تتسم العلاقات المصرية السعودية بالتميز والقوة والاستمرارية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، بالإضافة إلى أن البلدين هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، كما أن التشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية.
فيما أكد سياسيون أنها علاقات قوية ومتأصلة على المستويين الرسمي والشعبي، وأنها تنعكس بطريقة إيجابية على المنطقة في حال كانت جيدة، غير أنها علاقات لا يعكر صفوها شيء مهما كان.
تاريخية ومتأصلة
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن العلاقات المصرية السعودية علاقات تاريخية ومتأصلة، كما أنها علاقات قوية سواء بالنظر عليها على المستوى الرسمي أي مستوى الحكومات والقادة أو بالنظر على المستوى الشعبي.
تنعكس على المنطقة
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في تصريحاته لـ "دار الهلال"، أن العلاقات المصرية السعودية حال كونها جيدة لا تنعكس فقط على الدولتين وإنما على المنطقة العربية ككل بطريقة إيجابية، لافتا أنه لهذا كان يقال: "إذا توافقت مصر والسعودية فقد توافق العرب، كما علينا النظر إلى التوقيت لما له من دلالة خاصة وما تتعرض له المنطقة العربية من تحديات وضغوط سواء على مستوى إقليمي أو دولي، ومن هنا تظهر أهمية التعاون المصري السعودي لمواجهة التحديات".
أهمية تدعيم التعاون؟
وأوضح أن السعودية من الدول المؤثرة في إطار دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن مصر لها تأثيرها على المنطقة العربية ككل، وبالتالي هناك أهمية قصوى لتدعيم التعاون المصري السعودي، والذي قد يكون على أكثر من مستوى؛ أولها السياسي والدبلوماسي، ولهذا نجد تقاربا في الرؤى والأفكار المصرية السعودية تجاه القضايا المختلفة.
وتابع بدر الدين، أن التعاون الاقتصادي والتنموي لهما أهمية كبيرة، حيث مصر لها جالية كبيرة في المملكة وتسهم في عملية التنمية السعودية، ومن جانب آخر؛ فالسعودية لها استثمارات في مصر خاصة بالمشروعات التنموية التي تشهدها مصر، لافتا إلى التعاون في المجال الأمني والذي يشمل جوانب متعددة ومن أهمها التدريبات والمناورات المشتركة ناهيك على وحدة في الموقف المصري والسعودي تجاه بعض القضايا المهمة كقضية الإرهاب، مؤكدا أنها هناك علاقات متعددة ومتشابكة تربط البلدين، وأن قوة هذه العلاقات تنعكس إيجابا على الدولتين والشعبين ولا سيما المنطقة.
لا يعكر صفوها شيء
جاء ذلك، في حين قال الدكتور محمد شاكر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن العلاقات المصرية السعودية لا يعكر صفوها شيء، لافتا أن تصريحات السيسي اليوم التي أكد من خلالها على عمق العلاقات بين البلدين إنما يؤكد عدم وجود أي جفوة كما يذاع أحيانا.
علاقات متنوعة
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في تصريحاته لـ "دار الهلال" أن نوعية العلاقات المصرية السعودية متنوعة سواء كانت اقتصادية أو تجارية أو ثقافية، مع العلم الروابط بين البلدين أكثر من أي هؤلاء.
وأوضح أن ما يربط القاهرة والرياض أكثر بكثير من فكرة العلاقات التجارية، وأن البلدين بينهم علاقات ثقافية واقتصادية وأسرية، موضحا أن تقوية العلاقات التجارية إنما خطوة موجودة ولكننا نعمل على تقويتها، ولذا أكد الرئيس السيسي الدعم الكامل لتعزيز حركة التجارة والمشروعات الاستثمارية بين مصر والسعودية.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، إلى جانب السفير أسامة نقلي، السفير السعودي بالقاهرة، وبندر العامري رئيس مجلس الأعمال المصري-السعودي.
وأكد الرئيس السيسي الدعم الكامل لتعزيز حركة التجارة البينية والمشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات التنموية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، مشيراً سيادته إلى حرص الحكومة على التواصل المنتظم مع المستثمرين السعوديين لدعم أنشطتهم في مصر.