الجمعة 19 ابريل 2024

مفتي الجمهورية لـ«دار الهلال»: معركة العاشر من رمضان حدث أحيا الأمة العربية من المحيط للخليج

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

تحقيقات21-4-2021 | 14:42

- حرب أكتوبر١٩٧٣ درة انتصارات العصر الحديث وفخر العسكرية العربية والإسلامية.

- نصر أكتوبر الحدث الذي أحيا الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.

- ستبقى حرب العاشر من رمضان المصرية رمز من رموز العز والفخار لهذا الشعب الأبي.

- ارتبط في أذهان المسلمين على مدار التاريخ الإسلامي أن شهر رمضان هو شهر الانتصارت والفتوحات.

- أكدت قادة جيوش العالم أنَّ القوَّة المسلحة المصرية في حرب أكتوبر ٧٣ قد نجحت في «قهر المستحيل» بهزيمتها للجيش الإسرائيلي.

- استمدت حرب أكتوبر1973 هذا النصر والمدد الإلهي ببركة شهر رمضان.

ساعات قليلة تفصلنا عن ذكر العاشر من رمضان، التي اشتهرت بمعركة الـ6 من أكتوبر عام 1973، لتجدد داخل قلوب المصريين ذكريات حرب العاشر من رمضان، الحدث الذي أحيا الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، بل الأمة الإسلامية من المحيط إلى المحيط.

«دار الهلال» أجرت حوارا صحفيا مع الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، الذي أكد أن حرب أكتوبر1973 استمدت هذا النصر والمدد الإلهي ببركة شهر رمضان، ونفحاته وبركاته وإمداداته التي هبت نسماتها على الجنود والصائمين والمصلين مما كان له أثره في تحقيق النصر، وإلى نص الحوار:


** في البداية.. حدثنا عن الانتصارات في شهر رمضان؟

ارتبط في أذهان المسلمين على مدار التاريخ الإسلامي أن شهر رمضان هو شهر الانتصارت والفتوحات، بداية من غزوة بدر التي كانت في السابع عشر من رمضان بالعام الثاني للهجرة، وفيها انتصر المسلمون على المشركين، لتبقى أول ملحمة وانتصارًا تاريخيًا في سجل الدولة الإسلامية.

** ماذا عن معركة العاشر من رمضان؟

جاءت معركة العاشر من رمضان عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وتسعين من الهجرة النبوية، التي اشتهرت بمعركة الـ6 من أكتوبر عام 1973 من الميلاد، وما أن يهل علينا شهر رمضان ويقترب من اليوم العاشر فيه إلا ويتجدد فينا ذكريات حرب العاشر من رمضان، الحدث الذي أحيا الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، بل الأمة الإسلامية من المحيط إلى المحيط، الحدث الذي اهتزت له القلوب طربًا، وابتسمت له الثغور فرحًا، ولهجت به الألسنة ثناء، وسجدت الجباه من أجله لله شكرًا، بما أجمع معه قادة جيوش العالم بأنَّ القوَّة المسلحة المصرية في هذه الحرب قد نجحت في «قهر المستحيل» بهزيمتها للجيش الإسرائيلي الذي قيل وقتها إنه لا يقهر.

** هل تركت النكسة أثرا مؤلما في نفوس المصريين؟

جاءت حرب أكتوبر المجيدة بعد هزيمة تجرع مرارتها الشعب المصري الأبي، في يونيو 1967، تم تدمير الجيش المصري لاسيما سلاح الطيران، وتم إحتلال شبه جزيرة سيناء، كما تم أيضًا احتلال الهضبة السورية «الجولان»، والضفة الغربية لنهر الأردن، والقدس الشريف، لقد تركت تلك النكسة أثرا بليغا وجرحا مؤلما في نفس كل مصريا مسلما كان أو مسيحيا، مما جعل اليأس يتسرب في النفوس، لذا لما كانت حرب أكتوبر كان للنصر مذاقا حلوا، فقد آن للشعب أن يضحك بعد البكاء وأن يمتلئ بالفخر والعز بعد شعور اليأس.

** هل هزيمة يونيو أيقظت المعنى الديني لدى المصريين؟

بالرغم من هزيمة يونيو 1967، إلا أنها تركت دروسا عظيمة في نفوس المصريين قادةً وجندا، فقد أيقظت في الناس المعنى الديني، والضمير الديني، والرجوع إلى الله، وبدأ الاهتمام بالمكون العقدي في القوات المسلحة، فكان الحرص على إقامة الصلاة، وقيام وعَّاظ الأزهر بدورهم في التنبيه والإحياء، وكان هناك شعورا عاما بالحاجة إلى الله، والدعاء بالنصر والمدد، لذا تغيرت النتيجة، ولا يقود الناسَ في بلادنا شيءٌ مثل الإيمان.

** حدثنا عن فضل صيام شهر رمضان وتأثيرة على حرب 1973؟
 
استمدت حرب أكتوبر1973هذا النصر والمدد الإلهي ببركة شهر رمضان، ونفحاته وبركاته وإمداداته التي هبت نسماتها على الجنود والصائمين والمصلين مما كان له أثره في تحقيق النصر، وإمداد المقاتلين بشحنة إيمانية دفعتهم إلى البذل والفداء، إذ أن معظم المعارك الحربية التي خاضها الرسول، وحتى في العصر الحديث وقعت في شهر رمضان، فالصيام يدعو صاحبه للنصر وتحمل المشاق على عكس ما يقال إن الصيام يجعل الإنسان كسولا ومتعبا.

** كيف ترى انتصار الجيش المصري على العدو الإسرائيلي؟

انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر وجميع المعارك الحربية أعظم الأمثلة لمن يأخذون شهر رمضان رمزًا للكسل والتكاسل، وأن هذا الشهر الكريم يعطي القدرة والإرادة والقوة الإيمانية، فالجنود المصريون كان لديهم القدرة على العبور، وخوض أكبر المعارك على الرغم من أنهم كانوا صائمين في هذه المعارك.


ستبقى حرب العاشر من رمضان المصرية أحد رموز العز والفخار لهذا الشعب الأبي، وسيبقى رموزها قادة وجندا أوسمة على صدر الزمان، ومصدر إلهام لهذا الشعب كله، رغم تقادم الزمن، وبعد المسافة بين أجيال اليوم وبين أجيال قد عاصرت تلك الحرب المؤيدة بنصره جل وعلا، لكنها نفحات النصر الرمضاني التي تتناقلها الاجيال فتبث في القلوب محبة هذا الوطن.


** ما هي الفتوحات التي تمت في شهر رمضان الكريم؟

استطاع المسلمون في الـ20 من رمضان في العام الثامن من الهجرة، فتح مكة، وفي السادس عشر من رمضان في عام 583 من الهجرة كانت معركة حطين التي استرد بها صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، وفي الـ25 من رمضان عام 658 من الهجرة، كانت المعركة الفاصلة الكبرى عين جالوت التي أنقذت العالم من طغيان التتار الذي اجتاح العالم وقتها، كما تم فتح بلاد الأندلس في رمضان، وجاءت درة انتصارات العصر الحديث، وفخر العسكرية العربية والإسلامية، جاءت المعركة التي ثبت الله فيها أهل الإيمان ومنحهم قوة من عنده مع صيحات «الله أكبر».