تحل اليوم ذكرى ميلاد الشيخ زكريا أحمد صانع الأنغام الساحرة الذي أمتعنا بروائع ألحانه، حيث ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1896 لأب من قرية مرزبان من عرب الفيوم والذى كان ينشد أغاني الصحراء.

وكانت والدة الشيخ زكريا تركية صاحبة صوت عذب وكانت بارعة في الغناء، أما زكريا الطفل فقد ألحق بالأزهر ليتلقى علوم الدين ويحفظ القرآن وفي نفس الوقت يذهب إلى مدرسة خليل أغا ليدرس العلوم الدنيوية. 

وأكد الكاتب الصحفي والشاعر الكبير صالح جودت في بابه الأسبوعي في مجلة الكواكب عدد 28 فبراير 1961 أن الشيخ زكريا أحمد هده موت صاحبه الشاعر المبدع بيرم التونسي، وقد رثاه الشيخ زكريا مرتين في التليفزيون، مرة في حديث مع صالح جودت، ومرة أخرى مع بديع خيري ورشدي صالح، وأذيع الرثاء الأخير قبل أن يرحل زكريا أحمد بيوم واحد، فكأنه أبى حين ودع صاحبه إلا أن يلقاه بعدها بيوم واحد. 

وأفرج صالح جودت عن آخر أغنية كان يلحنها زكريا أحمد، وكأنها كانت جسره إلى الله، فقد كانت بين يديه قبل أن يلقى ربه بحظات معدوادت، وهذه الأغنية كانت معدة لإذاعتها في برنامج البيانو الأبيض في التليفزيون العربي.

وفيما يلي ترصد بعض مقاطع منها:

والنبي يا رايحين أرض الكرامة

سلموا ع المصطفى سيد تهامه

روحوا باسم الله وعودوا بالسلامة

وانتو يا زوار يا رايحين المدينة

ياللي بتشاور لكم أنوار نبينا

حلفوه بجاه الحسين يرضى علينا

واسألوه يشفع لنا يوم القيامة

 

يا أمير الأنبياء دا احنا في رحابك

طمعانين في الآخرة تشملنا بثوابك

ياحبيب الله دا باب الجنة بابك

والشفاعة لأمتك حب وكرامة

روحوا باسم الله وعودوا بالسلامة

 

لم يكمل الشيخ زكريا لحن تلك الأغنية، فقد فاضت روحه قبل إتمام لحنها، وأكد صالح جودت أن محمود الشريف سيتولى لحنها ويستبدل الغناء الفردي بالكورال ، وكان المفروض أن يتناوب غناء هذه الأغنية مطرب ومطربة على ظهر مركب ذاهبة إلى الأراضي المقدسة، ويردد الحجاج مذهب الأغنية، وفي جملة ختامية بديعة قال صالح جودت " اذكروا زكريا حين تسمعون هذه الأغنية".

بقي أن نؤكد أن الأغنية كانت من حظ المطربة نجاة الصغيرة التي غنتها كاملة بمصاحبة الكورال، وهي من كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز والحان الشيخ زكريا أحمد وهي تعتبر من نوادر وروائع نجاة الصغيرة الدينية وآخر ما لحن الشيخ زكريا أحمد.