السبت 20 ابريل 2024

في ذكرى ميلاده.. معلومات عن شيخ الأزهر محمد عبد الرحمن بيصار

محمد عبد الرحمن بيصار

تحقيقات20-10-2021 | 15:02

هدي محمد صالح

يوافق اليوم ذكرى ميلاد واحد من أعلام الأزهر الشريف، والمعروف بأنه رائد الفلسفة الإسلامية، وهو الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار، شيخ الأزهر الأسبق.

ولد فضيله الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار في مثل هذا اليوم من عاك 1910م /1328هــ، بقرية السالمية مركز فوه، بمحافظه كفرالشيخ، وحفظ القرآن الكريم وجوَّده ثم التحق "بمعهد دسوق الديني الأزهري" حيث درس التفسير، الحديث، التوحيد، التصوف، والفقه، والنحو، أصول الفقه، علم الكلام، العروض، المعني والبيان، الأدب، التاريخ، السيرة النبوية.

 

رحلته العلمية

وبعد نجاحه بمعهد دسوق ألحقه والده بمعهد طنطا ليكمل فيه دراسته الثانوية، وكان شَغُوفًا بالتأليف فألَّف رواية اسمها  "بؤس اليتامى" فتم تحويله إلى التحقيق لاشتغاله بالتأليف، وترك معهد طنطا إلى معهد الإسكندرية،  وبعد أن أتم دراسته بمعهد الإسكندرية  التحق بكلية أصول الدين وتخرَّج فيها بتفوق عام 1949م، وتم تعيينه مُدرِّسًا بها، فجذب إليه الطلبة ولفت أنظار الأساتذة.

 وفي سنة 1949م اختاره الأزهر في بعثة تعليمية إلى إنجلترا فانتقل بين الجامعات الإنجليزية حيث تعلم  منها الكثير من العلم ، ثم استقر بكلية الآداب بجامعة أدنبره، ونال منها الدكتوراه بتفوق، وعاد بعدها أستاذًا بكلية أصول الدين ثم رشَّحته ثقافته ليكون مديرًا للمركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وجعله مركز إشعاع لجميع الطوائف الدينية في أوروبا، وظل يدير المركز لمدة 4 سنوات، وبعدها عاد إلى مصر أستاذًا بكلية أصول الدين.

1963م اختاره الأزهر رئيسًا لبعثته التعليمية في ليبيا، فواصل مجهوداته في نشر الدعوة الإسلامية هناك، وفي 1968م عام تم اصدر قرار جمهوري بتعيينه أمينًا عامًّا للمجلس الأعلى للأزهر، وفي عام 1970م صدر قرار جمهوري بتعيينه أمينًا عامًّا لمجمع البحوث الإسلامية واستطاع في هذا المنصب أن يقوم بنهضة علمية كبرى، وأشرف على إصدار عشرات المصنفات العلمية القيمة، وتحقيق طائفة من أمهات مصادر التراث الإسلامي الخالد.

وفي عام 1974م ، صدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلا للأزهر، وكان الدكتور بيصار الساعد الأيمن لشيخ الأزهر الإمام الدكتور عبد الحليم محمود عنه وموضع ثقته، وكان يستشيره في الأمور المهمة ويأخذ برأيه، ولهذا طلب تجديد خدمته أكثر من مرة إلى أن صدر قرار جمهوري بتعيينه وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر في 15 من أكتوبر سنة 1398هـــ/ 1978م.

وتولي بعد ذلك  الشيخ بيصار  مشيخة الأزهر من   يناير 1979م إلى 7 مارس سنة 1982م لمدة 3 سنوات  بقرار جمهوري وبتعيينه  ايضا وزيرًا للأوقاف  وقام خلال فترة ولايته بالعديد من الإصلاحات على رأسها، تأليف لجنة لدراسة قانون الأزهر ولائحته التنفيذية وتعديلها  دون معوقات  تؤدي إلى عرقلة  أداء رسالة الأزهر  الداخلية والعالمية، وإرساء قواعد المنهج الفلسفي والعلمي في الأزهر إنشاء الدراسات العليا بجامعة أم درمان الإسلامي.

