إلى فرنسا فتحدث معي وطلب مني ضرورة عرضه في مدريد".

 

بارشلونة وباريس المحطة القادمة لمعبد أبو سمبل

اتفق هاني مصطفى مع  طارق سراج مساعد السفير المصري في أسبانيا، والدكتور باسم رئيس المكتب الثقافي المصري في هناك، علي إقامة المعبد في مدينة الكوبندس، وافتتحه السفير أحمد إسماعيل سفير مصر في أسبانيا، ومحافظ المدينة ومسؤول الثقافة بالمدينة، وتابع هاني: "خطتي القادمة ستكون في برشلونة وباريس بإذن الله".

 

"أبو سمبل الفالصو" أصبح أهم مزارات السياح الأجانب في أوروبا، ووسيلة هامة للترويج للسياحة المصرية بالخارج، فيقول هاني: "نظام الزيارة للمعبد بالنسبة للمواطنين الأسبان يتم من خلال جروبات، كل جروب يتضمن عدده 25 فردا، ويقوم المرشد بشرح المعبد وتعريفهم بحجم المعبد الأصلي وتاريخه، وساهم المعبد في نزول أفواج كثيرة من السياح إلى مصر لزيارة المعبد الأصلي، ففي سنة 2013 زاره 700 شخص، وفي سنه 2015 وصل العدد إلى  1100 ، وفي سنه 2016 وصل عدد الزائرين إلى 1600 ..والحمد لله المعبد كان ومازال من أهم الأنشطة الدعائية لمصر" وتابع: "أرجو من وزير السياحة إعادة فتح المكتب السياحي في مدريد للترويج للسياحة المصرية بعدما تم إغلاقه عام 2014".

 

هاني : "بعت كل ما أملك عشان أعمل المعبد ده"

الأموال لم تكن أغلى من تحقيق الأحلام لدى هاني الذي باع كل ممتلكاته في سبيل تطبيق فكرته على أرض الواقع فيقول:"المعبد ده كلفني ملايين، أنا بعت عربيتي وكل حاجة عشان اعمله، لكن كل حاجة رجعت أفضل من الأول أضعاف الحمد لله".

والمهم في تجربة هاني انها مساهمة مواطن مصري واحد فقط في الترويج السياحي لبلاده ، فيقول إن "ريهام رئيسة المكتب السياحي في باريس، أرسلت له طن و 200 كيلو بروشرات، أي نحو 60 الف كتيب وبروشور للتعريف بالأماكن السياحية المهمة في مصر، مثل سيوة والأقصر وأسوان وغيرها، للتوزيع على السائحين الذين يزورون المعبد، وتشجيعهم على زيارة مصر.