في عددها الصادر في 19 ديسمبر عام 1961، أي في مثل هذا اليوم من 59 عاما، نشرت الكواكب تقريرا عن معركة نشبت بسبب الوجه الجديد آنذاك الفنانة نبيلة عبيد، والتي كان يتم الإحتفاء بنجاح فيلمها الأول، وفي السطور التالية نسرد التفاصيل.

 

جاء في مقدمة التقرير الذي كتبه زميلنا سيد فرغلي أن المخرج عاطف سالم تورط في معركة استعمل فيها الرصاص .. فقد عاكس شاب نجمة جديدة كان سالم يحتفي بنجاحها في أول فيلم لها، فقامت معركة وانتهى الإحتفال في قسم الشرطة.

 

في إخدى الليالي وبعد أن انتهت حفلة السواريه لفيلم "مافيش تفاهم" خرج عاطف سالم مخرج الفيلم ومعه نبيلة عبيد النجمة الجديدة التي قدمها في الفيلم لأول مرة، وأمها وزوج أمها الأستاذ حسن مشتهل، خرجوا من السينما إلى صحاري سيتي، فقد أصر مشتهل على أن يحتفلوا بنجاح نبيلة.

 

وعلى منضدة بجوار البيست جلس الأربعة ولم يمض وقت طويل حتى لفت نظرهم شابان يجلسان في المنضدة المجاورة، كان أحدهما في حالة سكر شديد، وقد راح يغازل نبيلة دون مراعاة لوجودها مع رجلين، وتجاهل مشتهل وعاطف سالم وقاحة الشاب الذي بدا من لهجته أنه من أبناء إحدى الدول العربية الشقيقة.

 

لكن الشاب تمادى في معاكسته وأخذ يوجه إليها حديثا جارحا، فنهض مشتهل واتجه إليه ليقنعه بالكف عن معاكساته، لكنه قبل أن يبدأ كلامه فوجئ بالشاب يدفعه بقوة بكلتا يديه فسقط مشتهل أرضا، ولم يستطع عاطف سالم أن يبقى في موقف المتفرج فنهض مسرعا إلى مشتهل ليساعده على النهوض، وفي تلك الحظة دخل وحيد مانع صاحب مجلة أخبار النجوم، وسأل عاطف سالم "ايه الحكاية"؟

 

قص عاطف سالم بسرعة ماحدث عليه فاتجه وحيد مانع إلى الشاب وقف في ثورة يسب عاطف ومشتهل ونبيلة وكل الناس، وحاول مانع تهدئته ولكنه فوجئ بالشاب يوجه له أيضا ألفاظا نابية لم يتحملها وحيد فصفعه على خده صفعة جعلت الشاب يتراجع إلى الوراء والشرر يتطاير من عينيه، فأمسك بإحدى الزحاجات لينقض بها على وحيد ليضربه بها على رأسه، لكن وحيد كان أسرع وتفادى الضربة ثم أخرج مسدسا من جيبه وأطلق الرصاص في الهواء لإرهابه.

 

دار كل ذلك وأنور عمار صاحب الكازينو يجلس في شاليه خاص بجوار الكازينو، وأنه قد هرول إلى الكازينو بعد سماع صوت الرصاص، واستدعى شركة الهجانة الذين استطاعوا السيطرة على الموقف واقتياد الجميع إلى نقطة شرطة الهرم .. وفي التحقيق اتهم الشاب العربي وحيد مانع بالشروع في قتله ، بينما قال مانع أنه أطلق الرصاص في الهواء لإخافة الشاب ودفاعا عن نفسه.

 

أما صاحب الكازينو فقد قال أن وحيد مانع لم يكن له دخل بالأمر، وتدخل دون أن يستنجد به أحد، ولولا تدخله لمر الأمر بسلام دون إطلاق رصاص أو معركة بالزجاجات والصفعات واللكمات .. كانت تلك هي المعركة كما رصدها سيد فرغلى الذي أكد أن التحقيق لم ينته بعد.

 

بقي أن نشير إلى أن بطولة فيلم "مافيش تفاهم" كان للنجمة سعاد حسني وشاركت نبيلة عبيد كوجه جديد بدور صغير، والفيلم عرض في 11 ديسمبر 1961، أما البطولة الحقيقة للنجمة نبيلة عبيد فقد كانت عام 1963 عندما قامت بدور رابعة العدوية في فيلم بنفس الإسم مأخوذا عن قصة "عازفة الناي" وهي الصورة الغنائية التي كتبها مسبقا الشاعر طاهر أبو فاشا عام 1957 للإذاعة .