كان الإمام يوصي علماء الأزهر، أن يتزودوا باللغة الأجنبية لا لمجرد التحدث بها أو التخاطب مع الغير، وإنما  لان ذلك يساعد على تكوين أجهزة في الأزهر تكون ذات صلة قوية بما ينشر في العالم الإسلامي حول الإسلام لترجمته والرد عليه ونشر ثقافة الأزهر بالخارج.

 

مواقفه الشيخ بيصار

شارك  الشيخ عبد الرحمن بيصار في يونيو 1967 في قوافل علماء الأزهر، وكانت بمثابة قوافل للتوعية الدينية للضباط والجنود ركزت  على فضل الجهاد والاستشهاد، وأهمية المعركة مع العدو، وكذلك على المعاني التي تساهم في رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية، وقد نجحت هذه القوافل نجاحاً كبيراً وتم تعميمها على جميع وحدات الجيش.

وعن حقوق المرأة، نادى بيصار بتطوير قانون الأحوال الشخصية وشدد على ضرورة أن يتضمن حقوق لمرأة التي لم تكن تحصل عليها من قبل، كما دعا لمواجهة التطرف العلماني والتغريب في الثقافة والانحلال الخلقي في المجتمع، ودعا إلى إعادة تطبيق الشريعة الإسلامية والحوار مع المتطرفين وإلغاء التضييق على رجال الدعوة.

أشهر مؤلفاته

ألف الشيخ بيصار العديد من المؤلفات حيث تخصص في الفلسفة الإسلامية، وله دراسة حول وجوه الخلاف بين الفلاسفة وعلماء الكلام والصوفية، لخصها في بحث ألقاه في المؤتمر الخامس لمجمع البحوث الإسلامية المنعقد في 28 من فبراير سنة 1970م،  تحت عنوان " إثبات العقائد الإسلامية" تناول  ثلاثة مناهج هي: منهج المتكلمين الذين يعتمدون على النص مع احترامهم للعقل، منهج الفلاسفة الذين يعتمدون أوَّلا على العقل مع إيمانهم بالنص، منهج الصوفية  الذين يعتمدون على الرياضة الروحية والمجاهدة النفسية.

وخلص من نتائج بحثه إلى أن الحرية الفكرية التي منحها الإسلام لأتباعه في شؤون عقيدتهم تأتي تحت ضوابط أساسية،  حث القرآن الكريم الإنسان على التأمل والتفكير في ملكوت السموات،  إشادة الإسلام بفضل العلم والمعرفة وتعظيمه لشأن العلماء،  رد شبهات الوافدين على الإسلام والمنحرفين عنه بمنطق عقلي رشيد.

خلال رحلته العلمية والعملة قدم الشيخ بيصار مجموعة من المؤلفات الهامة في الفلسفة والعقيدة وغير ذلك، ومنها:

  • الوجود والخلود في فلسفة ابن رشد.
    • العقيدة والأخلاق في الفلسفة الإسلامية.
    • الحقيقة والمعرفة على نهج العقائد النسفية.
    • تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة.
    • العالم بين القدم والحدوث.
    • الإمكان والامتناع.
    • شروح مختارة لكتاب المواقف، لعضد الدين الإيجي.
    • الإسلام والمسيحية.
    • رسالة باللغة الإنجليزية عن الحرب والسلام في الإسلام.
    • رجلان في التفكير الإسلامي، وهي دراسات عن حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي وإمام الحرمين الجويني.

أبرز الأوسمة التي حصل عليها

وقد نال الشيخ البيصار قبل رحيله قلادة الجمهورية عام 1401هـ / 1981م وهي أرفع الأوسمة والنياشين  في مصر، كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية عام 1400هـ/ 1981م من جامعة ماليزيا.

وتوفي الشيخ الإمام محمد عبد الرحمن بيصار في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة 1402هـ الموافق 7 من مارس سنة 1982م، عن عمر يناهز 71 عاما.