الجمعة 26 ابريل 2024

"البلتاجية" عدوى الغنوشي

مقالات1-8-2021 | 13:37

يتأكد لنا يوماً بعد يوم أن إزاحة الإخوان وافتضاح نواياهم فى مصر هو الحدث الأبرز فى تاريخ المنطقة، وهو الطريق الصحيح والوحيد لتمتلك الشعوب العربية قرارها دون السماح لفئة منهم أن يكونوا مقدمة لعدوان أو ممراً لمخططات استنزاف الأمة وتعطيل حركة نموها.

وفى الوقت الذى تلقى العرب والعجم قرارات الرئيس التونسى قيس بن سعيد بالبشر والسرور، وفى ليلة وضحاها خلع التنظيم فى تونس برقع الحياء ومن قبله رداء الديمقراطية التى لم يعرفها يوماً فى بنيانه أو قراره سريعاً، وكشف الغنوشى عن وجهه القبيح الحقيقى بعد أن استبد به اليأس من استجابة التونسيين لندائه الملهوف ليتحركوا لإحداث الفوضى وإعادة التنظيم الساقط إلى موقع السلطة، التى ضاعت من بين يديه بعد سنوات من البلطجة باسم الديمقراطية وتفصيل نظام انتخابى وسياسى على مقاس حركة النهضة لتحقيق استدامة السلطة فى يد تنظيمهم العفن.

 

وبعد أن تجاهل التونسيون نداء الخراب الذى أطلقه الغنوشى تلبس روحيا بنسخته المصرية "البلتاجي" الذى ينتظر مصيره المحتوم تحت حبل المشنقة جزاء وفاقا على ما ارتكبه بحق وطنه، فمن منا ينسى ذلك المشهد الكاشف والشارح لنوايا التنظيم وارتباطه بقوى الإرهاب حين خرج علينا البلتاجى من ميدان الفتنة "رابعة" يهدد المصريين وجيشهم بأنه إن لم يعدل الفريق السيسى عن قراراته ويعيد مرسى إلى السلطة فإن ما يحدث فى سيناء من انتهاكات وقتل وتفجير لن يتوقف، وهو أول اعتراف رسمى من بتوع "قوتنا فى سلميتنا" بأنهم ضالعون فى دعم وتحريك الإرهاب فى سيناء الحبيبة.

كذلك خرج الغنوشى يستقوى ويستعدى الغرب على أهله وشعبه محذراً إياهم من أنهم فى حالة اختيارهم الانحياز لإرادة التوانسة فسنحول تونس إلى ممر لتهريب البشر والإرهابيين إلى أوروبا ليقض مضاجعكم، فأعيدونا إلى السلطة تسلموا.

 

هكذا تحدث من يفترض به أنه رئيس لمجلس النواب تحدث بلغة عضو فى مافيا دولية، وكان حريا به إن كان ما يجرى فى عروقه دماء أن يخرج على الشعب التونسى معتذراً معلناً استقالته، وأن يدعو نواب حركته لإفساح الطريق لقيادة جديدة إن كان يدرك معنى الوطن، لكن الوطن فى نظره ووجدانه كما عرفه شيخه وسيده المقبور سيد قطب بأنه حفنة من تراب عفن.

بكل بساطة تحول تراب تونس فى نظر الغنوشى إلى حفنة من تراب عفن لمجرد أن غادر السلطة مطروداً بإرادة شعبية جارفة.

إنها نفس السلعة وذات البضاعة القذرة وقانونها "يا نحكمكم يا نقتلكم" لكن فات الميعاد يا غنوشى "فاتكم القطار" كما قال الرئيس التونسى الراحل زين الدين بن على، فاليوم ليس يوم الندم ومراجعة الحسابات وليس يوم إعطاء فرصة جديدة، بل اليوم يوم الحصاد يوم الحساب على ما مضى، وأعتقد أن الغنوشى أضاف إلى قائمة اتهاماته اتهامات جديدة أظن أنه سيحاسب عليها.

 

إن القياس بين تجربة مصر وتجربة تونس فى إسقاط الإخوان جديرة بالتوقف عندها والاعتبار منها فالفكر واحد ومحرك التنظيم واحد فكما فشل الإخوان فى استخدام ميدان رابعة كوسيلة لابتزاز المصريين وتعطيل إرادتهم فى الثلاثين من يونيو فشل إخوان تونس فى التخفى وراء مناصريهم ولم يعد لهم إلا المحاولة الكلاسيكية التى يلجأ لها فلول هذا التنظيم الساقط وهى محاولة وضع العصا فى العجلة بإرباك المشهد عبر العنف تجاه مؤسسات الدولة التونسية.. لم يعد لهم إلا محاولة "تنديم" التوانسة على إسقاطهم لكنهم سيفشلون أيضاً كما فشل التنظيم الأم فى مصر فقد أثلج صدرى رؤيتى الرئيس التونسى وهو يستقبل قيادات ليبيا والجزائر فى تحرك استباقى لإحباط تسلل أى عناصر إرهابية إلى الداخل التونسى لممارسة هوايتهم المفضلة فى القتل والتخريب.

فاتكم القطار يا غنوشى فى العودة إلى السلطة لكن لم يفت القطار لمحاسبتكم على تصريحاتكم التى ارتديت فيها ثوبك الحقيقى وأنك دمية يحركها تنظيم دولى فاجر يفعل كل شيء وأى شيء ليبقى فى السلطة.. ومن القاهرة التى قهرتكم ندعو للشعب التونسى الشقيق بأن يتم الله عليه نعمة التحرر من الاحتلال الإخوانى فهو سرطان مدمر لا يأتى بخير أينما رصدته ودائما تدور على الباغى الدوائر مهما طال الوقت.

Dr.Randa
Dr.Radwa