الأربعاء 24 ابريل 2024

هل من دواء؟

مقالات24-10-2021 | 17:15

ليستُ مفاجأة أن نرى ونسمع الشتائم القذرة تجول الشوارع بلا حياء ولا خجل من عامة المواطنين، إنما الصاعقة أن نسمع تلك السباب والشتائم والمصطلحات والإيحاءات المنافية للآداب من الشباب المثقف خريجى الجامعات.

إذ أصبحت مناصات التواصل الاجتماعى مناخًا ملائمًا لتلك الشتائم على الملأ، فيما بينهم فى الشوارع والمقاهى ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ تجده يضحك يسب الدين، يحزن يسب الدين، كل شعور مرتبط بسب الدين، جاهلًا، تعلم فى المدارس والجامعات، لكنه لم يتعلم كيف يتأدب مع الله، وعلى سبيل المزاح، ليس من العيب أن يسب الشاب أم صاحبه وتجد الآخر يضحك ويقهقه على سباب أمه والطعن فى عرض أخته، متناسيًا كلمة مروءة ومعنى الرجولة، بل يضحك واصفًا نفسه بكل فخر أنا «ديوث».

وكلمة «ديوث» أصبحت لها صفحات كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يسمى بمجتمع الدياثة، التى يعد من أكبر متابعيها الشباب المثقف وخريجى الجامعات على مستوى العالم، محققين علاقة رياضية لم نسمع عنها من قبل، كلما زاد وارتقى المستوى التعليمى والثقافى للفرد، كلما تدنى وانعدم المستوى الأخلاقى له.

 

وتبقى الكارثة الكبرى فى قلعة الأخلاق ومنبع الحياء، رمز الرقة، الفتاة، إذ نجد الفتيات يمزحن بأقذر الشتائم ويتحدثن فى أكثر الموضوعات الخادشة للحياء على الملأ، ليس بينهن فقط إنما مع الشباب أيضا، مبررين ذلك بأنهم أصدقاء وتجمعهم علاقة قوية، لكن ما تلك العنصرية؟! وما كل هذا التحامل على المرأة؟! أين المساواة بين الرجل والمرأة؟! هل نعيب على المرأة فيما يفعله الرجل ونحملها هى العبء الأكبر لهذا النوع من الخطأ؟

 

إذا كنتِ امرأة وهذا ما جال فى رأسك، فأنت أول من أهنت المرأة وأهدر قيمتها، لأن المرأة العاقلة حينما تبحث عن المساواة بينها وبين الرجل، تبحث عن حقها فى التعلم، التقدم، حقها فى أن تكون دائما هى الأفضل، باعتبارها كل المجتمع وليس النصف فقط، فهى النصف المتمثل فى النوع، وهى التى تنجب النصف الآخر الذى يتأثر بها كليةً، فتصبح هى كل المجتمع، فهى ليست فى سباق مع الرجل لتتصدر المركز الأول فى الأفعال المنافية للآداب، وتقول هى المساواة.

وحينما كنا نعيب على عامة الناس فى الشتائم والسباب كان المبرر الوحيد عدم التعلم والذهاب للمدارس والجامعات والتفقه فى الدين، لكن ما مبررك القوى أيها الشاب المثقف؟، وما دافعك القوى أيتها الفتاة، يا رمز الحياء والرقة والأنوثة؟!، وتبقى هذه الأزمة مرض خطير أصاب المجتمع، فهل من دواء؟

Dr.Randa
Dr.Radwa