احتل ملف الغذاء مكانة كبيرة ضمن أولويات الدولة المصرية، خاصًة بعد ما تعرضت له الدول خلال جائحة كورونا من إغلاق جزئي، أو كلي في بعض الدول، وتوقف التعاملات التجارية بين الدول، واعتماد كل دولة على مواردها الخاصة.

يكمن تحقيق الأمن الغذائي، في زيادة الناتج المحلي من الغذاء، مع استدامة الموارد الغذائية المتاحة، وتوفير مخزون استراتيجي يغطي حاجة السكان.

وذكر خبراء، أن الأمن الغذائي يتعرض للعديد من التهديدات، وعلى رأسها الزيادة السكانية، وتناقص موارد المياه، مما يشكل عبئًا على الدول، كما أن الدولة تبذل قصارى جهدها للتغلب على تلك التحديات، وتعظيم الإنتاج المحلي من الغذاء.

 

تعزيز الناتج المحلي من الغذاء

في هذا السياق، قال الدكتور محمد سالم مشعل، أستاذ الاقتصاد بكلية الزراعة جامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للإصلاح الزراعي بوزارة الزراعة، إن الدولة المصرية تولي اهتمامًا خاصًة لملف الأمن الغذائي، وتوفير كافة متطلبات المواطن من الغذاء، من خلال تأسيس العديد من المشروعات النباتية والحيوانية، التي تهدف لتعزيز الناتج المحلي من الغذاء.

وأوضح مشعل في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن قضية الأمن الغذائي برزت أهميتها في ظل انتشار جائحة كورونا، وتعرض الكثير من الدول للإغلاق الكلي، أو الجزئي، وتراجع اقتصاديات العديد من الدول، مؤكدًا أن مصر لم تعاني من نقص بالغذاء خلال جائحة كورونا، من خلال ما اتبعته من سياسات لتعزيز إنتاج الغذاء.

 

الاهتمام بملف المناخ

وأشار إلى أنه تم الاهتمام بملف الغذاء من خلال تدشين العديد من المشروعات بالقطاع الزراعي، وعلى رأسها الاهتمام بإدخال نظم حديثة للري والزراعة، تهدف للمحافظة على جودة الأرض الزراعية، وإنتاج محاصيل ذات جودة عالية، بالإضافة إلى الاهتمام بملف المناخ، وتوفير للمزارعين الإرشادات الخاصة بالتأقلم مع المتغيرات المناخية، وحماية المحاصيل.

وشدد على أن الأمن الغذائي يتعرض للعديد من التهديدات، وعلى رأسها الزيادة السكانية، وتناقص موارد المياه، مما يشكل عبئًا على الدول يحول دون قدرتها على تحقيق الأمن الغذائي، وقد تؤدي في حالة تفاقمها إلى تناقص نسبة الاكتفاء الذاتي من الغذاء.

 

الأمن الغذائي

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن قضية الأمن الغذائي تتعرض للعديد من المخاطر التي قد تحول دون قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطنين من الغذاء، والحد من استيراده من الخارج.

وأوضح كمال، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن تحقيق الأمن الغذائي، والاكتفاء الذاتي منه يتمثل في زيادة الإنتاج المحلي، مما يكفل تكوين مخزون استراتيجي مناسب، مشددًا على أن الزيادة السكانية على رأس المهددات للأمن الغذائي، إذ أن زيادة السكان تضيفًا المزيد من الأعباء على الدولة لزيادة الناتج المحلي فيما يتوافق مع تلك الزيادة، ويلبي متطلباتها.

تحديات الأمن الغذائي

وأشار إلى أن زيادة الناتج المحلي من الغذاء يواجه العديد من المشكلات، أهمها ما يتعلق بالقطاع الزراعي، مثل تناقص الموارد المائية، وزيادة التعدي على الأراضي الزراعية، وتلوث التربة الزراعية، وتدهورها، مما يحول دون القدرة على التوسع في زراعة المحاصيل التي تدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تؤثر على التربة، وجودة المحاصيل الزراعية.

وأكد أن الدولة تبذل قصارى جهدها للتغلب على تلك التحديات، وتعظيم الإنتاج المحلي من الغذاء، من خلال توفير سبل التأقلم مع تغيرات المناخ، وإدخال نظم حديثة للري، تقضي على الوسائل القديمة التي تهدر جودة التربة الزراعية، وتؤثر على إجمالي الإنتاج.

يذكر أن السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أكد أن ندرة الموارد المائية يأتي على رأس قائمة التحديات التي تواجه مصر بصفة عامة، والأمن الغذائي بصفة خاصة، إذ أنه لا يمكن توفير الغذاء، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، والتحول لنظم غذائية صحية، ومستدامة في ظل نقص الموارد المائية، مشيرًا إلى إتخاذ خطوات غير مسبوقة لتحقيق الأمن الغذائي.

أقرأ أيضًا:
بطول 14 كيلومتر.. أول شاطئ عام في العلمين الجديدة (صور)

خبراء: تعظيم استغلال موارد الدولة كلمة السر لوقف الاعتماد على المصادر الخارجية

قبل افتتاحها.. كل ما تريد معرفته عن جامعة القاهرة الدولية بمدينة 6 أكتوبر

«المشروعات القومية تحقق العدالة الاجتماعية».. خبراء: عملت على تضيق الفجوة بين المستويات الاقتصادية