السبت 20 ابريل 2024

ما هي المفاهيم الصحيحة حول الأضحية؟.. وزير الأوقاف يُجيب

وزير الأوقاف

تحقيقات16-6-2021 | 20:17

محمد فتحي

أوضح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في منشور عبر صفحته الرسمية «فيسبوك»، «الأضحية وما يجزئ فيها»، وذلك فى إطار حملة تصحيح المفاهيم.

وقال الوزير: «عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ المَاضِي؟ قَالَ: كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا، فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَشَكَوْا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: أَنَّ لَهُمْ عِيَالا، وَحَشَمًا، وَخَدَمًا، فَقَالَ: كُلُوا، وَأَطْعِمُوا، وَاحْبِسُوا، أَوْ ادَّخِرُوا».

وأضاف جمعة: «عَنْ عَبْدِ الله بْنِ وَاقِدٍ ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، قَالَ عَبْدُ الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمْرَةَ ، فَقَالَتْ: صَدَقَ ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الْأَضْحَى زَمَنَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ادَّخِرُوا ثَلَاثًا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الْأَسْقِيَةَ مِنْ ضَحَايَاهُمْ، وَيَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا».

وأشار إلى أنه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قـال: لَا يَأْكُلُ أَحَدُكُمْ مِنْ لَحْمِ أُضْحِيَتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ»، لافتا أنه من خلال قراءتنا لسياق هذه الأحاديث ومناسبة كل منها يتضح لنا أن حديث « كلوا وتصدَّقوا وَادَّخِرُوا»، وحديث لا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ لم ينسخ أي منهما الآخر، إنما كان كل منهما في حال معين، فحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: كلوا وتصدَّقوا وَادَّخِرُوا، وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام، ذلك أنه لما نهاهم صلى الله عليه وسلم عن الأكل فوق ثلاث سألوه في العام الذي يليه، يا رسول الله كنت نهيتنا أن نأكل من الأضحية فوق ثلاث، فقال صلى الله عليه وسلم: كلوا وأطعموا وادخروا ، فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأردت أن يعينوا فيهم.

وتابع أن أكثر الناس إنما يحفظون أو يفهمون أو يقفون عند قوله صلى الله عليه وسلم: كُلُوا وَأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا, وينظرون بما يشبه التقديس إلى أقوال بعض الفقهاء بتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: ثلث للفقراء, وثلث للإهداء, وثلث للإنسان وأهله, على أن هذا التقسيم هو عملية تقريبية للتصرف, وكان القصد منه ألا يجور المضحي على نصيب الفقراء, وأن يخصهم ولو بالثلث في أضحيته ، فمن زاد زاده الله فضلا.

وأوضح: أنه يغفل كثير من الناس عن أن نبينا صلى الله عليه وسلم لما رأى بالناس فاقة قال لهم: مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فلا يُصْبِحَنَّ بعدَ ثالثةٍ وفي بيتِهِ منهُ شيءٌ، فلمَّا كانَ العامُ المُقْبِلُ قالوا: يا رسولَ الله! نفعَلُ كما فَعَلْنا العامَ الماضيَ؟ قالَ: كُلوا، وأَطْعِموا، وادَّخِروا؛ فإِنَّ ذلكَ العامَ كانَ بالنَّاسِ جَهْدٌ، فأرَدْتُ أنْ تُعينوا فيها، فحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: كلوا وتصدقوا وادخروا, وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء.

وتابع: على أننا نؤكد على أهمية التوسعة على الفقراء والمحتاجين وإكرامهم بالنصيب الأوفر من الأضحية، فعندما سأل نبيُّنا صلى الله عليه وسلم السيدةَ عائشةَ رضي الله عنها، حين ذبحوا شاة , فقال لها: مَا بَقِيَ مِنْهَا؟ قالت: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُها، قَالَ صلى الله عليه وسلم: بَقِيَ كُلُّهَا غَيْر كَتِفِهَا، أخرجه الترمذي, فالذي يُعطى ويُتصدق به هو الذي يُدخر للإنسان ويجده، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ

وأكد: قد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على التوسعة على الفقراء والمساكين في أيام العيد, فقال صلى الله عليه وسلم: أغنوهم في هذا اليوم (سنن الدارقطني), أي أعطوهم ووسعوا عليهم ولا تضطروا أحدًا منهم أو تحوجوه إلى السؤال في هذا اليوم, فالنعم تزيد بالشكر, وتزول بالجحود والكفران, حيث يقول الحق سبحانه: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» (إبراهيم: 7), ويقول سبحانه: «هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ والله الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ»، محمد: 38, ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللهمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ اللهمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، (أخرجه البخاري), ويقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لله عِنْدَ أَقْوَامٍ نِعَمًا يُقِرُّهَا عِنْدَهُمْ مَا كَانُوا فِي حَوَائِجِ النَّاسِ مَا لَـمْ يَمَلُّـوهُمْ ، فَإِذَا مَلَّـوُهُمْ نَقَلَهَــا مِنْ عِنْدِهِمْ إِلَى غَيْرِهِمْ (المعجم الأوسط للطبراني).

واختتم: أما ما يتصل بما يجزئ في الأضحية ، فقد ذهب كثير من العلماء والفقهاء في عصرنا الحاضر إلى أن العبرة بكثرة لحم الأضحية ووفرته وطيبه وجودته ، وهو ما يحقق المقصد الأسمى منها ، فمتى تحقق ذلك في الأضحية أجزأت ، وحققت المقصد الشرعي منها .