افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، والذي يعد أحد المشاريع العملاقة ذات الموقع المتميز، لقربه من الموانئ والكتل السكنية، بما يحقق العديد من العوائد الإيجابية.

ويشهد قطاع الزراعة في مصر طفرة كبيرة من حيث مشروعات التوسع الأفقي واستصلاح أراضي جديدة، وعلى رأس تلك المشروعات مشروع «مستقبل مصر الزراعي»، والذي يأتي في إطار مشروع الدلتا الجديدة لإحداث نهضة تنموية من خلال قسمين رئيسيين، الأول يتضمن العمل على زيادة نسبة الأراضي المزروعة، والشق الثاني يهدف إلى تحسين جودة وإنتاجية الأرض الزراعية.

وذكر خبراء أن مشروع مستقبل مصر يسعى لتحقيق عدد من الأهداف التي تسعى لتحقيق الأمن الغذائي للدولة وحمايته، إذ ينتج المشروع العديد من المحاصيل كالحبوب والزيوت والبقوليات، والتي تساهم في سد فجوة كبيرة من احتياجات الغذاء، بالإضافة إلى أن المشروع يهدف إلى زيادة نسبة الصادرات والصناعات الزراعية، إذ يتضمن مجمع زراعي صناعي يخدم ذلك الهدف.

أقرأ أيضًا:

بعد توجيه الرئيس السيسي بالانتهاء منه قبل 2024.. اِعرف المُنجز بمشروع مستقبل مصر

بينها توفير محاصيل ذات جودة عالية.. الأهداف التنموية لمشروع مستقبل مصر

 

خريطة مشروع مستقبل مصر

في هذا السياق، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مشروع مستقبل مصر يأتي ضمن المشروع الأكبر «الدلتا الجديدة»، حيث يشغل نحو 500 ألف فدان من المساحة الكلية للمشروع.

وأوضح «صيام»، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن مشروع مستقبل مصر يسعى لتحقيق عدد من الأهداف التي تسعى لتحقيق الأمن الغذائي للدولة وحمايته، إذ ينتج المشروع العديد من المحاصيل كالحبوب والزيوت والبقوليات، والتي تساهم في سد فجوة كبيرة من احتياجات الغذاء، بالإضافة إلى أن المشروع يهدف إلى زيادة نسبة الصادرات والصناعات الزراعية، إذ يتضمن مجمع زراعي صناعي يخدم ذلك الهدف.

وفيما يتعلق بالعوائد التنموية من المشروع، أكد أستاذ الاقتصاد الزراعي أن المشروع يساهم بشكل كبير في زيادة الصادرات المصرية من المحاصيل، إذ سيتم توجيه جزء منها إلى التصدير، والذي سيكون فائضًا عن احتياجات المواطنين، منوهًا إلى أن المشروع يتميز باستخدامه أحدث التكنولوجيا في الميكنة والزراعة، ويعمل وفقًا للمواصفات العالمية أي أن المحاصيل ستكون موافقة للمواصفات العالمية.

وشدد على أن عوائد المشروع لا تقتصر فقط على النهوض بقطاع الزراعة، بل يؤثر إيجابيًا أيضًا على الاقتصاد، إذ يعمل على توفير الآلاف من فرص العمل فيما يؤدي لانخفاض معدل البطالة.

وأضاف صيام: «مشروع مستقبل مصر أحد المشروعات الرائدة في قطاع الزراعة، إذ يعد مشروع تنموي كبير وقاطرة للنمو الزراعي؛ مما يدعم تحقيق خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، بالاعتماد على أفضل التقنيات الزراعية».

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن المشروع تم التخطيط له بعناية شديدة بداية من موقع المشروع، وصولًا إلى الأهداف المرجوة منه، إذ يكتسب الموقع الجغرافي للمشروع أهمية كبيرة ويحقق مزايا في الزراعة نتيجة توافر الطقس الملائم، وقربه من الموانئ وشبكة الطرق والمحاور الجديدة التي تشجع حركة الصادرات، وتخلق الكثير من المزايا التنافسية.

تأمين الأمن الغذائي

ومن جانبه، قال الدكتور محمد سالم مشعل، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مشروع مستقبل مصر والذي يعد جزءًا من المشروع الأكبر، الدلتا الجديدة، يعد أحد المشروعات التنموية الرائدة في مجال الزراعة والأمن الغذائي.

وأوضح «مشعل»، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا للقطاع الزراعي في ظل سعيها لتأمين الأمن الغذائي، بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، مؤكدًا أن مشروع الدلتا الجديدة جاء يستند إلى دراسات حكيمة، إذ تم اختيار موقع استراتيجي له بالقرب من عدد من الموانئ الاستراتيجية والمطارات منها موانئ الإسكندرية، والسخنة، ودمياط، ومطاري غرب القاهرة وبرج العرب.

وشدد على أن مشروع الدلتا الجديدة يزيد من فرص الاستثمار الزراعي، وإحداث نهضة زراعية كبري، بالاعتماد على الأساليب الحديثة في الري؛ ما يساهم في المحافظة على المياه وتوفير السلع الغذائية للمواطنين، بالإضافة إلى الدور المحوري للمشروع في توفير العديد من فرص العمل.

وتابع مشعل: «مشروع الدلتا الجديدة بمثابة مشروع تنموي يهدف إلى تحقيق أكبر عائد للمزارعين والمواطنين».

وأشار إلى أن مشروع مستقبل مصر يتميز بأنه يستهلك كميات قليلة من المياه ويصلح لزراعة كل أنواع الحاصلات الزراعية بلا استثناء، بالإضافة إلى أنه يتمتع بأمطار شتوية توفر مياه الري، منوهًا إلى أن المشروع يقع بالقرب من مشروعات مياه الصرف الزراعي في بحيرة مريوط وإدكو، التي تصب فيهما الصرف الزراعي، إذ سيجري معالجة تلك المياه وضخها في المشروع.