الخميس 25 ابريل 2024

الدكتور أحمد القط عضو مركز «البحوث الزراعية» يكشف تفاصيل استنباط أصناف جديدة من القمح (حوار)

الدكتور أحمد القط

تحقيقات22-10-2021 | 15:57

أماني محمد

تجارب ودراسات على تطوير أصناف جديدة من القمح مقاومة للأمراض وعالية الإنتاجية

خلال عامين أو 3 ستنتهى مرحلة التجارب

موسم القمح هذا العام يشهد طرح صنفين جديدين للمرة الأولى

القمح هو أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر ويعرف بـ"الذهب الأصفر"، حيث يتوسط إنتاج مصر من القمح سنويا بين 8 ملايين إلى 9 ملايين طن، ويبدأ زراعته في نوفمبر من كل عام، وهناك جهود مستمرة لتطوير واستنباط أصناف جديدة من القمح من بينها جهود باحث بمركز البحوث الزراعية لتطوير أصناف مقاومة للأمراض، هو الدكتور أحمد القط أستاذ مساعد في مركز البحوث الزراعية.

ويعد القط أحد الباحثين المتميزين في مجال استنباط أصناف جديدة من القمح، تخرج في كلية الزراعة بجامعة الأزهر وحصل على الماجيستير من جامعة الأزهر والدكتوراة من جامعة "البنجاب" الزراعية في الهند وهي واحدة من أفضل الجامعات الزراعية في آسيا.

وكشف أحمد القط في حوار لبوابة "دار الهلال"، تفاصيل استنباط أصناف جديدة من القمح، موضحا أنه بدأ في هذا المجال في 2012 ونجح في استنباط أصناف جديدة مقاومة للأمراض مثل الأصداء بأنواعها، وهي في مراحل التجارب في الوقت الحالي ومن المتوقع انتهاء الدراسات خلال عامين إلى ثلاثة تقريبا، وإلى نص الحوار:

 

** متى بدأت العمل في مجال استنباط أصناف جديدة من القمح؟

بدأت العمل في مجال تطوير أصناف القمح في يناير 2012 ونجحت في استنباط أصناف جديدة مقاومة للبياض الدقيقي والصدأ الأصفر والصدأ الأسود والصدأ البرتقالي، في سلالات جديدة من القمح وبعدها عملت في مصر على تطوير مقاومة الأصناف المصرية للأصداء ونجحت في نقل أكثر من جين لمقاومة الصدأ الأسود والبرتقالي لأصناف مهمة في القمح مثل سدس 12.

وهناك مشروع للتعاون الدولي مع إنجلترا، وخلال هذا المشروع قيمنا نحو 320 سلالة قمح خبز مجمعة من العالم أجمع واستخدمنا تكنولوجيا جديدة لتسريع اكتشاف جينات المقاومة للأمراض المختلفة في القمح وتعريفها، والمشروع نجح بشكل كبير وقبل مشروع البحث للنشر في مجلة دولية ضخمة للغاية وهي " Nature Bio Technology"، ذات معامل تأثير 55 وهو يعكس تأثير وقوة المجلة، والنشر في تلك المجلة أمر مهم للباحثين.

 

** وما هي تفاصيل تطوير أصناف القمح المصرية الحالية؟

نعمل على تطوير بعض الأصناف مثل سدس 12 وجميزة 11 وسخا 94 وجميزة 12 ومصر2، ونحاول تطوير تلك الأصناف لصفات مختلفة من الجينات بوضع جينات داخلها مقاومة للصدأ ونجحنا في نقل جينين للصدأ البرتقالي وآخرين للصدأ الأصفر، وهو ما يجعل تلك الأصناف مقاومة لهذه الأصناف.

 

** وما أهم السمات الأخرى لتلك الأصناف بخلاف مقاومتها للأمراض؟

ستكون تلك الأصناف عالية الإنتاجية وذات صفات جودة عالية، وكذلك نسبة البروتين بداخلها ستكون مرتفعة، ولا زلنا في مرحلة البحث حتى الآن، فنحن نعمل فيها منذ 4 سنوات، ولا زلنا نحتاج لعامين أو ثلاثة أعوم حتى انتهاء التجارب والدراسات.

 

** وما أهمية إنتاج أصناف جديدة في القمح أو غيره من المحاصيل؟

الأصناف الجديدة كل منها يتميز بميزة عما قبله، فدائما تكون مقاومة للأمراض مما يقلل من استخدام المبيدات بما يحافظ على البيئة المصرية النقية وكذلك يوفر المصروف على الفلاح المصري، وزيادة الإنتاجية تقلل استيراد المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة ما يخفف الضغط على الدولة من حيث الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية.

الأصناف الجديدة تعطي أيضا تنوعا للمزارع في اختيار الأفضل ودائما يجب أن نكون متواكبين مع النظم الحديثة لإنتاج منتج بجودة عالية وهو أمر له مردود على الدولة وعلى الفلاح أيضا، فـ"حياة كريمة" أصبحت واقع فالفلاح بعدما كان ينتج 10 أردب فقط للفدان أصبح يصل إلى 20 أردب للفدان ما وفر له أكثر من 7 آلاف جنيها للفدان الواحد وهذا يساعد على زيادة دخل المزارعين وتحسين مستوى معيشتهم، وهذا سينعكس إيجابيا على المجتمع المصري.

