حسنا ما فعلته لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب مؤخرا برئاسة الدكتور محمود حسين باستجواب رئيس اللجنة الثلاثية التي تدير اتحاد كرة القدم المصرية بقرار من الفيفا بشأن التجاوزات والمخالفات المالية الجسيمة التي اعتبرتها إهدار للمال العام.. غير أن اللجنة الأحادية اتخذت قرارات غير مدروسة تتسم بالمجاملة من ناحية وأخرى بالعشوائية من خلال تعيينات المديرين الفنيين للمنتخبات أهمهم إعادة الكابتن شوقي غريب رغم أن اللجنة الحالية سوف ينتهي عملها يوم 5 يناير المقبل.

فلماذا التعجل في التعاقد معه لقيادة المنتخب الأولمبي خاصة وأنه لا يوجد ارتباطات لهذا المنتخب في تلك الفترة التي سيحصل فيها الكابتن شوقي على مخصصات مالية فيها دون عمل أو جهد، وسوف يمتد كشف المستور لكافة المؤسسات الرياضية سواء الأندية أو الاتحادات أو اللجنة الأوليمبية.. فهناك تقارير كامنة آن الأوان لاستخراجها من الأدراج المغلقة تحوي جرائم وأخطاء ارتكبها بعض المسئولين في هذه المؤسسات دون وجه حق.. ولعلى أنا وباقي المتابعين للوسط الرياضي وهم بالطبع كثيرون إن لم يكن الغالبية من الشعب المصري الذي فاض بهم الكيل من كم الارتجالية والعشوائية التي تدار بها المنظومة الرياضية المصرية.. إن البعض منهم ليس لديه القدر الكافي من التأهيل العلمي المطلوب للتطوير والتحديث لمواكبة الركب الرياضي العالمي.. فبالإضافة إلى الفساد المالي، هناك أيضا نوع آخر من الفساد أشمل وأعمق وصداه واسع المدى ومؤثر هو الإهمال والسطحية وعدم توافر التخصصية وقلة الخبرات وضحالة الأفكار والفهلوة الأمر الذي ينتج عنه ليس فساد بل "خراب".

وفى النهاية، لابد أن يعلو صوت الحق والعقل وأن تنحني العواطف جانبا ونشاهد عاصفة جارفة من المحاسبة الحاسمة والحازمة لتعديل وتصحيح المسار الرياضي الذي نأمله وننشده لمصرنا الحبيبة..  وكشف المستور لهذه الفئة الضالة والفاسدة من المسئولين الذين ارتدوا أثواب النضارة والطهارة الزائفة.. وإنا لمنتظرون!