الثلاثاء 16 ابريل 2024

المنطقة التراثية.. بُعد جديد لقوة مصر الناعمة

مقالات1-8-2021 | 13:41

باستثمارات تزيد على ثلاثة مليارات جنيه، تم الإعلان عن أول منطقة تراثية فى مدينة العلمين التى تعد بمثابة عاصمة جديدة ثانية للدولة المصرية، وما يميز هذه المنطقة انها اشبه بمدينة متكاملة من مدن الجيل الرابع، التى تتميز بضخامة المشروعات العالمية التى ستقام عليها، إذ من المنتظر أن يبلغ إجمالى المنشآت بها نحو 70 منشأة، تضم البحيرة الرئيسية، والحديقة المركزية، والمسجد، والكنيسة، والأوبرا، والمتحف، والمبانى التجارية والفندقية فى الحى القديم، ومجمع السينمات، والمسرح المكشوف، والحى الاستثماري، ومبانى الإسكان الفاخر.

 

والحقيقة أن وجود منطقة تراثية فى العلمين إنما يمثل متنفسا لهذه المدينة بما تضمه من توجهات مختلفة ترفيهية وثقافية وحضارية بل واستثمارية أيضا، وهو ما يتطلب من أجل ترويج هذه المنطقة وتعظيم العوائد المتحققة من ورائها، العمل على مسارين: الأول، مسار اعلامى يتعلق بالتغطيات الإعلامية لحجم الإنجازات المتحققة فى هذه المنطقة، مع البث المستمر لرسائل إعلامية من هذه المنطقة لتعكس المظهر الحضارى للجمهورية الجديدة. أما المسار الثانى، هو مسار درامى/ سينمائى يتعلق بضرورة ان تكون هذه المنطقة منطقة جاذبة للعمل الدرامى والسينمائى بما يظهر إمكاناتها وما تحقق فيها من إنجازات. مع الاخذ فى الاعتبار أن ما تحققه الدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية يفوق أى تأثير لتوجيه الرأى العام المحلى والأجنبى.

 

وغنى عن القول إن ما يحدث على الأرض المصرية اليوم فى جميع ربوعها وفى كافة المجالات والقطاعات يؤكد على الانطلاقة المصرية نحو بناء جمهورية جديدة مرتكزتها الإنسان المصرى وتنميته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. ولكن النجاح فى هذا البناء يتطلب وجود بيئة محيطة داعمة ومشجعة على ذلك، إذ انه من الصعوبة بمكان أن تحدث تنمية للإنسان فى بيئة غير مواتية أو مليئة بالمشكلات والأزمات التى تعطل القدرات وتعيق المهارات، وهو ما دفع الدولة المصرية إلى التأكيد على أن بناء الإنسان يجب ان يتزامن مع بناء المكان، فالتفاعل بين الانسان والمكان يجعل للتاريخ قيمة وللحدث مكانة، وهذا ما يجرى الآن على الأرض المصرية برؤية ثاقبة لقائد لديه ثقة فى بناء المستقبل عبر طرح رؤيته فى بناء جمهورية جديدة بمفاهيم عصرية.