فإدخال طريقة الزراعة على مصاطب والتزم الفلاح في الدلتا بالتوصيات زادت الإنتاجية إلى 29 أردب، ومن المرتقب في أول نوفمبر المقبل أن يكرم 20 مزارع على مستوى مصر حققوا أعلى إنتاجية فبعضهم وصل إلى 31 أردب للفدان.

وما هو متوسط إنتاجية الأصناف المصرية المختلفة من القمح؟

هناك أصناف مطروحة حاليا في الأسواق يمكن أن يصل إنتاجيتها إلى 30 أردب للفدان، وهناك سلالات مقاومة للأمراض حاليا في الأسواق مثل مصر 3 وسخا 95.

 

وما هي أهم الأصناف الجديدة للقمح التي تم طرحها في الأسواق خلال الفترة الماضية؟

سخا 95 وهو صنف مقاومة للأصداء الثلاثة وتصل إنتاجيته لـ30 ألف فدان، وكذلك مصر3 وهو صنف مقاوم للأمراض المختلفة وتصل إنتاجيته أيضا إلى 30 ألف فدان.

 

وهل تلك الأصناف مقاومة لتغيرات المناخ وأقل في استهلاك المياه؟

كل الأصناف تجود في الزراعة على مصاطب مما يقلل استهلاك المياه بنسبة 25%، مثل أصناف جيزة 171 ومصر1 ومصر2 وجميعها تتحمل الملوحة.

ويصل عدد الأصناف المستخدمة في زراعة القمح في مصر إلى 17 صنف على مستوى الجمهورية سواء قمح خبز أو قمح مكرونة، وأهمها مصر3 وسخا95 وجيزة 171 وسدس14 ومصر1 وغيرهم، ومتوسط إنتاجية فدان القمح في مصر نحو 18 -20 أردن للفدان، ويمكن أن يزيد عن ذلك.

 

وكيف يمكن النهوض بزراعة القمح كمحصول استراتيجي هام؟

نحتاج إلى التوسع في زراعة القمح في الأراضي الصحراوية مثل مشروع المليون ونصف فدان وأن يتبع المزارع حزم التوصيات التي يصدرها مركز البحوث الزراعية بشأن المعاملات الزراعية والري والتسميد ونشر طريقة زراعة القمح على مصاطب لما لها من عائد جيد في إنتاجية عالية وتوفير المياه وتوفير التقاوي المستخدمة.

 

وما هي أهم ملامح موسم القمح هذا العام؟

سيبدأ في منتصف نوفمبر المقبل، وهناك صنفين سخا95 ومصر3 وهي أصناف يتم طرحها لأول مرة هذا العام.

 

وكيف ترى الجهود التي تبذلها الدولة للنهوض بقطاع الزراعة في الوقت الحالي؟

مجال الزراعة حاليا يشهد تطورات كبيرة وخاصة اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشروعات التنمية الزراعية مثل المليون ونصف فدان وكذلك المائة ألف صوبة زراعية والدلتا الجديدة وكذلك ومشروعات الاستزراع السمكي ومحطات معالجة المياه وآخرها معالجة مياه مصرف بحر البقر وزراعة نصف مليون فدان في سيناء، فالدولة بقيادة الرئيس السيسي لها رؤية جيدة للنهوض بقطاع الزراعة بشتى السبل.

وقطاع زراعة يشهد تطورا كبيرا، وذلك في ظل المجهود الجبار الذي يقوم به مركز البحوث الزراعية وباحثيه ومعاهده ومعامله المركزية المختلفة ما كان له أثر كبير في القطاع.

 

وما هو الدور الذي يقوم به مركز البحوث الزراعية في هذا القطاع؟

هناك جهود لتوفير كافة تقاوي المحاصيل المختلفة على مستوى مصر يقوم بها معهد المحاصيل الحقلية، فلا نستورد أية تقاوي في هذه المحاصيل، وكذلك معهد البساتين الذي بدأ تنفيذ البرنامج القومي للخضر وأنتجوا هجن للطماطم والفلفل والكنتالوب، وكذلك يقوم الباحثين بمركز البحوث الزراعية بالحملات القومية للمحاصيل والندوات الإرشادية للمزارعين وعمل مدارس حقلية للمزارعين وزيارات ميدانية للتعرف على مشاكل الفلاحين وحلها، وإلى جانب ذلك يقوموا بعمليات البحث العلمي لتطوير نظم المعاملات الزراعية وإنتاج الأصناف الجديدة.

 

وما هو المطلوب من خطوات أخرى للنهوض بقطاع الزراعة؟

زيادة تمويل للبحث العلمي الزراعي، وكذلك إصلاح قطاع الإرشاد الزراعي وتنشيطه ودعمه، وتعيين شباب خريجين جدد لأن الإرشاد الزراعي له دور هام في التواصل مع الفلاحين.

Dr.Randa
Dr.Radwa